علي غراد
في الطاولة الأخيرة من جهة اليمين في المدرج الثاني لرجال الصحافة والإعلام ضمن منافسات دورة الألعاب الآسيوية المقامة حالياً باندونيسيا كنت أتابع عروض الووشو بالسيف في انتظار مشاركة لاعبي منتخبنا وكان أمامي رجل أمن بقميص أبيض كنت اطلب منه التحرك يميناً أو يساراً كي أرى المشهد على البساط كاملا، وفجأة ومن الممر الرئيسي الداخلي للصالة ومن كراسي وضعت سلفا وعليها بضع علب من الماء وفاكهة الموز وهو ما ركزت عليه لاحقا نهض أحدهم وتبعه بضعة أشخاص ربما خمسة أظنهم من اللجنة المنظمة ومثلهم رجال أمن يرتدون نفس الزي لرجل الأمن الذي كان أمامي وغادر هو معهم ما دفعني للتركيز ولماذا نهض الجمهور فشاهدت الرئيس الأندنوسي جوكوو ويدودو يغادر بهدوء وبدون ضجيج أو بروتوكولات أو أي صورة من صور الرسميات التي يحيط الرؤساء أنفسهم بها، لقد كان بيني وبين الرئيس صف واحد وسياج الصالة العادي ولم يعترض طريقي أحد وأنا أغادر وأعود للتأكد من وصول لاعبي منتخبنا إلى الصالة الخلفية.
لقد شاهدناه يوم أمس الأول يتجول في القرية الأولمبية بين الرياضيين كأي شخص أو رياضي يمر وكنت قد قرأت قبل المجيء إلى دورة الألعاب عن تواجده الدائم بين الناس ومشاركته لهم أفراحهم وجاء دخوله ملعب الافتتاح بدراجة نارية ليفتتح دورة الألعاب الثامنة عشرة بتلك الروعة ليبهر الجميع. مثل هذا الرئيس هم من يصنعون المجد لبلدانهم واندونيسيا في نهضتها تسابق الكبار كما في عاصمتها جاكرتا التي تضاهي المدن الحديثة ويحدثك الكثير عما كانت عليه قبل سنوات قليلة.