سراج صالح العجيلي
رحم الله فضيله القاضي العلامة حمود بن عباس المؤيد العالم المجتهد الذي سخر نفسه للعلم والإفتاء والتدريس، ذلك العالم الزاهد الورع الذي أحبه الناس وكذلك جميع أصحاب المذاهب لاسيما المذهب الزيدي والمذهب الشافعي والمذهب الحنفي، العالم الفاضل الذي مثل الوسطية والاعتدال، العالم بكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وعلى آله الطاهرين ، والحديث عن فضيلة العلامة المجتهد حمود عباس المؤيد لا استطيع أن أفيه حقه ولكن سأقول فيه شعراً من شعر فضيلة العلامة المجتهد محمد بن محمد المنصور :
ما قيل قول ولا أذن وعت أبداً
بعد الكتاب كأقوال النبي هدى
صلى عليه الذي بالحق أرسله
وآله لم يدعنا في عمى وسدى
فدونك النور من هذين ألفه
هاد لتسلك نهجاً صالحاً رشدا
من لا نظير له في الصالحين حمود
نجل عباس لا تعدل به أحدا
فسر على صفو نهج قد حباك به
تبلغ به جنة تبقى بها أبدا
والنور فيه هدى بحرٌ عليه جرت
فلك النجاة فطوبى للذي صعدا
وصل يارب وسلم كلما طلعت
شمس على أحمد والعترة العمدا
وقال العلامة المجتهد محمد المنصور فيه شعراً عند قرضه لكتاب النور الأسنى الجامع لأحاديث الشفاء قال فيه هذا الشهر أيضاً وقرض له بكتاب الشعاع المضيء بشعر قال فيه:
شعاع أضاء لمن يهتدي
طريق السعادة نهج الأمان
مواعظ تنقذنا من لظى
وتعنق بالناس نحو الجنان
لأفضل علامة ناسك
حمود بن عباس ألف القران
حميد المساعي عباد الأوان
ومفتي الورى والزمان
جزى الله عنا مؤلفها
بجنات عدن وأعلى مكان
رحم الله العلامة حمود عباس والسيد العلامة محمد بن محمد المنصور اللذين كانا يتدارسان القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك في جامع النهرين وسأقول في فضيلة العلامة حمود بن عباس المؤيد شعراً من شعر الشاعر إبراهيم الحضراني:
خلدوه رمزاً لكل المزايا
فطنة عفة حجى واباء
وانظروا هل له نظير فإني
لم أجد بيننا له نظراء
حيث وقد درس العلامة حمود المؤيد على أيدي كبار علماء عصره نذكر منهم سواء قبل دخوله المدرسة العلمية أو بعد دخوله المدرسة العلمية نذكر منهم العلامة عبدالعزيز بن إبراهيم، والعلامة عبدالله بن علي الجنداري والعلامة عبدالقادر بن عبدالله – رئيس المحكمة العليا، والعلامة يحيى محمد الكبسي والعلامة أحمد عبدالله الكبسي والعلامة علي أحمد عقبات والعلامة حسين الواسعي والعلامة عبدالله عبدالكريم الجرافي والعلامة علي إسماعيل والعلامة أحمد محمد زبارة والعلامة محمد محمد المنصور وغيرهم الكثير.
هذا وقد كان رحمه الله خطيباً لجامع النهرين ثم خطيباً لجامع الشوكاني لعدة سنوات حيث درس كتاب الكشاف في التفسير ودرس شرح التجريد في فقه الزيدية للمؤيد بالله والاعتصام للإمام القاسم بن محمد والأحكام للإمام الهادي وشرح الأزهار وشرح نهج البلاغة والفرائض لأكثر من سبعين عاماً وإلى جانب التدريس كان يقوم بالرد على الفتاوى التي كانت تعرض عليه من مختلف محافظات الجمهورية وله من المحاسن الكثير فقد بنى بعض المساجد والمحاسن من الأعمال الخيرية وقد بنى مسجداً ومدرسة لتعلم القرآن الكريم ناهيك عن عظيم سجاياه وكريم أخلاقه ولين جانب للشباب والطفل والمرأة وكلهم يلتمس منه الدعاء.
هذا ولفضيلة العلامة مؤلفات وهي: الشعاع المضيء في خطبة الجمعة والنور الأسنى الجامع لأحاديث الشفاء والشمائل الاحمدية في المولد وبالنسبة لي شخصياً فقد حضرت عنده عدة دروس ولا أنسى حضوره في شهر رمضان المبارك عندما كان يتدارس القرآن الكريم هو وفضيلة العلامة محمد محمد المنصور في جامع النهرين، هذا وقد ناقشه في تأليف الكتب الدراسية الأساسية والثانوية فقال لي ألفت مع أو كتبت أو شاركت في بعض منها ولقد أهديت له كتاب جامع الأقوال في الضم والإرسال لفضيلة العلامة الدكتور المرتضى المحطوري رحمه الله ويعد فضيلة العلامة حمود عباس المؤيد أحد العلماء المشهورين على مستوى اليمن والوطن العربي.