النظام السعودي يتاجر بالحج لخدمة مخططاته العدوانية وعدد من حجاج العام الماضي مازالوا معتقلين في سجونه إلى اليوم
*أكد البدء في تفويج الحجاج براً الخميس.. وكيل قطاع الحج والعمرة في لقاء مع ـ»الثورة«:
* المرتزقة فرضوا تسعيرات باهظة وعملوا على توريد المبالغ إلى غرفهم الخاصة في مكة
* قطاع الحج والعمرة في صنعاء يمارس دوره مراعاة للظروف ولما يخدم الحجاج اليمنيين
حوار/ أحمد المالكي
أكد الأخ عبدالله عامر، وكيل قطاع الحج والعمرة بوزارة الأوقاف والإرشاد، أن عمليات تفويج الحجاج اليمنيين ستبدأ اليوم الخميس وفق آليات تم الاتفاق عليها بالاشتراك مع هيئة تنظيم النقل البري رغم الشروط التي يفرضها عملاء العدوان والعراقيل التي يمارسونها من غرف الفنادق في مكة والرياض، مشيراً إلى الظروف القاسية والصعبة التي يفرضها العدوان السعودي الغاشم والذي يقوم بتوظيف الحج لخدمة مخططاته العدوانية، وتسليم إجراءات الحج لعملائه وأدواته المقيمين في فنادق الرياض وفنادق مكة المشرفة والذين يتلاعبون بالحصص المخصصة لكل محافظة بخلاف اللوائح والقوانين المتبعة والتي تقضي بحصة معينة لكل محافظة وبمعدل ألف حاج لكل مليون نسمة من السكان.
ولفت عامر إلى أن عملاء العدوان فرضوا هذا العام تسعيرة باهظة لبرنامج الحج الشامل وصلت إلى 8100 ريال سعودي إضافة إلى مبالغ يبتزونها من الحجاج ويقومون بإدارة عملهم عن طريق سماسرة يتبعونهم ولا يوجد لديهم حتى مكتب رسمي في الأرض اليمنية المحتلة والتي يسمونها محررة بل يعملون في شقق سكنية بفنادق مكة وتورد إليهم المبالغ بطرق تشبه أساليب اللصوص وإلى خزائن حديدية داخل الغرف بعيداً عن وجود حسابات بنكية أو إجراءات تتوافق مع الأنظمة المالية والمحاسبية المعروفة.
وتطرق وكيل قطاع الحج والعمرة إلى الكثير من التفاصيل حول حج هذا العام والممارسات التعسفية بحق الحجاج اليمنيين وممارسات النظام السعودي وعملائه التي لا تخدم ضيوف الرحمن، تقرأونها في هذا اللقاء:
ماذا عن حج اليمنيين هذا الموسم ودور الوزارة في ترتيبه؟
– بخصوص موسم هذا العام 1439هـ وزارة الأوقاف والإرشاد ممثلة بقطاع الحج والعمرة عملت على تأكيد حضورها الرسمي كون القطاع يمثل الوزارة والمعني برعاية تفويج حجاج بيت الله الحرام وتسهيل أداء مناسكهم، وتعامل القطاع راعى ظروف العدوان الغاشم وقيام النظام السعودي بتوظيف الحج لخدمة مخططاته العدوانية وتسليمه الإجراءات الرئيسية لعملائه وأدواته المقيمين في فنادقهم، لقد قام قطاع الحج بممارسة دور بناء على الواقع الذي عرضناه وعلى اتجاهين الأول: تمثيل البلد في هذا الجانب والحفاظ على سيادته وعلى كرامة الحاج اليمني، والاتجاه الثاني: دعم موارد الدولة بما تستحق من رسوم رسمية.. وقد قمنا بالتعامل مع وكالات الحج التي تعمل في مجال التفويح ومنح تراخيص لمن تجاوب مع وزارة الأوقاف في صنعاء واستشعر الهوية الوطنية والوزارة ماضية في طريق اتخاذ إجراءات قانونية في حق من يفرط في سيادة البلد ولا يتعاطى مع مؤسسات العمل الرسمي القائمة في العاصمة اليمنية صنعاء.
تلاعب بالحصص
ما الإجراءات التي اتخذتها الوزارة ممثلة بقطاع الحج والعمرة بخصوص تفويج الحجاج وعدالته؟
– كان تعامل قطاع الحج بناء على قرار مجلس الوزراء رقم «39» لسنة 2017م بالتعاطي مع موضوع تفويج الحجاج بناء على الظروف القائمة المفروضة من قبل العدوان، لكن عملاء العدوان قاموا بالتلاعب بالحصص المخصصة لكل محافظة بخلاف اللوائح والأنظمة والتي من أهمها أن لكل محافظة حصة بحسب تعداد سكانها، أي لكل مليون نسمة ألف حاج، كما قام عملاء العدوان بفرض تسعيرة باهظة لبرنامج الحج الشامل لكل التكاليف بزيادة كبيرة عما فرضوه هم العام الماضي حيث وصل هذا العام إلى 8100 ريال سعودي إضافة إلى مبالغ يبتزونها من الحجاج خارج عن هذا المبلغ المعلن من قبلهم، حيث يديرون عملهم عن طريق سماسرة يتبعونهم ولا يوجد لهم حتى مكتب رسمي في الأراضي اليمنية وفي المناطق المحتلة من قبل العدوان التي يسمونها محررة، بل يعملون في شقق سكنية بفنادق مكة وتورد إليهم المبالغ بطرق تشبه أساليب اللصوص وإلى خزائن حديدية داخل غرف الفنادق ولا توجد لديهم حسابات بنكية، أو إجراءات نظامية وفقاً للأنظمة المالية والمحاسبية المتعارف عليها.
تسييس الحج
أنتم في وزارة الأوقاف، هل حاولتم التواصل مع الأمم المتحدة لتسهيل انتقال الحجاج من المناطق الواقعة تحت سلطة المجلس السياسي الأعلى؟
– الأمم المتحدة بمنظماتها المختلفة لم تستطع إلزام دول العدوان باحترام مواثيقها بخصوص حقوق الإنسان والانتهاكات الإجرامية التي تمارس ضد الشعب اليمني والذي يُقتل كل يوم بدم بارد عبر القصف المباشر والذي يستهدف المدنيين نساءً وأطفالاً، فما عساهم يقدمون في جانب فريضة الحج التي يفرض فيها النظام السعودي شروطه واملاءاته حتى على الدول التي يزعم أنها حليفة له ويوظف الأماكن المقدسة والمشاعر لخدمة أجندات دول الاستكبار العالمي.
منفذ وحيد
ماذا عن وسائل نقل الحجاج اليمنيين ومنافذه؟
– عملاء العدوان في هذا الجانب قاموا بالتعاقد مع شركات سعودية لنقل الحجاج اليمنيين وحرموا شركات النقل الوطنية، وقد تم عقد لقاءات بين الوزارة والهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري كون الموضوع مشتركاً بين الجهتين وهيئة النقل هي المختصة بشؤون النقل والتراخيص داخل البلد وخارجه، وسيتم تطبيق نظام الجمهورية اليمنية والقوانين المعتمدة بهذا الخصوص ولا زالت الإجراءات واللقاءات مستمرة بين الوزارة وهيئة النقل بما يخدم تيسير وتفويج حجاج بيت الله الحرام والحفاظ على السيادة الوطنية، وكان آخر اجتماع يوم 1/8/2016م وبحضور ممثلي شركات النقل الوطنية، وكان من أهم مخرجات الاجتماع ومقرراته هو تعهد شركات النقل الوطنية وجهوزيتهم ـ عند أي حدوث طارئ ـ لخدمة حجاج اليمن ونقلهم داخل الأراضي اليمنية، مع أن عملاء العدوان حرموهم من خدمة ضيوف الرحمن لصالح شركات المعتدي السعودي، ومتابعة تيسير تفويج حجاج اليمن مستمرة لحظة بلحظة من قبل القطاع المختص في وزارة الأوقاف ( قطاع الحج والعمرة).
سماسرة الجوازات
هناك سماسرة يقومون بإصدار جوازات من عدن أو مارب للحج، ماذا عنكم؟ وكيف تعلقون على ذلك؟
– موضوع الجوازات بصورة عامة من اختصاص مصلحة الجوازات وقد تم عقد لقاء بين الوزارة والمصلحة والجهات المعنية بهذا الخصوص، وكلفت في حينه النيابة المختصة بمتابعة الموضوع وفق القانون، والجواز اليمني الصادر من العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات معمول به في جميع دول العالم، وفيما يتعلق بجوازات الحجاج تصلنا شكاوى بعدم قبول الجواز الصادر من صنعاء من قبل عملاء العدوان ويبتزون الحجاج بقطع جوازات عن بعد بتكاليف تصل إلى 100 ألف ريال مع أنها لا تحمل أي مواصفات عالمية كالتي تتميز بها جوازات الجمهورية اليمنية والتي تصدر من مصلحة الجوازات بالعاصمة صنعاء،ومختلف المحافظات ما عدا المحافظات المحتلة، وفي هذا الخصوص من الخطورة ما يمكن بعض عناصر الإرهاب المطلوبين دولياً أن يحملوا تلك الجوازات الصادرة من عملاء العدوان وبما يخل بأمن البلد والأمن الدولي.
غطرسة آل سعود
كم حصة لليمن تم اعتمادها من الحج هذا العام؟
– المعلن أنه تم اعتماد عدد 24.200 حاج لليمن بحسب شروط النظام السعودي التي يفرضها على مختلف الدول.
* هناك بلدان عربية كتونس دعت إلى مقاطعة الحج بسبب العدوان على اليمن والانتهاكات السعودية بحق الأمة، ما رأيكم بذلك؟
– هذا صوت عربي إسلامي حر يبعث على الأمل بأنه لا يزال في هذه الأمة أحرار يرفعون صوتهم ضد النظام السعودي الإجرامي المتغطرس، ونحن بلا شك نؤيد هذه الدعوة ونثمن هذا الموقف للإخوة في تونس خصوصا وأنها جاءت كأصوات شعبية علمائية تمثل صوت المواطن التونسي الحر.
تعسفات العدوان
ما السياسة التي تنتهجها السعودية والتعسفات ضد الحجاج اليمنيين من قبل النظام السعودي وعملائه؟
– ممارسة النظام السعودي التعسفية ضد الحجاج بشكل عام وضد حجاج اليمن بشكل خاص كثيرة ونذكر منها فيما يتعلق بحجاج اليمن أنهم منعوا التفويج لحجاج اليمن عن طريق المطارات اليمنية والمنافذ البرية وحشروهم في منفذ واحد هو منفذ الوديعة، وهو منفذ صغير غير مؤهل لاستقبال أفواج الحجاج مما يعرض الحجاج إلى ظروف قاسية إضافة إلى الإهانات التي يتلقونها من موظفي النظام السعودي في المنفذ، كذلك فرض مبالغ مالية على الحجاج عن طريق مؤسسات استثمارية تتبع الأسرة المالكة السعودية وغير صحيح أنهم يعتبرون الحجاج ضيوف الرحمن، فالحاج يدفع حتى مقابل شربة الماء من زمزم ويلزمونه بدفع مبلغ مالي مقابل كل خدمة.. ويعتمدون على وسائلهم الإعلامية المضللة التي تصور الأمور على غير حقيقتها ولا يسمحون لأي فاعل خير من أي بلد إسلامي أن يقدم خدمة مجانية للحجاج، ويتعرض بعض الحجاج اليمنيين للاختطاف والحبس من قبل عملائهم في مارب ولا يزال بعض الحجاج رهن الحجز من العام الماضي.
وكالات الحج
هل اعتمدت الوزارة وكالات رسمية لتفويج الحجاج هذا الموسم؟
– تقدمت إلى القطاع عدد من الوكالات بطلب منحها تراخيص للتفويج ممن كانت معتمدة لدى الوزارة ومنحنا تراخيص لعدد من الوكالات وسيتم مراجعة التزام تلك الوكالات بالإجراءات والنظام المتبع وبحسب ما أشرنا إليه سابقاً في قرار مجلس الوزراء، والوكالات التي تم منحها ترخيص عمل هي في حدود 70 وكالة هذا العام.
الاتجار بالحج
* السعودية أعلنت وقف الحج الداخلي للسعوديين هذا الموسم.. ما رأيكم في هذا الإجراء ولماذا في هذا التوقيت؟
– النظام السعودي بالقيادة الجديدة التي يهمها المال وتريد تعويض ما تدفعه من خزائنها للنظام الأمريكي والأنظمة التي تشتري مواقفها خصوصاً فيما يتعلق بموضوع العدوان على اليمن تريد التعويض من مواطنيها وهي لا تريد أن يذهب المواطن السعودي للحج مجاناً وإنما عن طريق شركات ووكالات تتبع أمراء الأسرة الحاكمة ومن يريد الحج عليه أن يدفع المبالغ التي تعرض عليه وإذا حاول الحاج السعودي من الداخل أن يذهب بصورة فردية فسيتعرض للاعتقال ودفع الغرامات الباهظة، والحج بالنسبة لأسرة آل سعود يندرج تحت مسمى الاستثمار الاقتصادي مع التوظيف والاستغلال السياسي تحت عباءة الدين.
هيئة إسلامية للحج
هناك مطالبات بتحييد المشاعر المقدسة والحج عموماً وضرورة إدارته من قبل هيئة إسلامية مشتركة ومستقلة بعيداً عن تسلط النظام السعودي، ما رأيكم ؟
– نحن في اليمن نؤيد هذه المطالب باعتبار أن المشاعر المقدسة هي حق لكل المسلمين ليس لساكنيها خصوصية ولا يحق للنظام السعودي أن يفرض شروطه التعسفية على الأمة وندعو الشعوب الإسلامية للضغط على الأنظمة الحاكمة في هذا الاتجاه ليجنبوا الأماكن المقدسة التسييس والاستغلال، والنظام السعودي يستغل سيطرته على الأماكن المقدسة، فمثلاً يمنح تأشيرات للحج والعمرة لسياسيين وإعلاميين في مختلف أنحاء العالم لغرض خدمة توجهاته ولا يمنحها إلا لمن يلبي شروطه ويعمل لصالح النظام وتحسين صورته القبيحة، أما من تكون له ملاحظة أو اعتراض على سياسات وممارسات النظام السعودي المنحرفة فإنه يمنع عنه التأشيرة، كما يحدث الآن للشعب القطري بسبب خلافات النظام السعودي مع النظام القطري الذي لا يعني الشعب القطري ويفترض أن لا يتحمل وزر ذلك.
انطلاق التفويج
بالنسبة لعملية التفويج هذا الموسم، متى ستبدأ وما آليات التفويج التي ستتبعونها أنتم؟
– سيبدأ التفويج من صنعاء يوم الخميس 20 ذي القعدة، وهناك آلية للتعامل مع الشركات المفوجة مشتركة مع هيئة تنظيم النقل البري لمصلحة الحاج اليمني بغض النظر عن الشروط التي فرضها عملاء العدوان والتي أشرنا إليها سابقاً.