زيارات غريفيث.. نسمع جعجعة ولا نرى طحينا

 

محمد صالح حاتم
السلام مطلب الجميع ،والكل يدعو للسلام ويسعى الى تحقيقه،والجميع يقول ان الحرب ليست حلا، وان الحل سيكون في اليمن سياسيا عبر الحوار ،والتحذيرات الأممية والعالمية تنذر بحدوث كارثة إنسانية في اليمن هي الأسوأ في العالم بسبب الحرب والعدوان والحصار،
فهل حان الوقت لوقف الحرب والعدوان على اليمن وفك الحصار ؟
فاليوم الكرة في ملعب الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص مارتن غريفيث،الذي أصبح المعني بالملف اليمني،وبيده مفاتيح الحل في اليمن اذا صدقت النية .
وفي الفترة الأخيرة بعد ما شهدته الحديدة والساحل الغربي من معارك ضارية وحشود عسكرية ضخمة للعدو ومرتزقته علهم يحققون نصرا، يكون ورقة ضغط وابتزاز على المجلس السياسي الأعلى في صنعاء لتقديم التنازلات،والرضوخ لمطالب العدو والموافقة على مطالبه وشروطه ،وما رافقه من حملة إعلامية كبيرة مضللة وكاذبة،ولكن بفضل الله وصمود رجال الرجال من الجيش اليمني واللجان الشعبية ، ووعي أبناء الشعب اليمني ،فقد هزموا شر هزيمة وتم التنكيل بهم وتدمير مدرعاتهم وتقطيع أوصالهم الى أجزاء صغيرة ومحاصرة جنودهم وأسرهم،وأصبحوا هم وعتادهم غيمة للجيش لليمني ولجانه الشعبية،فقد كانت معركة الحديدة والساحل الغربي معركة أسطورية ستتناقلها الأجيال وتدرس في كبريات المعاهد والكليات والمدارس العسكرية العالمية ،فهذه المعركة غيرت النظريات العسكرية ،وأفشلت كل الاستراتيجيات الحربية ،وتزامنت معركة الحديدة بزيارات مكوكية للمبعوث الأممي مارتن الى الرياض وصنعاء وعدن وتقديم إحاطات الى مجلس الأمن واجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، وسط دعوات الى تجنيب الحديدة الحرب العسكرية،وان الحل هو بالحوار وتقديم التنازلات من جميع الأطراف،فهذه الزيارات لمارتن توحي بأن هنالك نية لإيقاف الحرب والعدوان على اليمن ، ولكن كما يقال(نسمع جعجعة ولا نرى طحينا).
فهل هذه الزيارات لمجرد التصريحات كمهدئات ومسكنات موضعية،الهدف منها إيهام الشارع ان المعطل للسلام هو احد الأطراف،وان الأمم المتحدة وعبر مندوبها تبذل قصارى جهدها لإحلال السلام في اليمن،على الرغم ان الأمم المتحدة وعلى مدى تاريخها لم تحقق السلام للعرب والمسلمين، فتاريخها اسود ، في فلسطين والعراق وليبيا والصحراء الغربية بين المغرب والبوليساريو ،والسودان والصومال والقائمة تطول أكثر وأكثر، واليمن لن يكون استثنائيا ،وأنا هنا لست متشائما،ولا من دعاة الحرب والقتال ،بل كل الشواهد والمعطيات تقول كذلك .
فها هو مارتن يزور صنعاء أكثر من مرة في فترة وجيزة جدا ،ولكن لم نسمع منه أو نرى ما يمكن ان نصفه خطوة ايجابية لتحقيق السلام في اليمن ،لدرجة لم نسمع منه حديثا عن عدوان على اليمن ،وان على العدوان ان يتوقف قبل أي حوار أو مفاوضات سلام .
فاليمن تمثل حالة استثنائية في المنطقة نظرا لحساسية موقعها، واستقرارها يعتبر ضروريا لاستقرار المنطقة برمتها،وان على المجتمع الدولي ان يعمل على استقرار اليمن ،فبقاء العدوان على اليمن ليس من مصلحة المنطقة كاملة،وستكون دول العدوان وعلى رأسها أول المتضررين مملكة بني سعود ودويلة عيال زايد.
وان تقسيم اليمن وتمزيقه الى دويلات صغيرة متناحرة، وكل دولة تخضع لجهة خارجية لن يخدم الأمن والسلم العالمي، بل ستكون بؤرة صراع سيكتوي بنارها الاقليم والعالم، فالدول الكبرى لها مصالح في اليمن، ولن ينفرد بها أحد، وانطلاقا من هذه القاعدة يجب ان يكون الحل والسلام في اليمن الذي يخدم المنطقة بأكملها،ويضمن مصالح الكل وفي مقدمتهم الشعب اليمني،الذي لم يعد لديه ما يخسرونه ،فكل شيء تم تدميره، وأصبحت معركته بمثابة معركة حياة أو موت ودفاعه عن وطنه هو غايته ومقصوده، وحياته لا تساوي شيء بدون استقلال بلده، والحفاظ على وحدته والعيش بحرية وكرامة وعزة.
وعاش اليمن حراً أبياً،والخزي والعار للخونة والعملاء.

قد يعجبك ايضا