يلتقي منتخبا إنجلترا والسويد عند الساعة الخامسة من مساء اليوم بتوقيت صنعاء في اللقاء الثالث من دور ربع النهائي لمونديال روسيا، في مواجهة لها أهمية خاصة وطابع مميز فالإنجليز يسعون مواصلة الطريق نحو لقبهم الثاني فيما يتطلع السويديون لتحقيق إنجاز فريد هو الأول من نوعه.
ولا يحتاج المنتخبان للتنويه بأهمية هذه المواجهة التي تستضيفها مدينة سامارا وبغضّ النظر عن هوية المنتخب الذي يتأهّل، ستكون نتيجة المباراة غير مسبوقة بما أن طرفيها فشلا في الماضي القريب بتجاوز هذه العتبة.
بالنسبة للمنتخب السويدي، فإنه في حال تجاوز ربع النهائي، ستكون هذه المرة الأولى منذ نسخة 1994 التي يبلغ فيها المربع الذهبي، عندما حلّ في المركز الثالث، أما الإنجليز فيعود الظهور الأحدث لهم في نصف النهائي إلى مونديال 1990 عندما حلّوا في المركز الرابع.
تتجه السويد إلى اللقاء بعد فوز مستحق بهدف يتيم على سويسرا، أما الإنجليز فقد نجحوا بتجاوز حاجز معنوي عندما تغلبوا بركلات الترجيح على كولومبيا بنتيجة 4-3 بعد أن انتهى الوقت الأصلي والإضافي للقاء بالتعادل بهدف لمثله، لتكون هذه هي المرة الأولى من أربع محاولات التي يفوز بها الأسود الثلاثة من ركلات الترجيح.
سبق أن التقى المنتخبان 23 مرة رسمياً وودياً، فاز كل منهما بسبع مواجهات وانتهت تسع مواجهات بالتعادل.
وبعد 52 عاماً، يجد الأسود الثلاثة أنفسهم أمام فرصة مثالية للمضي قدماً نحو لقب المونديال، وستحتاج إنجلترا إلى الكثير لتتمكن من تخطي السويد، المنتخب الذي وصل إلى هذه المرحلة بعدما أزال من طريقه أسماء من العيار الثقيل وهي هولندا في التصفيات، إيطاليا في الملحق، وبطريقة غير مباشرة، ألمانيا حاملة اللقب في المجموعة السادسة للمونديال الحالي، ولذا فهم بحاجة إلى نجاعة هجومية متمثلة بمواصلة القائد هاري كاين شهيته التهديفية التي جعلته حتى الآن يتصدر ترتيب الهدافين مع ستة أهداف، وستحتاج أيضاً لاختراق الصلابة الدفاعية وتجانس المنتخب الذي حرم ثلاث منتخبات من أصل أربعة واجهته في مونديال روسيا، من التسجيل.
ذهنياً، سيحتاج اللاعبون الشبان الإنجليز إلى أن يكونوا أقوى من صدى التاريخ الذي سيتردد في أذهانهم، في ثماني مباريات رسمية، لم تفز إنجلترا على السويد سوى مرة واحدة، وذلك بنتيجة 3-2 في الدور الأول لكأس أوروبا 2012.
وعاكس الإنجليز التاريخ في الدور ثمن النهائي، مع النجاح في ركلات الترجيح للمرة الأولى في كأس العالم بعد ثلاث محاولات فاشلة، فأمام كولومبيا، بدت انجلترا على وشك الوقوع مجدداً في الفخ نفسه، عندما امتدت المباراة إلى الكابوس الذي لطالما أرق الإنجليز والمتمثل في ركلات الترجيح.
ابتسم الحظ على غير عادة، لكن التوجس هو من تكرار تجربة مريرة، عندما فازت على إسبانيا في ربع نهائي كأس أوروبا 1996 بركلات الترجيح، عادت وخسرت في نصف النهائي أمام ألمانيا بالسلاح نفسه.
أما المنتخب الاسكندنافي فقد تصدر مجموعة ضمت المانشافت حامل اللقب، والمكسيك وكوريا الجنوبية، وهو يخوض البطولة في غياب أبرز نجومه، زلاتان ابراهيموفيتش الذي اعتزل دولياً عام 2016، ووصل السويديون إلى هذه المرحلة للمرة الأولى منذ مونديال 1994 حينما أنهوا مونديال الولايات المتحدة في المركز الثالث، وخلال المونديال الحالي تلقوا هدفين وخسارة وحيدة حتى الآن، وأتت أمام ألمانيا في مباراة لم تحسم نتيجتها سوى في الدقيقة الخامسة الأخيرة من الوقت بدل الضائع.
لا يركز المنتخب على الاستحواذ أو السيطرة، أو الضغط الهجومي أو الاستعراض، يدرك مدربه واللاعبون حدود المهارة الفردية في مواجهة المنتخبات الأخرى التي تضم نجوماً من أندية كرة القدم الأوروبية ولذا ففلسفة اللعب السويدي مماثلة لما هي عليه البلاد، باردة، صبورة، وفعالة.
في آخر 3 مواجهات بينهما فازت إنجلترا مرتين بينها واحدة في دور المجموعات ببطولة أوروبا 2012، بينما فازت السويد في آخر مواجهة وكانت ودية قبل عدة شهور.
وعندما ينتقل الحديث عن كأس العالم بما في ذلك التصفيات المؤهلة التقى المنتخبان 4 مرات وحسم التعادل المواجهات الأربع وكانت آخر مرة قبل 12 عاما.
ربما جاء الشعور بأن إنجلترا تعاني أمام المنتخب الإسكندنافي جراء ذكرى الخسارة في بطولة أوروبا 1992، عندما ودع المنتخب الإنجليزي البطولة عقب خسارته في أخر مباريات دور المجموعات أمام السويد، ولم تفز إنجلترا على السويد لفترة طويلة بين عامي 1968 و2011، حيث خسرت 4 مرات مقابل 8 تعادلات خلال 12 مباراة.
ولو اقتصر الرقم القياسي التاريخي على المباريات الرسمية، بطولة أوروبا وكأس العالم والتصفيات، فإن الأرقام لا تقف في صالح إنجلترا التي حققت انتصارا واحدا وخسرت مرتين مقابل 5 تعادلات لكن ذلك لا يزال يمثل بالكاد حظا عاثرا أو ما يسمى بالعقدة.
وربما يتعلق الأمر بإدراك الجماهير حيث يرى البعض أن إنجلترا يجب أن يكون لها تاريخ أكثر هيمنة ضد السويد، رغم أن الأخيرة تملك تاريخا حافلا في كأس العالم، حيث بلغت النهائي عام 1958 وحلت ثالثة في 1994.
التشكيلتان المتوقعتان
السويد/روبين أولسن، إيميل كرافث، فيكتور ليندولف، أندرياس جرانكفيست، لودفيج أوجوستينسون، فيكتور كلايسون، سيباستيان لارسون، ألبين إيكدال، إيميل فورسبرج، ماركوس بيرج، أولا تويفونين.
إنجلترا/جوردان بيكفورد، كايل والكر، جون ستونز، هاري ماجواير، كييران تريبيير، ديلي ألي، جوردان هندرسون، جيسي لينجارد، آشلي يونج، رحيم ستيرلينج، هاري كاين.