سلاح الإرجاف أشد فتكاً
سعاد الشامي
أشهد لله أن المرجفين والمنافقين في هذا العصر لا يختلفون ولو قيد أنملة عن مشركي قريش وأكابر منافقيها في عصر ظهور الرسالة المحمدية وما أشبه تلك الأكاذيب والإشاعات التي كانت تصب على شخص رسول الله صلوات ربي عليه وعلى آله بهذه الأكاذيب التي يصبها اليوم عباقرة وعمالقة النفاق على أنصار الله رجالهم ونساءهم في قوالب نجسة وخبيثة ويتم توزيعها بين أبناء المجتمع اليمني كحقائق مؤكدة وخاصة في المناطق التي لم يصل إليها نور الثقافة القرآنية ومازال أهلها يتنفسون عبق الثقافات المغلوطة ومتشبعون فكريا من مناهل الوهابية اللعينة.
واقعيا قمت بزيارة إلى أسرة شهيد كعمل أراه بالنسبة لي واجباً فرضه علي دم الشهيد ولا أستطيع التفريط به مهما كانت التضحيات.
المنطقة التي ذهبت إليها مازال سكانها بعيدين جدا عن الثقافة القرآنية ولكني أصررت على الذهاب إلى هناك برغم الممانعة التي لقيتها حتى من أقرب المقربين إلي خوفا من العواقب أو العوائق التي ربما قد أواجهها نتيجة لعدم تقبل أهلها للكلام والأفكار التي سأقوم بطرحها.
وهناك بفضل الله لم تعترضن لا ممانعة ولا مقاومة ولكنها حاصرتني نظرات تملأها الدهشة والاستغراب وتزداد حدتها كلما ربطت آيات القرآن مع وقائع الأحداث.
علامات التعجب والاستغراب في وجوه الحاضرات كانت نتيجة عن التعبئة الكاذبة التي كان المرجفون قد نجحوا في زراعتها بداخلهن فوجدن في كلامي كل ما يتناقض معها وهذا الذي جعلهن في الأخير يخبرنني بكل ما يقال لهن عنا من أكاذيب لتقول لي واحدة منهن لا أخفيش إن أحنا كنا خائفات قوي عندما أخبرونا بمجيئك ولكن هذا الخوف تلاشى بعد معرفتنا بك وسماعنا لكلامك وتولدت عندنا رغبة بأن تبقي معنا دائما.
أم الشهيد التي فقدت ابنها ويكاد الحزن يفتك بها لم تلاق من يواسيها فالكل من حولها ينظر إلى ابنها بأنه ضحية مغرر به ومصيره إلى النار لأنه التحق بهذه الفئة الظالمة الخارجة عن الدين لتقول لي بعدها والدموع تنسكب من عينيها “الله يجبر قلبش مثلما جبرتي قلبي وطمأنتيني على مصير ابني ومكانته العظيمة”.
لا أخفيكم أن أسطوانة الأكاذيب والإشاعات التي سمعتها منهن فيما يقال عنا صدمتني وجعلتني في حالة من الذهول وأدركت فعلا لماذا جعل الله الدرك الأسفل من النار مأوى المنافقين لأن ما يقومون به من طعن الإسلام بخنجر الإسلام المسموم ليس بالأمر الهين هو أخطر من أقوى ترسانة أسلحة قد يستخدمها الكفار للعصف بحال هذه الأمة المسلمة.
ماذا نتوقع من ألسنة مرجفة تقصف الكثير من عقول أبناء هذا الشعب بطرق لعينة تجعلهم ينظرون إلى أنصار الله كأنهم فرقة ملحدة، محرفة للقرآن ومنكرة للرسالة المحمدية ومدعية للنبوة؟!
ألم نسأل أنفسنا لماذا الكثير من أبناء هذا الشعب مازالوا يتقمصون دور الحياد من العدوان رغم بشاعة الإجرام والضرر الذي مس الجميع مع أن اليمني بطبعه لا يقبل بالاعتداء عليه ؟!
هل تعلمون أن أساس كل النزاعات هي ثقافية ولذلك يحرص الأعداء على النجاح فيها وبالصورة التي قد تميت بداخل الشعوب المسلمة كل ما له صلة بثقافة القرآن والتي من خلالها تنبثق بقية الثقافات الراقية والسامية.
ألم يحن الوقت بعد أن نعطي الجانب الثقافي الكثير من الاهتمام ونسعى بكل ما نمتلك من قدرات وجهود إلى مسح غبار تلك الأراجيف من على أرق قلوب وألين أفئدة وتبصيرها بهدي الله وفي كل شبر من يمن الإيمان ؟!
فما وصلتني الليلة من رسالة كان محتواها “تصدقي يا سعاد اني بين احس أني أول مرة في حياتي أقرأ القرآن وأتدبر معانيه وأشعر بالتقصير أمام توجيهات الله ” هي ما شجعتني أن أكتب هذه السطور وكلي ثقة بأن كل أبناء هذا الشعب يحملون كل مشاعر الطيبة والإخاء والتسامح والمحبة وما أغلبهم إلا ضحايا ترسانة الكذب والنفاق.