تقرير/ جمال محمد الأشول
مع فشل العدوان الأمريكي السعودي على اليمن المستمر منذ 3 أعوام ونيف ، في تحقيق إنجازات عسكرية، آخرها التصعيد العسكري الأخير على الساحل الغربي ومحافظة الحديدة ، في وقتٍ تواصل عمليات تحالف العدوان حصد الضحايا المدنيين، وترتفع فيه أصوات المنظمات الإنسانية، الدولية والمحلية، مسجّلة جرائم حرب وخروقات عدة للقانون الدولي.
رغم أن التصعيد الأمريكي السعودي الأخير على الساحل الغربي ومحافظة الحديدة مني بالفشل والإخفاق ولكنه تسبب بنزوح عشرات الآلاف من المدنيين من المحافظة، وسط تدهور للحالة الإنسانية لأبناء تهامة ، في ظل تحذيرات المنظمات الإنسانية من مخالفات وتجاوزات تحالف العدوان للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان .
فيما أعدت منظمات يمنية ملفات حول جرائم تحالف العدوان، والتي تتوافر فيها أركان الجرائم الدولية بحسب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
(2540 ) إجمالي ضحايا العدوان في الحديدة
رصد “الائتلاف المدني لرصد جرائم العدوان” في تقريره الدوري ، الحالة الإنسانية لجرائم العدوان وانتهاكات حقوق الإنسان في محافظة الحديدة الساحل الغربي حصلت «الثورة» على نسخة منه .
وبين التقرير ، الاعتداء الغاشم الذي تقوم به السعودية وحلفاؤها بحق الشعب اليمني، في انتهاك صارخ لكل القيم الإنسانية والمواثيق والمعاهدات الدولية، والذي يمثل جرائم إنسانية.
فالعدوان ينتهك القانون الدولي الإنساني بتعدّيه على السيادة اليمنية وارتكابه جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
فخلال 43 شهراً من العدوان ، ارتكبت قوى العدوان مئات الجرائم بالقصف الجوي والبحري على محافظة الحديدة ، حيث قُتل أكثر من (1326) مواطناً مدنياً وأصيب أكثر من ( 1214 ) ، معظمهم من النساء والأطفال كذلك تسبب قصف طائرات العدوان بتدمير البنية التحتية المدنية للدولة، عبر تدمير المطارات المدنية والموانئ البحرية ومحطات الكهرباء ووسائل النقل والجسور والطرقات العامة، وفرض حصار بري وبحري وجوي كامل على خمسة وعشرين مليون يمني، ومنع وصول المساعدات الإنسانية والمستلزمات الدوائية والغذائية، وكل هذه الجرائم تُرتكب أمام صمت رهيب من المجتمع الدولي
ويقول التقرير الأخير للـ «الائتلاف المدني اليمني لرصد جرائم العدوان» الصادر يوم الأحد الماضي، إن إجمالي الضحايا المرصود في المحافظة الحديدة ، قُتل ( 1326 ) مواطناً مدنياً وأصيب ( 1214 ) ، معظمهم من النساء والأطفال .
ويفرد تقرير الائتلاف باباً خاصاً بالمجازر الجماعية التي استهدفت ملاجئ أو قضت على أسر بكاملها، وقد بلغت 10 مجازر في الحديدة .
التهجير القسري
ويستعرض التقرير « التهجير القسري ونزوح أبناء مدينة الحديدة والساحل الغربي» حيث بلغ إجمالي النازحين من الساحل الغربي ( 25 ألف أسرة ) بإجمالي يصل إلى 200 ألف نسمة نزحوا إلى المدن الرئيسية الحديدة صنعاء تعز إب وعدن وحضرموت ومنهم في الأرياف ومديريات الساحل يستضيفهم الأهل والأقارب والأصدقاء وسط فقر مدقع وانعدام لمصادر الكسب والعيش .
ووثق الائتلاف في تقريره ، أن فريق الرصد سجل إحدى العائلات الفقيرة في مدينة الحديدة وفي أحد الأحياء عائلة تستضيف خمس عائلات في منزل ضيق ومتواضع الإمكانات وعدد هذه الأسر يصل إلى 27 فردا بما فيهم الأطفال والنساء ويأكلون جميعا وجبة واحدة في اليوم يوفرها بمشقة المستضيف لهم الحاج عبد الله .
وتابع التقرير « قصة مؤلمة لمعاناة الأطفال والنساء الذين يفترشون الأرض ويلعب الأطفال بلا ملابس.. (مريم) وعمرها في الأربعينيات أم لأربعة أطفال نازحة من الدريهمي للحوك وهي تحكي خروجهم تحت القصف الجوي والهاون والرصاص، تقول: خرجنا وتركنا كل شيئ في البيت حتى ملابسنا كنا خائفين ولا نريد أن نموت لا نريد شيئاً منكم نريد أن نعود إلى بيتنا فقط أعيدونا إليه لا أستطيع العيش بعيدا عن منزلنا في الدريهمي أسألكم بالله أعيدونا إلى منزلنا لا أستطيع النوم ولا الأكل وأنا خائفة من الحرب ماذا ستعملون لتعيدونا إلى منزلنا وتبكي بحرقة وألم شديدين”.
فيما أشار التقرير إلى أن الأسر النازحة في هذا الشهر يونيو 2018م بسبب الحملة العسكرية والهجمات لقوى التحالف بقيادة السعودية التي استهدفت قرى الدريهمي ومنظر والنخيلة والشجيرة والطائف والقصف الجوي لأحياء مدينة الحديدة بلغت أكثر من 5000 أسرة وتعدادها يصل إلى 38 ألف نسمة، إضافة إلى وجود 4 مراكز للنزوح في مدينة الحديدة تؤوي مئات العائلات ممن تركوا منازلهم يتلقون الغذاء والإغاثة الإنسانية من المنظمات المانحة ونشطاء وجمعيات والسلطة المحلية .
يشير التقرير إلى أن (70) عائلة فقدت عائلها الوحيد جراء مقتل 350 صيادا في غارات تحالف العدوان على قوارب الصيادين .