الرئيس المشاط والبرلمان

 

عبدالفتاح علي البنوس

وضع الرئيس مهدي المشاط النقاط على الحروف خلال كلمته التوجيهية التي ألقاها أمام رئيس وأعضاء البرلمان والتي استعرض خلالها المستجدات على الساحة المحلية في ضوء التصعيد الخطير لقوى العدوان في جبهة الساحل الغربي والدور الذي يجب على البرلمان القيام به في هذا الجانب إنطلاقا من المسؤوليات الوطنية والدستورية المنوطة بهم ، حيث أشاد الرئيس المشاط بالصمود والثبات الذي يبديه رئيس وأعضاء البرلمان تجاه التهديدات التي تطلقها قوى العدوان والضغوطات التي تمارسها عليهم ، والإغراءات التي قدموها لهم من أجل تغيير مواقفهم والإلتحاق بصفهم ضد أبناء شعبهم ووطنهم ، رغم الظروف الصعبة التي يعيشها الكثير منهم جراء انقطاع المرتبات والنفقات التي كانت تصرف لهم ، وهذا رصيد كبير يحسب لكل أعضاء مجلس النواب فردا فردا ، والمؤمل أن يتم التعاطي بمسؤولية مع مضامين كلمة الرئيس المشاط ولما من شأنه تفعيل أعضاء البرلمان وإزالة كافة العقبات والعوائق التي تحول دون قيامهم بمسؤولياتهم الوطنية في هذا التوقيت الهام والمرحلة الحساسة والمعقدة ، سواء من قبل البرلمانيين أنفسهم أو من قبل الحكومة والسلطات الأمنية والمحلية على مستوى المحافظات بما يتماشى مع النظام والقانون ، وبما لا يضر بالآخرين أو يمس ممتلكاتهم وحقوقهم الخاصة.
اليوم الكرة في ملعب البرلمان الذي بات مطالبا اليوم أكثر من أي وقت مضى بتفعيل دوره والتفاعل مع المستجدات في الساحة المحلية والشروع في التواصل مع المحايدين من البرلمانيين المتواجدين في الخارج للعودة إلى الوطن وتبصيرهم بحقيقة ما يدور على الساحة المحلية وطبيعة العدوان والحصار الجائر الذي تتعرض له بلادنا منذ أكثر من ثلاثة أعوام ونصف ، والتأثير عليهم والتأكيد على أن الحياد على حساب الوطن وسيادته وأمنه واستقراره يندرج في إطار الخيانة الوطنية ، فلا حياد عندما يتعرض الوطن للغزو والاحتلال ، ولا حياد عندما يفرض الأعداء الحصار على ثلاثين مليون مواطن يمني ويمنع عنهم الدواء والغذاء ، ويمنع المرضى من مغادرة الوطن للعلاج ، ويحرم العالقون في الخارج من العودة إلى وطنهم نتيجة إغلاق مطار صنعاء والسيطرة على كافة المنافذ البحرية والبرية والجوية ، وهي مهمة وطنية أنا على ثقة في نجاح أعضاء البرلمان في القيام بها من أجل وطنهم وشعبهم.
بالمختصر المفيد، نعول كثيرا على البرلمان رئاسة وأعضاء في مواصلة الصمود والثبات والتحدي والتسامي فوق الصغائر وتغليب المصلحة الوطنية والعمل بروح الفريق الواحد من أجل اليمن الأرض والإنسان والتاريخ والحضارة ، مواقفهم محط تقدير واحترام القيادة والشعب ، وتضحياتهم جزء لا يتجزأ من تضحيات هذا الشعب العريق الذي يمثلونه ، يكفي أن رئيس البرلمان الشيخ يحيى علي الراعي ضحى بابنه الشهيد ذي يزن وثلاثة من مرافقيه وأصيب نجله الأكبر معين بجروح بالغة ،علاوة على استهداف منازل الأعضاء وممتلكاتهم الخاصة وملاحقتهم ورصد تحركاتهم بغية استهدافهم ، ولكن رغم كل ذلك صمدوا ، وثبتوا مع الوطن والشعب ، وهنا تتجلى الوطنية الحقة ، ويتضح الوطني المخلص من الخائن العميل .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا