فضيحة دبلوماسية لمملكة داعش!!
عبدالله الاحمدي
على قناة الـ “bbc” سأل المذيع ضيفه من الرياض المحلل سليمان العقيلي : عندما تطلب الخارجية الأمريكية معلومات عن المعتقلين في المملكة أليس ذلك تدخلا في الشؤون الداخلية للمملكة؟ !!
أجاب العقيلي بعد تلكؤ : ( العلاقات بين المملكة وأمريكا علاقات ذات خصوصية…. ) والأمانة فحكام المملكة لا يجرؤون على رفع أصواتهم في وجه الأمريكي. ويرجعون التدخل الأمريكي في شؤون المملكة إلى خصوصية العلاقات بين البلدين.
تعرف المخابرات الأمريكية كل صغيرة وكبيرة في المملكة، وجنرالات أمريكا هم من يديرون الشؤون العسكرية والأمنية في المملكة، ويعلم الناس كيف دبرت المخابرات الأمريكية مقتل الملك فيصل على يد ابن أخيه..
وعلى تغريدة لوزيرة الخارجية الكندية بشأن حقوق الإنسان في المملكة أقام بني سعود الدنيا ولم يقعدوها في حق الحكومة الكندية رغم أن كلامها حقيقة.
ويبدو ان وراء الأكمة ما وراءها، فالقصة ليست تغريدة وزيرة الخارجية، بل العلاقات الأمريكية الكندية التي تمر بمنعطف تجاري، تريد فيه أمريكا ترامب فرض رسوم جمركية على واردات كندا وغيرها من الدول، إلى الولايات المتحدة. وثانيها قضية المهاجرين الكنديين الذين شغلوا ترامب وإدارته.
وثالثها موضوع الجدار الذي تريد أمريكا بناءه على الحدود للحد من الهجرة غير الشرعية إلى أمريكا. الإدارة الأمريكية وشركات السلاح والمعدات العسكرية تريد احتكار بيع السلاح للمملكة على المصانع الأمريكية دون منافس.
وكانت المملكة قد اشترت عربات مدرعة من كندا بقيمة 15 مليار دولار. وعلى ذلك يدفع اللوبي الأمريكي بتأزيم العلاقات السعودية الكندية لاحتكار سوق السلاح في السعودية والخليج.
الإجراءات المسعورة التي اتخذتها مملكة داعش في حق كندا هي إجراءات غير مسبوقة في الأعراف الدبلوماسية والعلاقات الدولية، طرد السفير الكندي من الرياض خلال 24 ساعة، واستدعاء سفير المملكة من كندا، وسحب البعثة التعليمية والطبية، وإلغاء التعاملات التجارية كلها بعيدة عن العرف الدبلوماسي والعلاقات الدولية بين البلدان.
أمريكا تريد أن تؤدب كندا، فأطلقت كلابها كالعادة عندما تريد أن تؤذي أي دولة، وتتخفى وراء الكلاب. هذه المرة أوكلت المهمة إلى أدواتها في السعودية للقيام بهذا الدور.
الخارجية الألمانية أدانت الابتزاز السعودي ضد كندا وقالت ان موقف كندا لا يعد تدخلا في شؤون المملكة.
كندا ردت على التهور السعودي بشكل حضاري، وقالت وزيرة خارجيتها: ان كندا ستظل وفية للدفاع عن حقوق الإنسان، وبالذات حقوق المرأة.
محللون كنديون قالوا : إن السعودية تفشل في اليمن وقطر، وتعوض هزائمها في كندا.
آخرون قالوا : إن الإجراءات ضد كندا هي رسالة للغرب بعدم التدخل في شؤون المملكة.
اعتقال الناشطة سمر بدوي شقيقة المدون رائف بدوي المحكوم عليه بالإعدام، وزميلتها نسيمة السادة كانت القشة التي قصمت ظهر البعير – كما يقال – والحقيقة أن للمعارضين السعوديين نشاطا في كندا، يضايق الأسرة الحاكمة في المملكة، فزوجة رائف بدوي مقيمة في كندا، وحاصلة على الجنسية الكندية، وهي من تحرك قضية المعتقلين في السعودية، وعلى رأس هؤلاء رائف بدوي وأخته سمر بدوي الناشطة الحقوقية والحاصلة على الجنسية الأمريكية، وهي التي تعرضت لأكثر من اعتقال، ومضايقة، ومنع من السفر. وكانت سمر بدوي قد تسلمت جائزة أشجع امرأة مدافعة عن حقوق النساء، تسلمت هذه الجائزة من وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبقة هيلاري كلينتون، وزوجة الرئيس الأمريكي السابق اوباما.
قناة CNN قالت إن السعودية رمت بكل ثقلها في قضية كندا ودفعت 20 مليون دولار لكل وكالة أجنبية مقابل كل خبر ينشر ضد كندا.. وأضافت CNN : وزارة المالية السعودية حولت مبلغ 280 مليون دولار لمدير قناة روسيا اليوم من اجل الترويج للرياض إعلاميا بالأزمة مع كندا. المعارضة السعودية د/ مضاوي الرشيد قالت : إن النظام السعودي بدون سيادة، وانه يستجدي السيادة بالمال من ترامب وبعض دول الغرب، وان محمد بن سلمان فشل في انجاز أي مشروع، فعوض عن ذلك بالانتقام من الناشطين السعوديين، وخاصة النساء.
وللحقيقة فإن النظام السعودي وعلى رأسه الأسرة الهالكة يعيش أزمة سياسية جعلت حكام المملكة يتخبطون، هنا وهناك. ففي الداخل تعتقل السلطات المعارضين، وتضيق على الحريات العامة والخاصة، وفي الخارج تمول الحروب، والإرهاب، وتسيء إلى العلاقات مع الدول، وتفقد أصدقاءها كل يوم من الشرق إلى الغرب، وهي لا تعلم مخرجا لأزماتها، وتحسب أن الأمور كلها بيع وشراء، وفضائحها في ماليزيا وباكستان وتعاملها مع القاعدة وداعش تزكم الانوف.
بنو سعود لا يعلمون ان هناك أشياء لا تشترى، وان العالم كله فاتح لأعينه تجاه ما تقوم به المملكة من أعمال منافية لكل القوانين الدولية، سواءً في الداخل، أو في الخارج.
هم يتصرفون بعقلية الماضي ولا يدركون أن العالم تغير كثيرا وأصبح قرية صغيرة، أحداثه تصل إلى مسامع الناس اولاً بأول، ودقيقة بعد أخرى.