تحية عيد لشرطة المرور.. تجربة تحتذى
عبدالرحمن علي الزبيب
تحية عيدية معطرة بشذى الفل والكاذي والريحان لشرطة المرور في أيام عيد الفطر المبارك لعامنا هذا 1439هـ والذي أعجبنا الانضباط والعمل الإيجابي لهم حيث تواجدوا من صباح العيد الباكر في جميع الشوارع والتقاطعات لتنظيم حركة السير ونجحوا نجاحاً كبيراً في تنظيمها وتخفيف الازدحام والاختناقات المرورية الذي تحصل كل عام .
بالرغم من أن يوم العيد إجازة ولكن شرطة المرور ضاعفت من عملها لكي يتمتع المواطنون بإجازة عطلة العيد ولو على حساب راحتهم وراحة عوائلهم الذي تأجلت فرحة العيد لديهم حتى وصول منتسب المرور الى منزلة لتكتمل الفرحة .
قمت في يوم العيد بالمرور بمعظم أنحاء المدنية ووجدت حضوراً ايجابياً ومحترفاً ومنضبطاً لشرطة المرور في تنظيم حركة السير على الجميع بلا استثناء الفقير والغني المسؤول الكبير في الدولة وصغار الموظفين حتى انضبطت حركة السير ووثق الجميع فيهم بل ودافعوا عنهم ضد أيّ شخص يتجرأ عليهم .
وأنا الاحظ روعة وجمال حركة السير في قلب وضواحي العاصمة استمعت إلى قصة لأحد الأصدقاء بأن هناك سيارة كان عليها اشخاص من ذوي النفوذ حاولت مخالفة اجراءات المرور واعترض عليهم أحد رجال المرور ونزلوا من على السيارة للاعتداء عليه بسبب منعهم من المخالفة وأثناء ذلك قفز جميع المواطنين المتواجدين للهجوم على المعتدين قبل اعتدائهم وقاموا بتحطيم السيارة وتم احتجاز المخالفنين المعتدين وبعد رد اعتبار رجل المرور والاعتذار له عاد رجل المرور الى الشارع العام وهو مرفوع الرأس شاهدته في احدى الشوارع الرئيسية والجميع يشير إلى رجل رافع رأسه عالياً ومهندم الملابس الخاصة بالمرور بأنه الرجل الذي أوقف نافذين من مخالفة القانون واجراءات الضبط والتنظيم وحضروا إليه صاغرين للاعتذار له وتحول الشعب الى درع يحميه من تغول وفساد النافذين لأنه فرض احترامه بالتزامه بالقانون وقيامه بمهامه بتوقيف المخالفة .
تساءلت لماذا لاتكون هذه التجربة لشرطة المرور صباح يوم العيد تجربة إيجابية يحتذى بها في جميع المؤسسات والمرافق وأن تقوم بدورها ومهامها على الجميع بلا استثناء من أخطأ وخالف يوقف ويعاقب ومن ينضبط ويلتزم بالقانون يحترم ويرفع فوق الاكتاف ويمنح الإشادة والتمييز .
لو تم تطبيق هذه التجربة لتلاشى الفساد من مفاصل مؤسسات وأجهزة الدولة الذي ينخرها بسبب الاستثناء والخوف من النافذين حتى يمروا بفسادهم ولو على حساب لقمة عيش المواطن الضعيف الذي يدفع ضريبة اختلال تنفيذ القانون من عرق جبينه ومن لقمة عيشه .
الشعب لا يطالب الا بتطبيق نصوص القانون واللوائح على الجميع بلا تمييز ولا استثناء وأن تقوم أجهزة الدولة بدورها وواجباتها الدستورية والقانونية لضبط تصرفات جميع الأفراد فيمابينهم، وبينهم وبين مؤسسات الدولة لتوقف أيّ تجاوز أو مخالفة وتنصف المظلوم وتستعيد حقه وتضع الحدود التي تحمي حقوق الإنسان وحرياته والذي لاتستطيع أيّ جهة غير مؤسسات الدولة القيام بها .
مثلما انضبطت حركة السير في جميع شوارع المدينة بتفعيل قانون المرور وتطبيقه على الجميع بلا استثناء أو مجاملة لأحد حتى انضبطت حركة السير وعولجت الاختناقات المرورية كذلك بالإمكان تفعيل مؤسسات الدولة بتطبيق نفس المعادلة .
ومثال توضيحي لذلك لو قامت سيارة فارهه لنافذ أو مسؤول بإغلاق طريق بسبب ضعف شرطة المرور فيما سبق و مخالفة نصوص القانون لاختنقت حركة السير وتوقفت وتعطلت والذي تلاشت هذه الظاهرة بتوقيف مخالفة الجميع وضبط حركة السير وفقاً للقانون.
كذلك جميع أعمال مؤسسات جميع سلطات الدولة ( التشريعية – التنفيذية – القضائية ) وجميع مؤسسات وأجهزة الدولة لوقامت بعملها وواجباتها بلا تمييز ولا استثناء لاستعادت الدولة ثقة المواطنين بها الذي تلاشت بسبب سطوة المحسوبية والنفوذ في جميع معاملاتها حتى تكلست مفاصل الدولة وأصيبت بالشلل .
بتشبيه الاجراءات المتبعة في جميع أجهزة الدولة بحركة السير لوجدناها مختنقة ومغلقة بسبب المخالفة وانعدام المساواة فيتم تطبيق القانون واللوائح على الضعيف والقوي يخالفها ويتجاوز جميع الخطوط الحمراء إمّا بتوجيه خطي من الجهات العليا او بضغط ونفوذ يضغط على أجهزة الدولة لتنفلت وتسمح بالمخالفة والتجاوز والفساد .
لو تم تطبيق هذا على الشارع ووجدنا سيارات لنافذين ومسؤولين يقطعون الشوارع ويخالفون قانون المرور وعند المطالبة بالالتزام يعرضون على رجال المرور توجيهات من القيادات العليا بالسماح لهم بالمخالفة وعكس الخط والتوقف لساعات وسط خطوط حركة السير لاختنقت حركة السير وتوقف السير في جميع الشوارع والطرق بسبب ذلك وكذلك بالمثل مايحصل للاسف في معظم مؤسسات سلطات وأجهزة الدولة .
وفي الأخير :
نأمل أن يتم دراسة ماتم من إجراءات ايجابية من شرطة المرور في عيدنا ودراسة إمكانية تطبيق هذه التجربة الإيجابية في جميع مؤسسات الدولة الذي اصبح بالامكان تحقيق عملية تصحيح واسعة وملموسة فيها وفي إجراءاتها لتستعيد ثقة الشعب فيها وكما قام الشعب بحماية رجل المرور أمام تسلط وعنجهية المخالفين لقانون المرور وكبح جماح المخالفين فكذلك سيكون تصرف الشعب في جميع مؤسسات الدولة التي تطبق القانون واللوائح على الجميع على قدم المساواة بلا استثناء ولاتمييز وسيحمي تلك المؤسسات من تسلط وعنجهية الفاسدين الظالمين .
والذي نعتبر ماتم صباح يوم العيد ومضة أمل وحلم قابل للتحقيق في مؤسسات وسلطات دولة منضبطة تعامل الناس بعدالة وإنصاف إذا وجدت الإرادة الحقيقية ويتلوها عمل حقيقي وصادق في الميدان ونرفع ايدينا فوق رؤوسنا لتقدير وتحية عيدية لشرطة المرور كونها تجربة يحتذى بها .
* عضو الهيئة الاستشارية لوزارة حقوق الانسان + النيابة العامة
law771553482@yahoo.com