أشواق مهدي دومان
يتهيّب القلم حين يُذكر أمامه أسماء تحوي أسوداً في هيئة بشر ؛ ليس تهيّبا لمراكزهم الاجتماعيّة أو ثراهم الأخلاقي فحسب بل لأنّهم جود وغوث وغياث في الوقت ذاته في زمن شحّ الجهود ونكران العهود .
نعم : تهيّب قلمي ألّا يفي قدر أولئك الميدانيّين الكرّارين في غير فرّ في ساحات الشّرف والبطولة لكنّهم يحملون سهام ورماح الحقيقة التي يخترقون بغمدها أحشاء التّضليل والكذب والتّدليس..
أتهيب أن أكتب عن ذلك الشّرف والإقدام والبطولة والجرأة والشّجاعة التي جُمعت في أرواحهم روحا روحا وهم شريان الثّورة ونبض المقاومة الحقيقيّة لكذب الإعلام العدواني .
أتهيب ويتهيب معي قلمي وحرفي ويأبى ( مع ذلك ) إلا أن أؤلفها (حروفي) في طيّات سطور بالعرفان لمن بجهادهم الحثيث يطلقون عنان الحقيقة ويحملون زادهم من الشجاعة والإباء وتصحبهم كاميرات توثيق وميكرفون عبره يصدع بالحق المبين بوحا بصرخات وجع شعب مظلوم لم يرِد له الله أن يكون إلا : ذا القوّة والبأس الشّديد ؛ فكانت إرادة الله الغالبة لصمود اليمن أرضا ورجالا يسحقون ترسانات ضخمة لعدوان كونيّ لن نبالغ لو وصفناه كذلك ؛ فيزأر الأحرار زئير أسود حيدريّة لم يلجمها عن الصّدع والصّدح بالحقّ والحقيقة صمتُ العالم الكئيب وخنوع الأمم الغائب عن وعيها شعب الإيمان والحكمة وهو يواجه أعتى عدوان على مرّ الزمن ومدى التّاريخ البشريّ.
ثار أولئك الأسود مواجهين الاستكبار بكلّ ما أوتوا من قوة بيان وجهوريّة صوت وجهود مسطاعة فكانوا مجاهدين بالرّوح والوِلد والمال كما هو اليمانيّ الأصيل يمني الجنسيّة ، قرآني الهُوية حسينيّ الثورة، وهو ثائر مجاهد صاحب صوت صدّاح وقلم لا يجفّ حبر زئيره.
الواحد منهم مقدام وفيّ لمن حوله ؛ عرفناه ساعيا في فكّ قيود الظّالمين عن هذا الشّعب ،غيورا على أرضه وعرضه ،و لعلّه ما توانى عن كلّ غالٍ ولكنّ سعيه ودوره في هدم حاجز العزلة والصّمت المرعب أقوى فجهاد الكلمة وقول الحقّ أمام وفي وجه الظّالمين المستكبرين هو من أعظم أنواع الجهاد وأجزله، وهو رجل يشقّ غبار الصّمت والرأي العام ليلمع في الليلة الظلماء منيرا في سماء الإعلام وهو مع أصدقائه وما أعظمهم!
هم كوكبة فريدة أو لنقل فرائد العصر والزّمان من عمالقة الرّجال الذين يسعون ليوصلوا مظلوميّة اليمن بسلاسة ويجعلوا ويهبوا من لحظاتهم وساعاتهم وأيام عمرهم منارات يضيئ ويستضيئ بها الواقفون بجانب جدار الصّمت باذلين أرواحهم لهذه الحقيقة وكم منهم ارتقى شهيدا إلى بارئه منذ أوّل يوم في العدوان الصهيوأمريكي على يمننا الحبيب ، ولا زالوا يقدّمون بصمت وما أجمله وأسماه ذلك العطاء غير المجذوذ وأروعه وهو صامت هيبة وكأنهم نسّاك عاكفون على عبادة الله بصمت وفي صمتهم أجمل أنواع الكبرياء ..
رجال الإعلام الحربيّ : كانوا من تهيّب قلمي واحتار حرفي في عبارات الشّكر والتّقدير حين قرّرت الكلام عنهم رغم أنّ الحروف عادة( ولله الحمد) تنساب من بين أصابعي وتنفجر أحيانا أخرى ، وهاهي قد انسابت ولكنّي لا أسطيع أن أجزم بأنّها قد أوفت وأعطتهم جزءا مما يستحقون؛ فلهم نيابة عن الحرف الصّادق الثّائر كلّ تقدير وإجلال واحترام ، وسدّد على طريق النّصر خطاهم ، والسّلام.
قد يعجبك ايضا