عار الولايات المتحدة العسكرية والتحالف في اليمن!
د. نبيل نايلي
“إذا كانت الضربة الجوية قد أسفرت عن مقتل شخص مّا، فقد وفّرت الولايات المتحدة السيّارة والمسدّس والرصاص والمساعدة اللوجستية والصيانة”! الصحفي صامويل أوكفورد.
في الـ 9 من آب أغسطس الجاري، قصفت مقاتلات حربية تابعة للسعودية والتحالف الذي تدعمه الولايات المتحدة حافلة تقلّ مجموعة من تلاميذ مدارس في صعدة، وخلّفت مجزرة استنكرها الجميع. صحيفة النيويورك تايمز أكّدت “أنّ الطلاّب كانوا في رحلة ترفيهية. ووفقاً لإدارة الصحة ، فإنّ الهجوم “أسفر عن مقتل ما لا يقلّ عن ثلاثة وأربعين شخصا!”
ووفقاً للجنة الدولية للصليب الأحمر، فإنّ ما لا يقلّ عن تسعة وعشرين من القتلى كانوا أطفالاً دون الخامسة عشرة ، وجرح ثمانية وأربعون شخصاً ، من بينهم ثلاثون طفلاً.
وبثّت قناة سي إن إن لقطات مروّعة ومفجعة للأطفال الذين نجوا من الهجوم وهم يعالجون في غرفة الطوارئ. أحد الأطفال ، الذي يحمل حقيبة ظهره الزرقاء الصادرة عن اليونيسف، الغارق في الدم والمتأثّر بحروقه الشديدة علّق على تلك المأساة والجريمة البشعة.
مراسلة السي ان ان CNN الأقدم نعمة الباقر، خلُصت في ختام تقريرها إلى أنّ: “هذا الصراع تدعمه بالكامل كلّ من الولايات والمملكة المتحدتين!”
فقد باعت شركات أمريكية مثل رايثيون، Raytheon، وجنرال دايناميكس، General Dynamics، وبوينغ،Boeing، ولوكهيد مارتن، Lockheed Martin ، السعودية والإمارات ودول أخرى في التحالف كميات كبيرة من الأسلحة بقيمة مليارات الدولارات، بقيادة السعودية.
ثم أنّ الجيش الأمريكي هو من يتولّى شحن الطائرات الحربية السعودية والإماراتية خلال العمليات العسكرية. والأمريكيون هم من يساعد قوى التحالف في السعودية على اختيار أهدافه.
الأستاذة المشاركة في جامعة ستوكهولم ومؤلفة كتاب “تدمير اليمن”، إيسا بلومي، أفادت بأنّ الولايات المتحدة “مسؤولة بل واجهة مركزية لهجمات التحالف السعودي.”
أما الصحفي صامويل أوكفورد ، فقد لخّص العدوان: “إذا كانت الضربة الجوية قد تسببت في مقتل شخص ما، فقد وفّرت الولايات المتحدة السيّارة والخدمة والمسدّس والرصاص والمساعدة والصيانة”!
جريمة الـ 9 من آب أغسطس الجاري ضد الأطفال والمدنيين ليست إلاّ حلقة من حلقات مأساوية وقذرة من الهجمات السعودية الإماراتية التي تسببت في مذبحة جديدة.
منظمة أطباء بلا حدود كانت أبلغت هي الأخرى في الـ 12 من يوليو الماضي، عن “غارة دمّرت مرفقها المُشيّد حديثاً لعلاج الكوليرا ، في بلدة عبس ، بُنيت تحسّباً لتفشّي وباء كوليرا ثالث في اليمن”.
إنّ “الولايات المتحدة متورّطة بشدّة في المذبحة الجارية في اليمن”، تكتب كاثي كلي، المشاركة في كتابة “أصوات من أجل اللا عنف الإبداعي ” لتنتهي داعية: “من مسؤوليتنا كمواطنين أن نفعل ما بوسعنا للمطالبة بوضع حدّ لهذا التواطؤ!”
* باحث في الفكر الاستراتيجي، جامعة باريس.