عائشة محسن شروان
ونحن في شهر رمضان ،شهر الخير والرحمة والمحبة والألفة.
شهر كرم الله به الإنسان فجعله خير الشهور ، تتضاعف فيه الحسنات ويسارع الناس بالطاعات ، وفيه ليلة القدر خير من ألف شهر ، فيها يستجاب الدعاء ويرفع البلاء، ولهذا فأبواب الخير مفتوحة للبذل والعطاء والتراحم بين الناس ، وإرساء مبدأ التكافل والتعاون ، ومساعدة الفقراء وتخفيف العناء عنهم ، فكان حرياً بالفرد المسلم في هذا الشهر الفضيل بل في كل وقت وحين المسارعة بتقديم يد العون إلى جيرانه وأهله ، وزرع الابتسامة على محياهم لاسيما في هذه الظروف التي نواجه فيها عدواناً غاشماً أحرق الأخضر واليابس ، وعمّ بظلمه كل بيت مما يزيد وطأة معاناتهم…
ومن أجل ذلك يجب على كل فرد مسلم يغترف من تعاليم الإسلام ومبادئه السمحة أن يشد بيد أخيه فيمسح دمعه ، ويخفف حزنه ، ويشاركه همه مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا) ومن هنا تأتي أخلاقيات الإسلام لتصور لنا أعظم مثال في التراحم والتعاطف والمودةِ والتكاتف وذلك بإخراج الموائد للمساجد قبيل صلاة المغرب وتتبع وتلمس أحوال الناس واحتياجاتهم من الفقراء والمساكين والأرامل والنازحين وكذا أسر الشهداء ، والحث بهم عند كبار التجار وشد الهمم والاخلاص في العمل لوجه الله عزوجل .
ولا ننسى كذلك الجمعيات والمنظمات والمؤسسات الخيرية ودورها الفاعل والكبير في البحث والتقصي عن الحالات المحتاجة بالدعم والمساعدة ، وإرساء مبدأ التراحم والتعاون على الخير حيث قال الله عز وجل (وتعاونوا على البر والتقوى)
وكذا أشاد النبي بصفات عدة بقوله (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )
هذا هو ديننا الإسلامي منهاج حياة يستمد الإنسان منه أصول دينه ليرأف بغيره فيمسح دمعة يتيم ويطعم فقيراً ويساعد محتاجاً وقريباً ويفك ضيق معسر.
فما أجمل أن يكون لك يد في إسعاد أناس أثكلتهم مرارة العيش وما أعظم أن يكون لك يد في تفريج كربة مسلم وسد احتياجه ، هنالك تجد الأجر مضاعفاً من رب السماء حيث العطاء الكريم والجزاء الجزيل.