> العلامة/ مهدي العطاني: الصد عن بيت الله العتيق اجرام واضح
> الباحث/ أحمد شرف الدين: السعودية تستغل فريضة الحج لتمارس نفوذها على المحيط الإسلامي
> عبدالرحمن الكبسي: ندعو إلى تشكيل هيئة إسلامية تدير شؤون الحج
الثورة/عادل محمد
الحج شعيرة إسلامية عظيمة وركن من اركان الإسلام ويعتبر منسك الحج مناسبة دينية تجسد الوحدة الإسلامية، وخلال ما يقارب الأعوام الأربعة يعجز الحجاج اليمنيون عن أداء هذه الفريضة.. “الثورة” التقت شخصيات علمائية تحدثت عن معاناة الحجاج وضرورة أن تكون فريضة الحج تحت إدارة إسلامية مشتركة:
في البداية تحدث العلامة/ مهدي العطاني قائلا:
إن ديننا الإسلامي دين الوحدة ودين الأخوة ودين التعاون ودين التآلف وتعتبر شعيرة الحج التي فرضها الله على المستطيعين من عباده من الفرائض التي تصب في هذا المقصد العظيم وهو توحيد المسلمين إذ يتجه المسلمون من كل حدب وصوب بمختلف أشكالهم وألوانهم وألسنتهم لتأدية هذه الفريضة ترسيخاً لهذا المبدأ العظيم الذي يعكس صورة اللحمة الإسلامية.. ومن رحمة الله الكبرى أنه لم يجعل هذا البيت العتيق مخصوصاً بطائفة من الناس دون أخرى فقد قال سبحانه وتعالى “وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً ” أي مرجعاً للناس كافة يأتونه من كل مكان وقال تعالى “إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِين” وتأمل هنا قوله تعالى “هدى للعالمين” تفيد الشمولية التامة وليس لأحد الحق أن يتحكم في هذا البيت أو يصد أحداً عنه تحت أي حجة أو أي مبرر ونحن للأسف نرى اليوم نظام آل سعود يسيسُون الحج فيأذنون لمن يريدون ويمنعون من لا يرغبون فيه وهذا إجرام واضح وصد واضح عن هذا البيت العتيق الذي قال الله فيه في سورة الحج ” إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ ” .
من جانبه تحدث الأخ عبدالرحمن الكبسي قائلاً:
بدأت هذه الدعوات الداعية إلى إيجاد إدارة مشتركة لشؤون الحج مكونة من عدد من الدول العربية والإسلامية منذ أمد بعيد خاصة عندما حصلت بعض المشاكل بين أفراد الحج واندلعت على إثرها مظاهرات أسفرت عن وجود تبانيات لم يكن لها أن تحدث لولا وجود الجانب السياسي وتدخله على الخط من الجهة الأخرى الأمر الذي عزز من المخاوف لدى الأطراف المختلفة من بروز مشاكل إلى السطح وانشقاقات قد تؤدي إلى قطع العلاقات الدبلوماسية وهو ما حدث بالفعل في أعقاب تلك الحوادث، الأمر الذي أدى إلى تصاعد حدة الدعوات الرامية إلى تشكيل إدارة عربية ممثلة لكل حجاج بيت الله الحرام تكون مهمتها تقويض المسائل الخلافية في المهد بعيداً عن أهل السياسة ومن مهامها تسوية القضايا العالقة أولاً بأول حفاظاً على سلامة الأماكن المقدسة من الصراعات وتخفيف الضحايا التي عادة ما تنشأ مع كل موسم حج بفعل العامل التراكمي وكان لهذه الدعوة حسناتها بسبب الصدى العربي والإسلامي الذي تلقفته قنوات الرأي الحكيمة وأهل الحل والعقد ولازال هذا الأمر مطروحاً في الساحة يرجو تقويمه وإعداده وإخراجه إلى النور لكون السكوت عن الخطأ مما يعيق.
الباحث الإسلامي أحمد حسين شرف الدين
أوضح قائلا:تسييس فريضة الحج يعد أحد أهم أدوات المملكة السعودية في فرض نفوذها على الدول العربية والإسلامية والمتمثل في خدمة المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة، فمنذ تأسيس الدولة السعودية على يد البريطانيين حرصت على الاستيلاء على الأماكن المقدسة للمسلمين المتمثلة ” في مكة والمدنية” بنفس الأسلوب الذي دفعت فيه بريطانيا الكيان الصهيوني إلى الاستيلاء على فلسطين والقدس على وجه الخصوص لتصبح المقدسات الإسلامية تحت سيطرة القوى الاستعمارية بصورة مباشرة وغير مباشرة لتنفذ من خلالها مشاريعها التفكيكية للأمة ويكون المسلمون خاضعين لما تريده هذه القوى فلا يحق لأي مسلم دخول هذه الأماكن المقدسة أو أداء فريضة الحج إلا إذا كان ممن يرضون عنه ويواليهم وبالتالي ومن هنا تكمن خطورة هذا الأمر والآثار السلبية لهذا التوجه المدروس والممنهج من قبل القوى الاستعمارية، فمن خلال تصدير الأفكار والثقافة الإسلامية المستوهمة ومن خلال جعل هذه الأماكن المقدسة منطلقاً لهذه الجماعات الإرهابية يهدف إلى تنفيذ المخطط المرسوم في واشنطن وتل أبيب ومن هنا تتضح الخطورة الكبيرة التي يمثلها هذا التوجه الاستعماري فالتحكم بأقدس المقدسات لدى المسلمين يعني التحكم في ضمير المسلمين وعنوان وجودهم وهو ما يجعل عامة المسلمين تحت سلطة تأثير هذه القوى بصورة غير مباشرة وبالتالي يمكن لهم تنفيذ مخططاتهم بصورة شرعية وبدون مقاومة.
لذلك فإننا معنيون نخباً وعلماء ومثقفين بمقاومة تسييس الحج وفضح هذا التوجه في إطار المقاومة الشاملة للمشروع الاستعماري الصهيوأمريكي المراد تنفيذه في المنطقة، ومن هذا المنطق فإنه يجب على الجميع توعية الناس بهذا المخطط والدعوة إلى تحييد الأماكن المقدسة وجعلها ملكاً لجميع المسلمين بمختلف مذاهبهم، وعلينا أن نمضي قدماً نحو إفشال هذا التوجه وبكل الوسائل المتاحة والممكنة.
وسوف يأتي اليوم الذي تكلل فيه هذه الخطوات بالنجاح إذا توكلنا على الله وبإرادة قوية في سبيل تحرير الأماكن المقدسة من براثن السيطرة الصهيوأمريكية، وهو أمر ممكن وقريباً سيتحقق.