فيم تفكّر ؟؟
أشواق مهدي دومان
أفكّر في أخت أعجبها تعليق لي في صفحة فيسبوك أخت أخرى ؛ فبعثَت للصداقة طلبا ؛
دخلتُ صفحتها فلم أجد منشورا عن العدوان !!
المهم : تلفّتُ يمنة و يسرة فما عدت أرى لها طلبا ..
تأكدتُ ( والله أعلم ) : أّنها أخذت بطرف ثوبها ورحلت بعد أن وجدت صفحتي مزيجا غلبه الألم على وطن الإيمان والحكمة ، وفيه حزن فراق الأب، وفيه طرد لكلّ خائن عميل مرتزق، ونادرا ما تجد نكتة ؛ فردّدتُ ما قاله يوسف العظم :
** أدركت سرّي وقالت ظبيتي
أنت لا تعشق غير البندقيّة.
لقد رحلَت حيث لم تجد انسجاما في الأرواح ، فما بيننا وحدة هدف ولا بيننا ملف قضية وطن معتدى عليه ،ولا يفرحها ثبات رجال الله ،ولا تأسرها تصنيعات و إبداعات تصنيع طائرات وصواريخ يمنية في عهد قائد أنصار الله الذي ضرب الاستكبار في موضع ضغينته بقوّة ما هي إلا من عند العزيز القهّار.
نعم : وجدَت صفحة مكلومة جريحة مابها مقادير صنع (عشّ الغراب) ولا كيف يصنع كريم ( تبييض البشرة) ولا إعلان عن (فساتين سهرة تركية) .
وما وجدت في صفحتي كفوفي وصديقاتي نصنع قلبا ببنانات مصبوغة في حفلة أقمتها لعيد ميلادي في فندق في اسطمبول ؛ كما لم تجدن أشارك صديقاتي في حقيبة اشتريتها من نيورك ولا وجدت تشجيعي لفريق البرازيل و…الخ .
رحلت عزيزتي ؛ فهواي غير هواها وعشقي لا ينسجم مع عشقها.
رحلت لأن روحي تعشق قضية أسمى من الجسد وحاجاته من لبس وشرب و أكل و ترفيه .
رحلت لأني ما فضّلت من فرّوا لأحضان المعتدين..
رحلت حين وجدتني أتشرّف بتقبيل أقدام رجال صنعوا مجد اليمن حيث تمنيتُ أن أحيا في روح أحدهم لأنتقل معه إلى ضيافة ربّ العالمين بعد أن أرى سرّ عشقه لجبهات البطولة..
نعم : تمنيت أن أرى بعينيه الطاهرتين ،وينبض قلبي بدفء حنانه لوطنه ؛ودفق دمه الزّكي الذي غطّى وغسل و جرف جرثومات الخيانة وفيروسات الارتزاق بذلك الدّم الطّاهر وتلك الرّوح السّخيّة التي استضافها الله( فيما بعد حين صدق العهد بينهما ) فوجدَت مالا عين رأت ولا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر ..
لأنتبه وأعود لواقعي فأبكي عجز إمكانية أن أُقاتِل فأُقتل في سبيل الله وأجد ما وجده ذلك الذي عشقتُ روحه ،وما أكثرهم !
نعم : تمنيتُ أن أكون مثلهم شهيدة في سبيل الله.
فيـا الله : ارزقني إياها و لا تحرمني منها.