مدرسة وجامع الأشرفية بتعز ثروة من الزخارف والنقوش المعمارية الإسلامية في اليمن


استطلاع / صادق هزبر –
أكد الأخ المهندس عبد الحكيم السياغي المشرف التنفيذي على مشروع ترميم وصيانة جامع ومدرسة الأشرفية بتعز انه سيتم الانتهاء من أعمال الترميم الشامل في العام المقبل وأن نسبة الإنجاز بالمشروع بلغت 90% بعد أن استغرقت عمليات الترميم الممولة من الصندوق الاجتماعي للتنمية عبر وحدة التراث التابعة للصندوق سبع سنوات. وقال السياغي إن مشروع ترميم جامع ومدرسة الأشرفية بتعز يعد ثاني أهم المشاريع الكبيرة بعد مشروع ترميم الجامع الكبير بصنعاء حيث تم ترميم هذا المعلم الإسلامي وإعادة تأهيل العديد من الفراغات فيه مثل قاعات الصلاة والثمان القباب الصغيرة والقبة الكبيرة التي تتوسط الجامع وثلاث قباب للأضرحة بالإضافة إلى المنارتين الشهيرتين اللتان تتميزان بهما جامع ومدرسة الأشرفية وكذلك الرسومات الجدارية الملونة والكتابات القرآنية والزخارف الجصية والرسوم الجدارية والأخشاب الأثرية والأحجار وكذلك الميضائة وملحقاتها
إلى جانب تأهيل أكثر من 14 شابا وشابة في مجال الترميم وأوضح المهندس السياغي انه تم الترميم وفقا للمعايير الدولية في الحفاظ على المعالم التاريخية والنمط ا للذي يحافظ على هذا المعلم الإسلامي وهويته التاريخية كما أن المشروع شمل أيضا تجهيز شبكة حديثة من الكهرباء والإضاءة الخاصة لإبراز جماليات هذا المعلم الإسلامي البارز الذي يعود بناؤه للدولة الرسولية وهو أقدم من العامرية بمائة عام وتمثل ثلاثة أضعاف مدرسة العامرية . ودعا المهندس عبد الحكيم السياغي المجتمع المحلي فل مدينة تعز للحفاظ على هذا المعلم الإسلامي البارز بعد الانتهاء من عمليات الترميم مشيرا إلى أن البوابة الغربية للجامع والمدرسة تمثل مشروعا بحد ذاته نتيجة لغنها بالعناصر الزخرفية والمعمارية وانه يتم الآن العمل الأحجار بالبوابة الجنوبية وكذلك ترميم المنارات
وتعد مدرسة ومسجد الأشرفية بمدينة تعز القديمة..ثروة كبيرة من الزخارف والفنون المعمارية الإسلامية التي ترجع لدولة بني رسول بروعة النقوش والألوان ووهج التاريخ الناصع الذي يمتد على مدى سبعمائة عام كصرحين شامخين اقترنا بالعلم والعبادة.. فاليوم بات جامع الأشرفية في تعز مفخرة وتحفة إسلامية بديعة تزينها منارتيها لتي ترجع للسلطان الأشرف
مدرسة ومسجد الأشرفية من أجمل المباني التراثية في مدينة تعز وأحد أبرز معالمها التاريخية تضفي على المدينة القديمة رونقاٍ وروعة قل أن تجدها في سواها..أنشأها السلطان الأشرف إسماعيل ابن العباس.. في العام 802هـ استكملت فيها أعمال البناء وبعدها بعام تمت الزخرفة والنقوش في الداخل وهي محتفظة بهيئتها الأولى التي بنيت عليها كمدرسة ومسجد في مقدمتها تقام فيه الصلوات وهو الجزء الذي لم تنقطع وظيفته حتى أثناء عملية الترميم المستمرة في الداخل حالياٍ.. وقد حرص ملوك دولة بني رسول عند بناء المدرسة والجامع في تعز عاصمة الدولة الرسولية على الجمع بين غرضي العلم والعبادة فكان مسجد الأشرفية في مقدمة المبنى واسعاٍ بجدرانه وقبابه الثماني الصغرى والقبة الكبرى تزينه الزخرفة متخم بروعة النقوش وخلفه ترقد قبور السلطان الأشرف وأبناؤه وتزيد من جمال وروعة الجامع والمدرس مئذنتان شامختان في طراز معماري نادر كونتا مع قلعة القاهرة لوحة فريدة تجعل الزائر منبهرا بقدرة الفن المعماري اليمني وجمال الذائقية الفنية.
لمحة تاريخية
ويقول المختصون بالآثار أنه تم تشييد وبناء الجامع والمدرسة بإمكانيات مضاعفة مكنتهما من الصمود لمئات السنين في وجه الإهمال والعبث حسب من أرخوا لمعالم الحقبة الرسولية في الوقت الذي انهارت عشرات المدارس المماثلة ويقول خبراء الآثار في مكتب تعز في تصريحات سابقة.
أن الخطر زال من خلال التدخل الإنشائي للصندوق الاجتماعي للتنمية عبر وحدة التراث وإن ما تحقق يليق بأهمية وروعة مدرسة وجامع الأشرفية الذي ينبغي أن يعرف الجميع أنه من الناحية التاريخية أقيم المبنى كمدرسة ومقدمته بيت للصلاة أي الصلوات الخمس وليس لصلاة الجمعة أما المدرسة فكانت يْدرس فيها العلوم الدينية وتؤدي رسالتها في تعليم القرآن الكريم والحديث الشريف والفقه واللغة بطاقم كامل من موظفي المدرسة والمسجد فعملية الترميم إعادة الاعتبار لتاريخ ومكانة المدرسة والجامع
وتقول المصادر التاريخية أن جامع الأشرفية يتكئ على هضبة عالية ويطل عليه قلعة القاهرة الشامخة الشاخصة والتي أطلق عليها (دار الأدب) حيث يعتقل فيه كل من تسول له نفسه شق عصا الطاعة على ملوك الدولة الرسولية (628-858هـ )
تذكرْ كتب التاريخ أن الملك الأشرف أبو العباس إسماعيل بن الأفضل (761-803هـ )كان يْجلْ العلم والعلماء كما أن له مشاركة في علوم جمة فقد أخذ الفقه على الفقيه علي بن عبد الله الشاوري والنحو على الفقيه عبد اللطيف الشرجي وسمع الحديث على مجد الدين الشيرازي وله مصنفات في النحو والفلك وأخبار الخلفاء والملوك
وفضلاٍ عن ذلك فإن له مآثر دينية منها عمارته لجامع المملاح قرية على باب زبيد ومدرسة بتعز وغيرها
وشرع الملك الأشرف أبو العباس إسماعيل ببناء هذا الجامع الذي يسمى بـ (الأشرفية) نسبة إليه والذي يحتوي على مدرسة دينية في سنة (696هـ) وتم الانتهاء من بنائها في السنة التي مات فيها
ولجامع الأشرفية مئذنتان رشيقتان توأمتا الشكل والحجم وارتفاعها 35متراٍ. فبدن المئذنة وقاعدتها مرتفعة ثم تنبثق منها مئذنة أنيقة الصنع وللمئذنة شرفتان وتتوج قمتها قبة متوسطة الحجم ناصعة البياض. والمئذنتان تقعان في مؤخرة المسجد واحدة في الناحية الجنوبية الشرقية والثانية في الناحية الجنوبية الغربية وبين هاتين المئذنتين عدد من القباب الكبار والصغار.
والمسجد على أي حال يجذب الأنظار بشكله الخارجي فالمئذنتان والقباب رسمت لوحة بديعة وأصيلة تنم عن فن العمائر الإسلامية في اليمن. كما أن المسجد يستند على هضبة مرتفعة غير أن مساحتها صغيرة فمساحة المسجد أو على وجه التحديد مساحة بيت الصلاة 50 ذراعاٍ وعرضه 25 ذراعاٍ وعلى حافة سقف المسجد الخارجي شرفات تحيط به كإحاطة السوار بالمعصم فنراها من بعيد كأنها عرائس السماء مما أضفى على الشكل الخارجي للمسجد جمالاٍ وبهاء .
وفي الجدار الخارجي الغربي للمسجد أربع نوافذ كبيرة شبيهة بحذوة الفرس وعندما نصعد عدداٍ من الدرجات ونتجه إلى اليسار يصافحنا باب عتيق الهيئة ضخم البنيان مصنوع من الخشب في الناحية الغربية من بيت الصلاة

بيت الصلاة
مسجد الأشرفية عبارة عن بيت صلاة أي أنه مغطى ماعدا الفناء الخاص بأضرحة آل رسول.

قد يعجبك ايضا