الاغتيالات في عدن
فهمي اليوسفي
ليس بغريب أن ترتفع جرائم الاغتيالات في المناطق الخاضعة للاحتلال الإماراتي والسعودي خصوصا الجنوبية ومحافظة تعز بعد أن كانت نشطة على مستوى محافظات الجمهورية منها أمانة العاصمة صنعاء قبل فرار هادي من صنعاء إلى عدن وكان وجوده في صنعاء بذلك الحين إشرافيا على تنفيذها بعد أن طالت العشرات من الساسة والمفكرين والإعلاميين وغيرهم بحكم أن مهندسي هذه الجرائم هم جزء من جسد نظام الدولة من تسميها دول العدوان شرعية وهي العكس.
لكن مرحلة ما بعد فراره من صنعاء تم تجفيف هذه الجرائم وتحديدا أمانة العاصمة والمحافظات الخاضعة لسلطة اللجنة الثورية العليا سابقا والمجلس السياسي راهنا بحكم تفوق القوى المناهضة للعدوان على رصد خلايا الاغتيالات لكنها انتقلت للمحافظات الخاضعة لاحتلال دول التحالف منها عدن وتعز فأصبحت قوى الفساد والإرهاب هي من تقتل القتيل وتمشي بجنازته.
ولا شك أن تيارات الوهابية كحزب الإصلاح وبتواطؤ من هادي ذاته شركاء بهذه الجرائم .. لكن المحافظات التي عجز العدوان عن السيطرة عليها أصبحت هذه الجريمة متدنية وتحدث بشكل نادر .بينما المناطق الخاضعة للاحتلال الإماراتي والسعودي أصبحت شبه يومي كما هو الحال بعدن والهدف في الأول والأخير هو تصفية كافة الرموز الوطنية والمطلعة على أسرار الدولة أو جرائم النظام ذاته إن جاز التعبير لأن استهداف هذه الرموز يجعل الساحة بعيدة عن أي طرف يعترض ويفضح الفساد والإرهاب أو يقول: لا للتدخل الخارجي والوصاية الدولية ..
تنامي الاغتيالات بمحافظة عدن في الأيام الأخيرة هو ضمن برنامج دول التحالف وتتولى تنفيذها سلطة هادي وحزب الإصلاح الذي يعد شريكا أساسيا فيها وله سجل حافل بارتكاب هذه الجرائم من الماضي والحاضر فضلا عن دور علي محسن الأحمر باعتباره رائدا لمشاريع الاغتيالات والنهب والإرهاب من الماضي للحاضر وطالما حزب الإصلاح متواجد في عدن فمن الطبيعي أن يستمر في ارتكاب هذه الجرائم لأن ذلك يعد سلوكا إدمانيا لديه .
ومن المؤسف أن قناة الجزيرة تتحدث عن الاغتيالات وتأتي بضيوف بشكل يومي محسوبين على حزب الإصلاح والوهابية المتوحشة بهدف التضليل والتعتيم على مراكز القوى المتورطة وتحول أعضاء هذا الحزب من العاملين بهذه المؤسسة الإعلامية يمارسون التضليل والتعتيم عبرها مع أن موقف قطر كدولة أصبح راهنا ضد العدوان السعودي الإماراتي لكن يظل حزب الإصلاح هو من يصنع التضليل عبر هذا المنبر من خلال أعضائه العاملين بهذه القناة وصل الأمر بالخروج عن شرف المهنة الإعلامية من خلال حصر الاستضافات فقط لأعضائه القابعين بتركيا ومن هم على شاكلتهم من الوهابيين بأكثر من دولة لينقلوا رسالة مشوهة للكثير ينتج عنها وعي مشوه لدى عامة الناس. وهذه جزء من الجريمة وخروج عن آداب وقيم مهنة سلك الإعلام .
إذاً الاغتيالات التي تشهدها محافظة عدن هي برعاية هادي وكافة تيارات التكفير والتفجير ومنها حزب الإصلاح، لكنها ممنهجة وشرط أساسي لتهيئة المجال للفوضى المعدة جدواها من قبل المطابخ الإمبريالية والرجعية .
خلاصة ذلك.. نؤكد أن الاغتيالات التي تحدث بصفة يومية في الجنوب وعدن تحديدا هي جزء من القتل للقضية الجنوبية، وحجر الأساس لتمزيق اليمن ليست فقط جغرافيا بل اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وووو الخ وكافة المناطق الخاضعة لاحتلال الإمارات والسعودية ..
إذاً الاغتيالات التي تتنامى بصفة يومية في الجنوب وعدن وتعز هي الوجه الحقيقي بشرعية الدنبوع. ..