قبح العدوان … ورسائل الصاروخية
عبدالفتاح علي البنوس
عندما أدرك العدوان بأن رهانه على حسم معركة الساحل الغربي، رهان خاسر، ولن يحقق الانتصار الذي كان يمني نفسه بالوصول إليه، عاد لممارسة هوايته الإجرامية باستهداف الأحياء السكنية بصورة مباشرة، بهدف زيادة عدد الضحايا والإغراق أكثر في الدم اليمني، للتغطية على فشلهم وهزائمهم الميدانية في الساحل الغربي وفي بقية الجبهات، عشرات الشهداء والجرحى جلهم من الأطفال بينهم أسرة كاملة سقطوا في قصف جوي استهدف حي البريد بمدينة عمران، في جريمة بشعة تضاف إلى رصيد العدوان الإجرامي الذي يعري كافة الشعارات الإنسانية الزائفة التي تتشدق بها الأبواق الإعلامية التابعة للعدوان.
جريمة حي البريد، تأتي في ظل استمرار قوى العدوان استهداف المدنيين الأبرياء في المناطق الحدودية التابعة لمحافظة صعدة، ومنازل المواطنين في نهم وصرواح ومناطق متفرقة من محافظة الحديدة بصورة شبه يومية دونما مراعاة لأي اعتبارات إنسانية أو حتى أخلاقية، بعد أن قاموا بشراء الضمير الدولي والأممي وتحولت المنظمات والهيئات الحقوقية الدولية إلى أدوات تعمل لحسابهم وتدافع عنهم وتبرر لجرائمهم تارة وتغض الطرف عنها تارات أخرى، وهو ما يعزز قناعة الشعب اليمني بأن قوى العدوان لن ترعوي عن استهداف المدنيين وقصف الأحياء السكنية ولن تكف أذاها وصلفها إلا بالرد بالمثل، والضرب بقوة داخل العمق السعودي والإماراتي دونما مراعاة لأي اعتبارات، كونه يتمادى في غيه وإجرامه وغطرسته وصلفه ووحشيته، وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات من عمر العدوان لا تزال تسيطر عليهم ذات النزعة الوحشية والإجرامية والتي تستهدف المدنيين الأبرياء من النساء والأطفال، فلا مناص ولا خيار غير المعاملة والرد بالمثل، ليذوقوا ما نذق، السن بالسن والعين بالعين والجروح قصاص .
وهنا نشد على أيدي أبطالنا المغاوير في القوة الصاروخية بالتحرك القوي والفاعل والرد المزلزل على هذه الجرائم بتسديد ضربات صاروخية بالستية عنيفة تدك العمق السعودي، وتدخل الوجع والحزن والألم إلى داخل كل بيت سعودي، لقد أثلجوا صدورنا قبل يومين باستهدافهم مركز المعلومات بوزارة الدفاع في الرياض واستهدافهم مراكز حيوية في العاصمة الرياض بدفعة من الصواريخ البالستية والتي أصابت أهدافها بدقة، وهي الضربات التي خلقت حالة من الذعر والرعب في أوساط الكيان السعودي الذي لم يتردد في الذهاب لطلب النجدة من قبل أسياده والمجتمع الدولي ومطالبتهم بالضغط على من أسماهم بالمليشيات الحوثية للانصياع للقرارات الدولية في إشارة للصواريخ البالستية اليمنية، وكأنهم في اليمن ينشرون قيم المحبة والسلام، وينثرون من على طائراتهم الورود والمساعدات الإغاثية، ولا أعلم ما الذي يتوقعوه من شعب يتعرض للقتل والسحل والغزو والاحتلال ؟! ماذا ينتظرون من شعب يتعرض للقصف اليومي والاستهداف الممنهج لكل مقومات حياته ومعيشته ؟!
بالمختصر المفيد لن تتوقف ضرباتنا الصاروخية البالستية ما دامت العربدة السعودية والإماراتية والأمريكية مستمرة، بل ستزداد ضراوة وستتعاظم من يوم لآخر ولن تكون هنالك أي محاذير أو احترازات فالوجع مؤلم، ولا يمكن السكوت على هذه الجرائم والمذابح اليومية في حق المدنيين الأبرياء، وبإذن الله سيكون القادم أكثر وجعا وإيلاما بالنسبة لقوى العدوان وستكون رسائل القوة الصاروخية البالستية أكثر قوة وأبلغ تأثيراً وأشد تنكيلا، وعلى الباغي تدور الدوائر .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.