الأقزام ومحاولات التعملق في اليمن
عبدالفتاح علي البنوس
عندما يتساقط القادة العسكريون والضباط والجنود الإماراتيون صرعى في اليمن سواء في صرواح أو في عدن أو في المخا وباب المندب وذوباب والخوخة وحاليا في جبهات الساحل الغربي في معركة احتلال الحديدة ، ومن قبلهم القادة والضباط والجنود السعوديون فإن ذلك لا يعني أن الإماراتيين والسعوديين لا ينامون الليل ، ولا يتلذذون بطيب العيش ، ولا يشعرون بالراحة ، ولا يهدأ لهم بال ، ولا يطمئن لهم قلب ، خوفا علينا ، وحرصا على مصلحتنا ، ورغبة منهم في إسعادنا ، وتحسين أوضاعنا المعيشية ، وإنعاش اقتصادنا ، وتنمية مواردنا ، وتطوير وتحديث جيشنا وقواتنا المسلحة والأمن ، ومساعدتنا بأحدث الأسلحة والآليات الحربية باعتبارنا نمثل العمق الاستراتيجي لهم ،وانتشالنا من حالة الفقر التي يعاني منها السواد الأعظم من اليمنيين ، فكلنا نعرف من هي السعودية ومن هي الإمارات ، ومن الذي يقودهما لمحرقة اليمن ، ولمصلحة من يقدمون قتلاهم من العسكريين في معارك ومواجهات عبثية لا تخلو من العنترة والغطرسة والكبر والتعالي .
السعودية بأصولها وجذورها اليهودية وبسياستها الجالبة للعار والفضيحة والتي تمثل الخنجر المسموم في خاصرة الإسلام والمسلمين الكل يعرف حجمها والأدوار المشبوهة التي تقوم بها ، وما يدفعها نحو القفز على حجمها وادعاء العظمة وإظهار التعملق على الشعب اليمني هو ثروتها المالية والنفطية التي يبددها المهفوف على أسياده الأمريكان والبريطانيين والفرنسيين والروس والإسرائيليين مقابل دعم تربعه على العرش السعودي خلفا لوالده الزهايمري بعد ضمانه التخلص من كافة الأصوات المعارضة لذلك سواء بالتصفية الجسدية أو من خلال الضغوطات الأمريكية والتي تنتهي باللجوء السياسي أو الإقامة الجبرية ، وعلى الرغم من حجم الإنفاق الكبير والخسائر التي تعرضت لها السعودية في عدوانها على اليمن منذ 26مارس 2015م إلى اليوم إلا أن ذلك لم يمنح السعودية فرصة مغادرة مستوى التقزم الذي يتناسب معها ، فظلت وماتزال صغيرة حقيرة في نظر كل اليمنيين الشرفاء وكل أحرار العالم .
أما القزم الإماراتي فحكايته حكاية ، فدويلته الزجاجية الهشة ، التي لا يزيد عمرها على تاريخ تأسيس مصنع بسكويت أبو ولد في الحالمة تعز ، صدّق نفسه ، بأنه صار عملاقا ببناء برج خليفة وجزيرة النخلة والمشاريع العقارية الاستثمارية والتطور في البنية التحتية وخصوصا في دبي وأبو ظبي ، والتي جاءت بعد تراجع المخزون النفطي لهذه الدويلة مما دفعها للبحث عن بدائل تمويلية والتي لم تتأت لها إلا بعد أن سلمت بالوصاية والتبعية والولاء المطلق لأمريكا والتطبيع مع الكيان الإسرائيلي ، والمتاجرة بقضايا الأمة ، لتتحول الإمارات إلى وكر خبيث لنشر السموم وإثارة الفتن والصراعات في المنطقة ، هذا الارتماء الحقير في الأحضان الأمريكية والإسرائيلية للمسخ محمد بن زايد منحه حالة من الانتشاء ليقبل بلعب دور الشريك للمهفوف محمد بن سلمان في عدوانهم على بلادنا حسب الرغبة والمخطط الأمريكي الإسرائيلي الذي تعد معركة الساحل الغربي أحد أهم فصولها ، والمشكلة أن الإماراتي يحاول أن يتعملق فيها ويدعي البطولة في حين لا يعدو عن كونه مجرد أداة بيد الأمريكي والإسرائيلي ، رغم أنه أحقر من أن يفكر ولو مجرد تفكير بالتطاول على دولة بحجم اليمن ولكن العصا الأمريكية التي يتكئ عليها جعلت منه غولا عملاقا في نظره ، رغم أن مجريات المواجهات في مختلف الجبهات التي كان فيها الغازي الإمارتي حاضرا أظهرته على حقيقته قزما حقيرا لا قيمة له ولا احترام إلا في عيون أحذيتهم من المرتزقة العملاء الذين يقتاتون من موائدهم .
بالمختصر المفيد، الأقزام الإماراتيون والسعوديون لن يغادروا مربع التقزم مهما حاولوا ادعاء التعملق واللعب مع الكبار ، فالصغير يظل صغيرا ، والحقير يظل حقيرا ، وإن ملك المال والثروة ، فكيف لأقزام بلا تاريخ وبلا حضارة أن يحاولوا التعملق على دولة وشعب عريق التاريخ ، وعملاق الحضارة ، ورفيع المكانة والشأن ، إنهم كالذي يناطح جبلا شامخا برأسه ، ومهما اشتروا من مرتزقة وحشدوا من خونة فلن يكونوا إلا أقزاما وسيظلون كذلك ، فهذا هو حجمهم وهذه هي مكانتهم .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .