مطارات الإمارات في خبر صماد3…وشبح قحْط الاستثمارات أصبح حقيقة

 

زين العابدين عثمان

عملية أخرى تقوم بها القوات الجوية اليمنية في قصف البنى التحتية الإماراتية بمقاتلات دون طيار المعروفة بصماد3، فبعد استهداف مطار ابوظبي في شهر يوليو الماضي هاهو سلاح الجو اليمني يعود مجددا ليقصف هذه المرة مطار دبي الدولي ذا القيمة الحيوية والإستراتيجية الهامة جدا على صعيد التنمية الاقتصادية بالإمارات.
حيث أن مطار دبي الدولي الذي يقع في مدينة دبي، ثاني أكبر مدينة في الإمارات وأهمها في صعيد الاستثمارات ، ويعد أهم مركز جوي على مستوى الشرق الأوسط وواحداً من أفضل عشرة مطارات في العالم وأسرعها نمواً، حيث يستقطب حاليا أكثر من 115 شركة طيران تغطي أكثر من 135 وجهة حول العالم، وتبلغ قدرة المطار الاستيعابية حوالي 90 مليون راكب سنويا.
ما نود الإشارة إليه أن أهمية هذا المطار الحيوي لا تهمنا بقدر ما تهمنا القدرات العسكرية اليمنية التي فرضت نفسها وأصبحت رقما صعبا على الصعيد الجيوسياسي، ونقطة تحول فارقة غيرت كل الاستراتيجيات والحسابات الخاصة بملف العدوان على اليمن ،..
وإذا ما أمعنا النظر أكثر فإننا سنجد بأن السعودية – وكذلك الإمارات – لم تعد ذاك الطرف المهاجم الذي يفرض المعادلات والمبادرات في الحرب ضد أنصار الله باليمن وإنما بات الطرف الذي أصبح في موقع الدفاع بعد أن تلقى سلسلة من الهزائم الماحقة منذ مطلع الثلاثة الأعوام السابقة التي كان لها السبق في شل وانهيار مخططاته وأطماعه الجياشة في إطار حملة العسكرية عاصفة الحزم والتي كان آخر سيناريوهاتها” معركة السيطرة على الحديدة “ الذي أخفق تماماً فيها نتيجة الصد الفولاذي للجيش اليمني واللجان الشعبية وضرباته القاصمة .
القدرات المتراكمة التي باتت تتمتع بها القوات المسلحة اليمنية والتي يحاول التحالف السعودي في الوقت الراهن تجاهلها وطمسها سياسيا في كل المحافل الدولية والإعلامية أصبحت لم تعد تقبل الاستتار ولا التجاهل فهي قد خرجت إلى الصعيد العملياتي والاستراتيجي وفرضت نفسها كحقائق وأرقام عسكرية ومعادلات صلبة أثرت تأثيرا عميقا في قلب موازين القوى وخطف زمام المبادرة وبات العالم ذا اطلاع كامل على أبعادها وانعكاساتها على واقع الصراع باليمن وعلى واقع حال التحالف السعودي الإماراتي.
فالصواريخ الباليستية اليمنية والقوة البحرية وسلاح الجو المسير يعتبر هذا الثالوث الاستراتيجي أهم قدرات القوات اليمنية وما تعتمد عليه في عملياتها المضادة والرادعة ضد تحالف السعودية والإمارات ، ويعد سلاح الجو المسير حاليا اليد الضاربة المفضلة لديها في استهداف الاقتصاد الإماراتي ومنشآته الحيوية ،وعملية استهداف مطار دبي الدولي الاثنين الماضي بطائرة صماد 3 تأتي على وقع تحذيرات سلطة الأمر الواقع في صنعاء للنظام الإماراتي من مغبة ولوجه الدموي واللا اخلاقي في إطار العدوان على اليمن.
ويمكن القول إن طائرة صماد 3 قد حملت ثلاثة محاور أساسية يمكن حصرها في الآتي:
الأول : إن الإمارات بكل قطاعاتها ومؤسساتها الحيوية والاقتصادية التي تعتلي سلم أهم مصادرها الاستثمارية كالمطارات أصبحت أهدافا فعلية لسلاح الجو اليمني المسير وباتت تحت مرمى غاراته المباشرة، وهذا ما يحذر منه كل الخبراء والمراقبين.
الثاني :رسالة إنذار للنظام الإماراتي بأن ولوجه أكثر في العدوان على اليمن بنفس السلوك الاستفزازي المتهور سيحتم على القوات المسلحة اليمنية تنفيذ إجراءات ردع تدميرية بقوة اكبر تتركز على البنى التحتية الإماراتية عبر استهدافها بالطائرات المسيرة .
الثالث : قحط الاستثمارات وحالة فرار الشركات الأجنبية صار أمرا وشبحا قد يخرج إلى الواقع في الأيام القادمة في الإمارات والخسائر المترتبة ستكون اكبر مما يتخيله النظام الإماراتي ،فالسعودية كنموذج تعاني حاليا نقصا غير مسبوق في مستوى استثماراتها نتيجة توقف الشركات الأجنبية والقوى العاملة وخروجها من المملكة الذي أعطى بدوره تأثيرات مدمرة في بنيتها الاقتصادية التي أخذت في التدهور ،حيث ان النظام السعودي الذي فشل مؤخرا في طرح أسهم شركة ارامكو للبيع صار أمام كارثة اقتصادية هي الأولى في تاريخ المملكة ستكون لها ارتدادات زلزالية غير عادية ستفشل مشروع الاستثمار لـ2030م الذي وضعه بن سلمان، وكل هذا كان نتيجة الصواريخ اليمنية والطائرات المسيرة التي خطفت الأمن والاستقرار من جميع أراضي المملكة .
لذا لا جرم أن الإمارات ستكون هي الضحية التالية بعد السعودية بسبب سياسات بن زايد الغبية والتي لا تقل غباء عن سياسات بن سلمان، فهي – أي الإمارات- في طور الأزمات والعجوز المالية، أما الكارثة الحقيقية فلم تبدأ بعد.

قد يعجبك ايضا