الأزمة الكندية- السعودية تتفاقم

واشنطن بوست وصفت إجراءات الرياض بالضعف:

عواصم/ وكالات
تتسارع تطورات الأزمة بين السعودية وكندا بشكل ملحوظ، فقد أعلن أمس الملحق الصحي السعودي في أمريكا وكندا، الدكتور فهد بن إبراهيم التميمي، أن الملحقية أوقفت برامج علاج المرضى السعوديين في كندا وتعمل على نقلهم إلى مستشفيات خارجها، وذلك وسط خلاف دبلوماسي متصاعد بين البلدين.
وبحسب وكالة الأنباء السعودية «واس»، قال الملحق الصحي السعودي فهد التميمي في تصريح صحفي: إن الملحقية «أوقفت جميع برامج العلاج في كندا وتعمل على التنسيق من أجل نقل جميع المرضى السعوديين من المستشفيات الكندية إلى مستشفيات أخرى خارج كندا تنفيذاً لتوجيه المقام السامي الكريم».
وأوضح، أن «الملحقية تسعى لضمان سلامة المرضى السعوديين الذين يتلقون علاجهم في كندا مع مرافقيهم، وإكمال علاجهم في أماكن أخرى».
يذكر أن الحكومة السعودية كانت قد استدعت، يوم الأحد الماضي، سفيرها في أوتاوا ومنعت سفير كندا من العودة إلى الرياض وفرضت حظراً على التعاملات التجارية والاستثمارات الجديدة، منددة بكندا لحثّها على الإفراج عن نشطاء حقوقيين، واتهمت الرياض أوتاوا بالتدخل في شؤونها الداخلية».
إلى ذلك تناولت صحيفة «واشنطن بوست» في مقال لها نشر صباح أمس الأزمة السعودية الكندية، واصفة الإجراءات التي قام بها ابن سلمان بالضعف الذي يعيشه هذه الأيام.
وقالت الصحيفة الأمريكية: إن «الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت هذا الأسبوع تكشف «هشاشة» كلام ولي العهد، حيث إن سبب الشجار الذي أدّى إلى طرد السفير الكندي، واستدعاء السفير السعودي من أوتاوا، وتعليق العلاقات التجارية كلها، هو أن كندا اشتكت من اعتقال ناشطات حقوقيات، بينهن سمر بدوي، شقيقة المدون رائف بدوي».
وأضافت الصحيفة: إن «الرد كان مثيراً للدهشة، ورداً مبالغاً فيه، سيؤدي إلى عرقلة تعليم وحياة عائلات الطلاب، حيث سيتم نقلهم إلى جامعات أخرى في المساقات ذاتها، مثل بريطانيا».
وتابعت: إن «الحملة السعودية اتخذت مساراً مثيراً للغرابة عندما ظهر (إنفوغرافيك) يظهر صورة لطائرة وهي تقترب من برج في تورنتو، بشكل ذكّر بهجمات سبتمبر 2001م، وهو ما استدعى اعتذاراً من المسؤولين في السفارة السعودية، وشارك في الحملة الذباب الإلكتروني الذي منح الدعم للسكان الأصليين في كندا وانفصال إقليم كيوبيك عن البلاد».
وذكرت الصحيفة أن «خلف المشاجرة هناك صفقة السلاح الموقّعة عام 2014م مع الحكومة المحافظة، التي هزمها حزب جاستين ترودو الليبرالي، الذي حافظ على الصفقة رغم النقد الإعلامي وموقف الرأي العام الرافض لها.»
ووصفت الصحيفة الخطوة السعودية أنها «تعبير عن أسلوب الأمير المتشدد، فهو وإن قاد سلسلة من الإصلاحات، إلا أنها أرفقت بموجات من القمع واعتقال الدعاة المشهورين والمطالبات بحقوق المرأة، في رسالة واضحة مفادها بأن الإصلاح لا يشمل التسامح مع التعبير السياسي».
وحول الأسلوب السعودي الخارجي قالت الصحيفة «إن ابن سلمان قائد برؤية غير متماسكة في الشؤون الخارجية، التي تضم الأزمة مع قطر، والحرب المدمرة في اليمن، والمحاولة الفاشلة للتعاون مع ترامب في العملية السلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين».
وتوقعت الصحيفة أن يتراجع ابن سلمان عن هذه الخطوات التصعيدية بسبب ردود الأفعال الدولية التي نشأت بعد هذه الازمة، وبسبب النتائج الاقتصادية السلبية لانقطاع العلاقات بين الطرفين.
وختمت الصحيفة مقالها قائلة: «في المسألة الأخيرة دعم ابن سلمان خطة البيت الأبيض الغامضة، مع أن هناك نوعاً من القلق العربي، بما في ذلك الرياض، حول الخطة ومحاباتها لإسرائيل على حساب المصالح الفلسطينية، وهو ما دعا العاهل السعودي لإصدار بيان الأسبوع الماضي يؤكد فيه دعم السعودية لحق الفلسطينيين في القدس، وهو تعنيف واضح لترامب، وربما استعداد ولي العهد اللعب مع إسرائيل».
هذا واشتعلت الأزمة السعودية الكندية بعد أن قامت كندا بانتقاد السياسات السعودية في ملف حقوق الإنسان، والتي تمثّلت في القبض على ناشطات حقوقيّات، بينهن سمر بدوي، الناشطة الحقوقية السعودية التي تحمل الجنسية الكندية.