في مقالها بمجلة ذى “ناشيون” حذرت المحللة المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط “كيت كايرز” من خطورة التحالف المفتوح بين الولايات المتحدة وبين دول الخليج العربي مثل الإمارات والسعودية.
ونوهت “كيت” إلى حدثين رئيسيين وقعا خلال أغسطس الحالي كان لكل منهما تداعيات هامة على الأمن القومي للولايات المتحدة، ويكشفان معا خللا عميقا في استراتيجية السياسة الخارجية الأمريكية التي تقدم الدعم لدول الخليج العربي القمعية والاستبدادية باسم مكافحة الإرهاب.
الحدث الأول هو تحقيق وكالة “أسوشيتد برس” حول علاقة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في اليمن مع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية؛ الذي وجد أن استراتيجية السعودية بشأن ملف “مكافحة الإرهاب” المزعوم، على مدار أعوام، كانت تهدف بشكل مباشر إلى دعم بقاء تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، عن طريق إبرام الصفقات مع المقاتلين، ودفع بعض الأشخاص إلى الانتقال إلى التنظيم، وتجنيد عناصر من القاعدة في معارك التحالف الذي تقوده السعودية ضد المتمردين الحوثيين في الحرب الأهلية في اليمن وهي سياسات لا تساعد على محاربة القاعدة، بل تجعل الولايات المتحدة حليفا فعليا للقاعدة في اليمن.
أما الحدث الآخر فهو أزمة السعودية مع كندا التي وقعت على خلفية انتقاد الأخيرة لعمليات الاعتقال الأخيرة في السعودية لناشطي حقوق الإنسان حيث افتعلت السعودية إثر ذلك أزمة دبلوماسية وسحبت طلابها من الجامعات الكندية.
ووفقا لـ”كيت” لم تشعل أيا من هذه التطورات ردة فعل إيجابية من وزارة الخارجية الأمريكية ولم تثر أي جدل ملحوظ حول كيف يمكن أن تؤدي “الصداقات” غير المشروطة مع هذه الدول إلى قيادة الولايات المتحدة لاتخاذ قرارات سياسية تجعلها والعالم أقل أمنا.
وزعمت “كيت” أن الدعم الأمريكي المستمر للمجزرة والمجاعة التي صنعتها السعودية وحلفاؤها في اليمن، والذي يتم تحت مسمى “دعم شركائنا في الخليج” ضد الخطر الإيراني، هو نتاج لصورة تم خلقها عبر ترسانة إعلامية مولتها جماعات الضغط، والأكثر من ذلك، أن تلك الدول نجحت في الضغط على الولايات المتحدة لقتل الاتفاق النووي الإيراني، وهي الآن تقرع طبول المواجهة المباشرة مع إيران أكثر من أي وقت مضى.
ويقول أنصار الحفاظ على تحالف غير مشروط مع دول الخليج، إن الولايات المتحدة بحاجة إلى غض الطرف عن الكثير من الأمور، لأن هذه الدول تساعد البلاد على محاربة الإرهاب. لكن استخدام السعودية والإمارات كخط دفاع أول ضد التهديدات يتعارض مع مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة، والأسوأ من ذلك، أنه يتناقض مع القيم الأمريكية، وفقا للكاتبة.
ويقول المقال إن الدعم الأمريكي المريب لدول الخليج تحول إلى نبوءة ذاتية التحقق؛ حيث تقدم الولايات المتحدة السلاح، وتتنازل عن مبادئها، وتقدم الولاء الذي لا جدال فيه لحكومات الخليج، وكل ذلك باسم الأمن، وتتواطأ في نفس الوقت مع الانتهاكات التي تغذي التحديات الأمنية التي تقول إنها تسعى إلى القضاء عليها.
وتختتم “كيت” مقالها بالتأكيد أن أحداث هذا الشهر أثبتت أن الإفلات من العقاب الذي لا نهاية له لدول الخليج، وإيمان أمريكا الأعمى بـ “صداقاتها”، أمر يجب إعادة النظر فيه، وأنه لا يمكن لواشنطن الاستمرار في العمل كالمعتاد، غافلة عن الكيفية التي تخلق بها تلك السياسة الخارجية مشاكل للولايات المتحدة في الخارج، وفي الداخل كذلك.