القطاع الصحي .. والاستهداف الممنهج
عبدالفتاح علي البنوس
ضمن مسلسل استهدافاته الممنهجة للبنية التحتية وكل مقومات الحياة وعلى وجه الخصوص تلك تستهدف المرافق والبنى التحتية الصحية والتي طالت بحسب بيان صادر عن وزارة الصحة العامة والسكان أكثر من ٤٠٠ مرفق صحي بينها مستشفيات حيوية ومرافق تديرها منظمات دولية ومصانع أوكسجين وأكثر من ٦٢ وحدة إسعاف ، أقدم العدوان الغاشم على استهداف مبنى غرفة عمليات مكتب الصحة العامة والسكان بمحافظة الحديدة بمستشفى الثورة بمدينة الحديدة يوم أمس الأول مخلفا دمارا واسعا وأضرارا جسيمة علاوة على خلق حالة من الرعب في أوساط المرضى والمنازل والأحياء المجاورة له ، مستغلا صمت وتجاهل المجتمع الدولي للانتهاكات والجرائم التي يرتكبها العدوان والتي لم تسلم منها المستشفيات والطواقم الطبية والإسعافية في انتهاك صارخ للقوانين الدولية ذات الصلة ، حيث تأتي هذه الجريمة البشعة متزامنة مع وصول المبعوث الأممي مارتن غريفيت للعاصمة صنعاء في إطار جولته التي تسبق جلسة مجلس الأمن والتي من المتوقع أن يقدم خلالها إحاطته بشأن الأوضاع في بلادنا ، وهنا نتساءل هل سيدرج غريفيت جريمة استهداف مستشفى الثورة بالحديدة ضمن إحاطته ؟! أم تراه سيكتفي بالتوصيف العام والكلام الإنشائي المعتاد والحديث عن مشروع خطته للسلام والتي يبدو أنها لا تعدو عن كونها مناورة سياسية تتيح للأعداء الفرصة الكافية لتحقيق أي إنجاز ميداني في معركة الحديدة ؟!
إمعان العدوان في استهداف المنشآت الصحية والعلاجية والطبية يعد من جرائم الحرب التي يعاقب عليها القانون الدولي الذي بات مغيبا في العدوان على بلادنا ، وكأن القوانين والمعاهدات والاتفاقيات الدولية غير قابلة للتطبيع إلا في حدود ما يخدم أمريكا وإسرائيل وأذنابهما فقط ؟! وهنا من حقنا كيمنيين أن نسأل ونستفسر عن موقف الأمين العام للأمم المتحدة البرتغالي أنطونيو غوتيريش تجاه هذا الاستهداف الممنهج والمتكرر وخصوصا أن العدوان كما أسلفنا سبق وأن استهدف المنشآت الصحية والطواقم الطبية بما في ذلك المراكز والوحدات الصحية والطواقم الطبية التابعة للمنظمات الدولية ذات الصلة بتقديم الخدمات الصحية ومنها منظمة الصليب الأحمر وأطباء بلا حدود وغيرها من المنظمات حيث سقط على إثر ذلك العديد من الضحايا ، دون أن يكون هنالك أي شكل من أشكال المحاسبة والمعاقبة لقوى العدوان أو حتى مجرد توجيه عبارات اللوم والعتب وبيانات إدانة واستنكار ، وهو السبب الذي يدفع قوى العدوان للإغراق في صلفهم وإجرامهم والمضي في ارتكاب المزيد من الجرائم والمذابح التي تطال بشكل مباشر المستشفيات والمرافق والمراكز والوحدات الصحية.
بالمختصر المفيد استهداف غرفة عمليات مكتب الصحة بالحديدة الواقعة في فناء مستشفى الثورة بالحديدة السبت الماضي هو استهداف للمستشفى ومن بداخله من المرضى والزوار والمرافقين والعاملين ولا يجب أن تمر هذه الجريمة مرور الكرام ، ونحن إذ نشيد بالبيان الصادر عن وزارة الصحة بشأنها فإننا في الوقت ذاته نأمل أن تتحول هذه الجريمة إلى قضية رأي عام وأن تطرح على طاولة المبعوث الأممي ، ليعرف العالم إلى أي مدى وصلت الوحشية والجرأة الأمريكية الإماراتية السعودية الإسرائيلية الفرنسية البريطانية في معركة الحديدة ، والتي تنسف كافة الشعارات الجوفاء التي تتحدث عن الأوضاع الإنسانية في الحديدة وتبدي قلقها من تداعياتها ، دون أن يكون لهذه الهيئات والمنظمات الدولية والأممية أي تحركات ملموسة تسهم في إيقاف التدهور الحاصل في الوضع الإنساني في الحديدة والتي تتعرض لغزو واسع بمشاركة دولية واسعة على مرأى ومسمع العالم أجمع .
عيدكم مبارك وكل عام وأنتم بألف ألف خير .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .