أطفال على رصيف الموت ” بالسلاح الفتاك “
محمد أحمد المؤيد
بات الأطفال هدفاً عسكرياً تزامنا مع دعوة أممية فحواها الحضور إلى جنيف في 6 سبتمبر , تكثر الخروقات التي يقترفها العدوان السعوأمريكي منذ تلك الدعوة وحتى الأمس القريب , وإن دلت هذه الخروقات على شيء فإنما تدل على خساسة العدوان وما يسعى إليه , الذي يبدو ومن خلال هذه الأعمال أنه يريد فقط إجهاض أي عملية للسلام بين اليمنيين , وهذا بحد ذاته يعتبر أمراً مرفوضاً , كون الدعوة إلى جنيف ينبغي أن تحكمها قرارات أممية ملزمة لجميع الأطراف للحيلولة دون بقر هذه الدعوة بأي خرق إنساني أو تصرف أحمق من كلا الجانبين من شأنها أن تعرقل مسيرة السلام في جنيف.
وناسف أن تتزامن مع هذه الدعوة الأممية جريمة حرب بحق أطفال بحافلة تقلهم في ضحيان محافظة صعدة , راح ضحيتها أكثر من واحد وخمسين طفلاً شهيداً وأكثر من تسعة وسبعين جريحاً كحصيلة أولية لوزارة الصحة في حكومة الإنقاذ , والتي تبعها تبجح الناطق الرسمي لدول العدوان الذي قال إنه هدف عسكري مشروع ولكن من الجميل أن الأمم المتحدة لم تُعر هذا المغرور أي اهتمام وقررت فتح ملف بالتحقيق وضرورة استقلاله وهذا ما رحب به المسؤولون في صنعاء , كون الجريمة ارتقت إلى جريمة حرب بحق أطفال تذوقوا الموت بسلاح فتاك لطائرات التحالف الشيطاني على حافلة تقلهم في رصيف لقارعة الطريق في سوق بضحيان , والتي تعبر عن بشاعة المنظر وهول الفاجعة لأطفال ليس لهم من هذا العراك ناقة ولا جمل.
يبدو ومن خلال أحداث اليوم أن العدوان السعوأمريكي قد نفد صبره من مواصلة العدوان على اليمن بكل معنى الكلمة , ولذا فهو يتصرف اليوم بلغة فظة وغليظة لا تدل إلا على مسات هستيرية يراد بها تدخل العالم لفض هذه المعركة , التي أنهكت كاهل انبوب النفط السعودي بلا فائدة , غير أن تبلم العالم ناحية هذه الهستيريا يعتبر عاراً على كل دول وشعوب العالم , فهل ينتظر العالم هستيريا أكثر من هذه حتى وصلت إلى جريمة حرب بحق أطفال كي يضغطوا على دول التحالف بالوقف الفوري للعدوان وبدء عملية السلام وبصورة عاجلة , أم مات الضمير العالمي وهم يشاهدون جرائم العدوان الوحشية ؟!! يا للعار .
نحن في اليمن سندافع عن الأرض والعرض حتى نلقى الله أعزاء كرماء أو نمرغ أنف العدوان السعوأمريكي في التراب , وهذه مسألة لا جدال فيها خاصة وأن الطفل قد صار هدفاً عسكرياً مشروعاً للعدوان , والأسير صار دمه مسفوحاً ولم يعد له حرمة أو حق , كما هي الجريمة الأخيرة بحق ثلاثة أسرى من أفراد الجيش واللجان الشعبية ارتكبها العدوان في جبهة الساحل الغربي عبر رميهم بالرصاص بعد أن صاروا أسرى , كل هذه الجرائم المتوالية لم تعد تحفزنا إلى السلام وخاصة مع هذا السكوت العالمي الفظيع , والذي نتمنى أن تكون هذه الجرائم هي آخر جرائم تحرك ” الضمير العالمي ” الحي وإنهاء العدوان على اليمن.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
..ولله عاقبة الأمور..