بالمختصر المفيد.. سلاح الجو المسير

 

عبدالفتاح علي البنوس

عندما أزيح الستار عن منظومة سلاح الجو المسير التي ضمت مجموعة من الطائرات المسيرة الهجومية والاستطلاعية اليمنية الصنع ، تسابق المرضى وأصحاب العاهات والفكر المأزوم والعقليات الخاوية على التندر والاستهزاء والتقليل من شأن هذه الطائرات التي قال بعضهم بأنها عبارة عن لعب أطفال تباع في المعارض الخاصة بالابتكارات ، وهذا يقول بأنها صناعة صينية وآخر يقول روسية وثالث يقول أمريكية ورابع يقول إيرانية ،وخامس يقول إسرائيلية ، وهات يا (زبج ) وسخرية ، ولكن سرعان ما اتضح لهؤلاء الأوغاد والمرجفين أن سلاح الجو المسير إنجاز يمني – يمني ، وأنه عبارة عن إضافة نوعية لسلاح الردع اليمني في مواجهة العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الغاشم ، وما إن دخلت طائرات الجو المسيرة قاصف 1وأخواتها ضمن عائلة سلاح الجو المسير خط المواجهة وبدأت بالمشاركة الميدانية برصد واستطلاع معسكرات وتجمعات الأعداء في صرواح والجوف ونهم وحتى في جبهات الحدود مع الكيان السعودي ومرتزقته ، حتى ابتلع الساخرون والمشككون والضاحكون والمستهزئون ألسنتهم وباتت طائراتنا المسيرة ترعبهم وتقلقهم.
غالبيتهم في حالة ذهول ، وصدمة شديدة ، والكل يتساءل: معقول طائرات مسيرة من إنتاج الأيادي اليمنية المحاصرة والمعتدى عليها برا وبحرا وجوا لأكثر من ثلاثة أعوام ونصف ؟! بعران السعودية والإمارات أكثر الناس ذعرا وقلقا واستغرابا ، فهم بإمكانياتهم الهائلة يعيشون على استيراد كل شيء من الخارج أو من خلال السماح لكبريات الشركات بفتح فروع لها هناك ، ومن كبرهم وغرورهم وغطرستهم ونظرتهم الدونية للشعب اليمني يستنكرون علينا صناعة طائرات مسيرة أو تطوير صواريخ بالستية ، ولكن القاصف لهم بالمرصاد ، ومع ذهابهم نحو الساحل الغربي وسعيهم نحو احتلال الحديدة كان لسلاح الجو المسير الحضور الفاعل والمؤثر من خلال طائرات الرصد والاستطلاع والتي أطلعنا الإعلام الحربي على جانب من عمليات الرصد الدقيق للساحل الغربي ومواقع تجمعات الأعداء ، ليأتي الدور على طائرات قاصف الهجومية لتستهدف هذه المواقع والآليات والمرتزقة محققة ضربات دقيقة ومخلفة خسائر باهظة .
هذا الحضور المرعب والمخيف للأعداء في معركة الساحل الغربي يبدو أنه كان بالنسبة لأبطالنا المغاوير في سلاح الجو بداية الغيث ومفتتح لمرحلة جديدة من الردع المزلزل للطيران المسير ، فكانت المفاجأة التي لم تكن في حسبان قوى العدوان التي كانت تقوم بحشد المزيد من المرتزقة في معكسر البريقة بمدينة عدن للهجوم مجددا على الحديدة ، حيث باغتهم سلاح الجو المسير في مقر قيادتهم داخل هذا المعسكر بقصف مكثف سقط على إثره عدد من القتلى والجرحى ، وهو ما خلف حالة من الذهول في أوساط قيادات ومرتزقة العدوان وعلى الفور حلقت في الأجواء طائرات الأباتشي والطائرات الاستطلاعية المعادية خوفا من تكرار الهجمات وحرصا على عدم توثيق الخسائر التي خلفها القصف الجوي .
وباستهداف مقر قيادة تحالف العدوان في البريقة بمحافظة عدن ، يكون سلاح الجو المسير قد نجح في توسيع وتطوير قدراته الهجومية ووسع من مدى تحليقه ، ليصبح قادرا على الوصول إلى جبهات بعيدة وهو الأمر الذي سيضاعف من معاناة الغزاة والمرتزقة ويصيبهم بالإحباط ، وهم من ظنوا بأنهم بعد ثلاث سنوات ونصف سيأتي إليهم أبناء شعبنا بالرايات البيضاء ليعلنوا استسلامهم ، ولكنهم تفاجأوا بأن شعبنا زاد قوة وصلابة ، وضاعف من قدراته وإمكانياته ، وطور من قوة ردعه الصاروخية والجوية ، والتي وصلت إلى مستويات لم نكن نتوقع الوصول إليها بعد عشرات السنين في ظل الظروف الطبيعية ، لتتحقق في غضون ثلاث سنوات ونصف في ظل العدوان والحصار بكل تداعياتهما وإفرازاتهما.
بالمختصر المفيد، إنها إرادة الله القوي الجبار المنتقم التي وقفت مع شعبنا ووطننا ومظلوميتنا ، فكانت لنا نعم المعين والسند والناصر ، إرادة الله ومن ثم حنكة القيادة ورؤيتها الثاقبة للأمور ودعمها وإسنادها وتشجيعها للعقول اليمنية على الإبداع والتميز والابتكار في مجالات التصنيع الحربي المختلفة ،وما تزال الأيام القادمة حافلة بالجديد من الإنجازات والتحولات التي سيكون لها التأثير الملحوظ والتغيير المرتقب في موازين القوى مع الأعداء ، وبإذن الله يكون القادم أعظم ، وعلى الباغي تدور الدوائر .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا