رسائل السلام التي لم تُقرأ
محمد صالح حاتم
من يحب السلام لا يمكن أن يتجاهل أي دعوة للسلام، ومن يسعى إلى تحقيق السلام لابد ان يسلك كل الطرق التي تؤدي الى السلام، وفي المقابل من يحمل لغة القتل والإرهاب ،ويسعى الى تدمير الشعوب وزعزعة الاستقرار والأمن فيها، ومن يظن نفسه وصيا على الآخرين ،وأن لا قرار ولا رأي لأحد، وأنه الوحيد صاحب القرار وهو من يصنع السلام ومن بيده وقف الحرب والقتال، بشرط إخضاع وإذلال الشعوب له، ومن يتجبر ويستعلي على الآخرين ويعتبر نفسه بماله وسلاحه هو حاكم الأرض وهو السيد المطاع ،فهذا لا تنتظر منه خيراً للبشرية ولا يدافع عن حقوق ولا يحمي الإنسانية ،ولن يأتي منه غير الويل والدمار.
وهذا هو حال تحالف قوى العدوان ممثلة في مملكة بني سعود ودويلة عيال زايد، وأسيادهما امريكا واسرائيل، الذين عاثوا في الأرض فساداً وأحلوا قتل النفس المحرمة واستباحوا الاعراض وانتهكوا الحرمات واحتلوا الأرض ونهبوا الثروات في اليمن السعيد، بدعوى “إعادة الشرعية” “وحماية الأمن والسلم العالميين من الخطر الإيراني” ،فهذا التحالف الإجرامي لا ننتظر منه أي سلام أو أيّ استقرار في اليمن والمنطقة برمتها.
وللأسف فإن الكبر والغطرسة والتجبر والعنجهية والتعنت من هذا التحالف وعلى رأسه مملكة بني سعود ودويلة عيال زايد ،والذي تجاهل عدة رسائل ودعوات ومبادرات لإحلال السلام في اليمن، ظناً منه أنه سيحقق أهدافه بالحرب والعدوان وبقوة السلاح وبالوسائل والأساليب التي اتخذها.
الرسائل التي لم يقرأها العدو أو تجاهلها كثيرة ومنها دعوة السيد عبدالملك الحوثي الى وقف العدوان والحرب على اليمن وتجنيب الحديدة الحرب وأن تشرف الأمم المتحدة على عائدات ميناء الحديدة وأن تقوم الأمم المتحدة بدفع مرتبات الموظفين، وكذا مبادرة رئيس اللجنة الثورية العليا وما أكثر المبادرات التي قدمها من أجل تحقيق السلام في اليمن ، وآخرها نهاية شهر يوليو بوقف العمليات العسكرية البحرية من جانب واحد لمدة مؤقتة ومحددة ستكون قابلة للتمديد وتشمل جميع الجبهات إن قوبلت هذه الخطوة بالاستجابة والقيام بخطوة مماثلة من قبل قيادة تحالف العدوان، والتي سلمت لمكتب الأمم المتحدة في اليمن.
ولكن للأسف فقد تم تجاهل هذه المبادرة، فكانت نتيجة التجاهل البيان الصادر من قبل القوات المسلحة اليمنية عن عملية الاستدراج المحكمة والمدروسة المبنية على معلومات استخباراتية واختراق لصفوف الأعداء التي نفذها أبطال قواتنا المسلحة واللجان الشعبية في الدريهمي بقوات الغزاة والمحتلين والتي أوقعت عدة كتائب من قوات العدو ومرتزقته وقتلت المئات منهم وأسرت البقية بينهم قيادة ،فهذا كان رداً طبيعياً على التجاهل لرسالة ومبادرة السلام.
وفي الجانب الإنساني كانت مبادرة رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي قبل عيد الأضحى والتي أعلن عن إطلاق جميع الأسرى والمعتقلين قبل العيد بدون شروط إذا وافق تحالف العدوان ومرتزقته اطلاقهم لأسرى الجيش واللجان الشعبية المعتقلين لديهم ،ولكن للأسف لم تجد من يسمع هذه الدعوة والمبادرة الإنسانية .
وكل هذه المبادرات والتنازلات التي قدمتها قيادة الثورة والقيادة السياسية ليست من باب الضعف والخوف والاستسلام ،ولكن من منطلق الحرص على حقن الدماء اليمنية وإحلال السلام في اليمن، وانطلاقا من القيم والمبادئ الدينية والإنسانية واستجابة وتعزيزا للتحركات والجهود الرامية لإحلال السلام.
واليوم بعد كل هذا التجاهل والتعنت والغطرسة من قبل العدو ومرتزقته ،وارتكابه للمزيد من المجازر بحق اليمنيين والتي كانت آخر تلك المجازر وفي ايام العشر الحرم من شهر ذي الحجة بحق أطفال ضحيان وكذا بحق أطفال الدريهمي ،فكل هذا يعني أن العدو ،لا يريد سلاماً ولن يعمل على تحقيق السلام ،وإنما هدفه سفك المزيد من الدماء وارتكاب المزيد من الجرائم بحق المدنيين الأبرياء.
وعاش اليمن حرا أبيا ،والخزي والعار للخونة والعملاء.