مصر .. والشرعية المزعومة
أحمد يحيى الديلمي
“الناس خارجين من السوق وعسكبة داخلية” المثل من الأمثلة الشعبية الشائعة ترددها الأفواه للتعليق على أي شخص يتأخر عن حضور أي حدث ويحاول حشر نفسه في اقتسام الغنيمة ، لا داعي أن نخوض في أصل المثل والواقعة التي جعلت الناس يلوذون به ، إزاء أي فعل أو أي واقعة مماثلة لتفاصيله وأكتفي بالحديث الذي جعلني استحضره من رفوف الذاكرة المتمثل في زيارة الرئيس الفاقد للشرعية عبد ربه منصور (الدنبوع) لجمهورية مصر العربية والتقائه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ، وأنا أتابع المؤتمر الصحفي للرجلين ومراسم توقيع الاتفاقية اليتيمة الوحيدة التي تمخضت عن الزيارة بين البنك المركزي اليمني المستنسخ وأداة التآمر الفاحش على الاقتصاد اليمني وبين البنك المركزي المصري .
من تابع المشهد وقرأ ما خلف السطور بإمعان إضافة إلى أسلوب وسائل الإعلام المصرية في التعاطي غير المسبوق مع الحدث ، لا شك أنه سيخرج بنتيجة واحدة مفادها أن العملية حلقة من حلقات الحرب الإجرامية على اقتصاد اليمن من قبل السعودية والإمارات لترجمة التهديد الذي أفصح عنه السفير الأمريكي في اليمن عندما قال ( إننا سنلغي القيمة الفعلية للعملة اليمنية إلى مستوى غير مسبوق حتى لا يساوي ثمنها ثمن الحبر الذي طبعت به )
من المعلومة الأخيرة تبرز حقيقة أخرى تفضح الدور الأمريكي في حلقات التآمر وتنقل السعودية والأمارات إلى دور الوصيف المكلف بترجمة خطط وسياسات تآمر جاهزة تتصل بالحرب الاقتصادية بأبعادها الحقيرة واللاأخلاقية ضد اليمن واقتصاده الوطني بهدف تركيع اليمنيين وإعادتهم إلى بيت الطاعة .. وفقاً لمصادر عليمة كانت أمريكا قد عنفت الأمير السعودي بن سلمان وجعلته يتراجع عن وضع أثنين ملياري دولار كوديعة في البنك المركزي اليمني للحد من تدهور قيمة الريال اليمني أمام الدولار الأمريكي ، لذلك تكتم الأخير على التفاصيل وتم توجيه الحكومة الفاقدة للشرعية إلى التفاوض مع صندوق النقد والبنك الدوليين والتعويل على ضغط السعودية والإمارات في الإقناع .
الكارثة الكبرى أنه بعد أن خرجت الموافقة الأولية من المؤسستين الدوليتين رفعت قوى العدوان الغطاء عن الشرعية المزعومة ، وبدا الأمر أكثر خسة ووقاحة أن المعتدين حاولوا استرضاء الرئيس المصري السيسي كمحاولة لامتصاص التذمر المتصاعد في الشارع المصري المطالب بانسحاب مصر مما يسمى بدول التحالف ، لذلك فمصر أصبحت كالبائع ديناً تشارك في الوزر والجريمة دون أن تنال شيئاً من المكاسب ، وعد السيسي بالفتات إذا قبل بأن يكون البنك المركزي المصري وعاء لما يجود به البنك الدولي .
يبدو أن السيسي كان بحاجة ماسة إلى الوعد الهلامي لتجنب الحرج وإقناع الشارع المصري بجدوى الاستمرار في التحالف المزعوم وهذا مبعث الاحتفاء بهادي من قبل الإعلام المصري ، من شدة احتفاء الأخير بالفرية ترك ضيفه وطار فوراً إلى السعودية لقبض الثمن ، يا لها من مهانة!! وعلى أي زعامات تعول الشعوب؟!
أما هادي فقد بدا في مهمة صعبة لم يفهم حتى المفردات التي تم إملاؤها عليه ، أي أنه التم المتعوس على خائب الرجاء ، لا عزاء لمن لا يزالون يتباكون على شرعية مزعومة ، الرجل فقد احترام نفسه ، لم يعد يحظى بثقة من شرعنوه وجلعوه مبرراً لاستمرار العدوان السافر وارتكاب أبشع الجرائم ضد اليمن واليمنيين واحتلال أجزاء غالية من ا لأرض اليمنية .. اللهم لا شماته .. ومن نصر إلى نصر إن شاء الله ..