هنا الحديدة
الشاعر/ حسن سالم *
هنا الحديدةُ يا غازينها انصرفوا
فبحرها الموتُ والميناءُ والصَدَفُ
هنا الورود لمن يهوى حدائقها
والموت فيها لمن أزهارها قصفوا
غداً ترون بها أهوال محشركم
ويعرف البأس في أبطالها النُطَفُ
يا ساحل النار خذ للنار مرتزقاً
يخطو وبين خطاه الموتُ والأسفُ
سجِّلْ على فهرس التاريخ خيبته
واكتبْ على كل رتلٍ بئس ما اقترفوا
كل الأساطيل في تركيعنا غرقتْ
وجيش أحلافهم في بأسنا خَسَفوا
في ثغر قناصتي غارتْ عواصفهم
كأنَّهم في ذرى عليائنا انجرفوا
يا شبه قومٍ أتوا من شبه خارطةٍ
قفوا!! فمن قبلكم أكسوم قد وقفوا
في جبهة الساحل الغربيِّ أُحجيةٌ
عنها تُحدِّثنا الأخبارُ والصحفُ
عن بأس شعبٍ تحدَّى ألف قاصفةٍ
في ألف زاحفةٍ بالخوف تلتحفُ
عن الصمود التهاميِّ الذي دُفنت
قوى الغزاة به والحشدُ والنكفُ
عن ألف يومٍ من العدوان في وطنٍ
به يموت ضميرُ الكون والشرفُ
في جبهة الساحل الغربيِّ سوف ترى
جيشاً على فوهة الإبرامز يرتجفُ
جيشاً تربَّى على الدولار فانبجست
منه طباع الذي يغزو ويعتلفُ
من ألف يومٍ أتوا أحلاف غازيةً
لكنَّهم وجدوا شعباً يقول قفوا!
شعباً يحيك من البارود أقمشةً
ومن زلال الردى والبأس يرتشفُ
لكلِّ فردٍ به نعشٌ ومقبرةٌ
وأذرعٌ لغزاة الشعب تلتقفُ
بالله يمضي وللغارات فرقعةٌ
وتحت أقدامه أرتال من زحفوا
ماذا هناك سوى أطماعهم جثثاً
تهوي فيهوي على إيقاعها الصلفُ
ترجَّلَ الساحل الغربيُّ فاحترقت
جيوش من راهنوا فيه ومن عصفوا
هاهم يغوصون في ذرات ساحلنا
وبأسنا مثل طودٍ فوقهم يقفُ
كأنَّهم يسألون الفجر عن ألقي
فلا يردُّ عليهم علَّهم عرفوا
ليبصرَ العالم الأعمى نهايتهم
ويرتوي من أساهم كلَّ من أسفوا
هنا الصمود الذي أعيا طوائرهم
ماذا أحدِّث عنه اليوم أو أصفُ؟
هنا اليمانيُّ يا أقزام فانتبهوا
لمن أُسمِّي ومن تاريخه اغترفوا
* عضو قطاع شعراء ومنشدين الحديدة