المقاطعة السعودية
سارة المقطري
كانت زيارة خاطفة إلى اليمن أخذتها إحدى الصديقات، أعادت من خلالها تفاصيل وطن أراد الغاصب أن يشوه شكله وأن يغرز إبرة في القلب علها تميته لكنه اكتشف (كما أكدت) أن الإبرة أحيته من جديد.
سألتها: كيف يعيش الناس وكيف هي أوضاعهم؟ كيف يواجهون الحصار وارتفاع الأسعار وندرة السلع والعدوان الغاشم؟
أجابت ، كل شيء متاح في اليمن ، اليمنيين عايشين.
لم أستغرب … فنحن اليمنيين وكما يعرفنا التاريخ لم تكسرنا تلك الجبال الشاهقة والوديان المترامية والتاريخ المليء بالصراعات فكيف سيكسرنا من لا يملك تاريخاً أو حضارة؟
لكن الغريب في الأمر أنها ذكرت لي توفر كل شيء في الأسواق المحلية من سلع ومنتجات .
المؤلم في حقيقة الأمر أن غالبية ما في السوق عبارة عن سلع إماراتية وسعودية… وصفتها بأنها أفضل من المحلية بكثير.
ملاحظة ارتسمت من خلالها علامة تعجب كبرى !!!
تساؤل تبادر إلى ذهني، يقصفوننا ويقتلوننا ويقطعون أواصر الحياة عنا ونكافئهم على كل ذلك برفع اقتصادهم واستهلاك منتجاتهم ، كيف يكون ذلك؟!!
اليوم السعودية والإمارات اختلفتا مع قطر فقطعتا عنها كل السلع والمنتجات فأصبحوا أعداء لدودين جمعتهم المصالح وفرقتهم العداوة وهاهي اليوم المقاطعة تدخل عامها الثاني دون تنازل .
أما نحن في اليمن ، تقوم السعودية والإمارات وغيرهما من دول العدوان بقتل أطفالنا وتدمير بنيتنا التحتية وحصارنا وخنقنا ، ونحن نكافئها.
أسواقنا تتعرض لسيطرة شبه كاملة من البضائع السعودية التي اجتاحت المتاجر والمخازن فبات اليمن أكبر وجه تصديرية للسعودية وهي البلد المعتدي.
يبرر الكثير جودة المنتج السعودي والبعض يقول (كلامك صحيح)، لكن ماهي البدائل؟، وآخرون يلقون باللائمة على الدولة التي تسمح بدخول هذه البضائع.
هنا نقول:
السعودية دولة معتدية مارست كل أشكال العنجهية والتكبر، منعت دخول لقاحات الكوليرا لتبيع (حلاوى النخلة).
منعت دخول القمح لتبيع (عصير ديو وتانج المنتهي الصلاحية).
بدلاً من أن ترسل العلاجات والأدوية أو على الأقل تسمح بدخولها، ترسل قنابل الموت وطائرات الهلاك.
بدلاً من أن توفر السكن والمأوى، تدفن أطفالنا ونساءنا تحت أكوام التراب والدمار.السوق اليمنية تعد أكبر الأسواق المستهلكة للبضائع السعودية وغالبا ما يتم إدخال منتجات فاسدة ومنتهية الصلاحية,والضحية هو المواطن ومن لم يُقتل بطائرات العدوان قُتل بمنتجاته وسلعه الفاسدة .
هنا ندعو الجهات المعنية إلى الحد من وجود هذه المنتجات ومقاطعتها والتي هي أكبر عدو للوطن والمواطن وحتى إن لم يتمكنوا من منعها فليحذروا منها ويمارسوا دورهم في مراقبة ومحاسبة التجار الذين يستفيدون من هذه المنتجات ويضعفون من دور وأهمية المنتج المحلي .
أما التجار والمستوردون وأصحاب المحلات التجارية فالحل بأيديهم بأن يدركوا أولا أن الوطن بحاجة للبناء وحصولهم على تسهيلات جمركية وإعفاءات ضريبية من العدوان هي مشاركة في العدوان على بلدهم، وإن كان المواطن هو من يطلب هذه المنتجات هذا لأنكم لم تقدموا له المنتج المحلي بجودة أعلى وسعر أفضل.
أما ما يتعلق بالمواطن الكريم فنؤكد أننا بحاجة لوعي مجتمعي يعي معنى المقاطعة للمنتج السعودي واستبداله بالمنتج المحلي المتوفر بشكل أكبر وسعر أرخص، وأن يتم التبليغ عن كل مخالفة لتلك المنتجات المحلية التي لا تلبي احتياجاته اليومية حتى تتمكن الجهات المعنية من تحسين المنتج.
ولندرك أن من يقدم لنا اليوم هذه المنتجات هو من سيقتلنا غدا بأسلحته,ولنتذكر الشعار الذي رفعه الشهيد صالح الصماد (يد تحمي… ويد تبني).. فلنحم وطننا بممارساتنا ولنبن وطننا بأيدينا.