الثورة نت|..
تجتمع شعوب الأمة الإسلامية وأحرار العالم غدا الجمعة لمناصرة الشعب الفلسطيني من خلال المسيرات الحاشدة في آخر جمعة من شهر رمضان.
والهدف من إحياء يوم القدس العالمي هو إيصال رسالة للعدو والعالم أن فلسطين هي للفلسطينيين وحدهم، وأنها أم القضايا، ورمزية يوم القدس تعني أن المسلمين في ليلة القدر يسعون للتخلص من العبودية لغير الله، ما يعني التخلص من قيود الأسر والعبودية لأمريكا و”إسرائيل” وقوى الاستكبار. وعلى أعتاب هذا اليوم تتجدد ذكرى شهادة الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه؛ أعظم إنسان واجه جبروت أسلاف الصهاينة في خيبر، وواجههم وأهل بيته “ع” فيما بعد وهم يسعون في تحريف الإسلام، ورسالات السماء بدسائسهم وإسرائيلياتهم.
على الجميع أن يراقب في ليالي القدر القادمة، الساحات المنتفضة في فلسطين، وتلك الداعمة. في إيران أعلن رسميا أن مسيرات السنة في يوم القدس ستقام في أكثر من 900 مدينة إيرانية، تأييداً لإرادة الشعب الفلسطيني في العودة.
وفي يوم القدس هذا العام شهدنا للمرة الأولى منذ 70 سنة توجيه ضربات صاروخية ضد العدو في مرتفعات الجولان بدعم إيراني، ولن نرى هذا الدعم المعنوي الذي يرافقه بالفعل إعداد واستعداد ليوم المنازلة المحتوم والقريب إلا في ساحات صنعاء ودمشق، وبيروت عندما يطل سيد المقاومة، وصانع الانتصارات السيد حسن نصر الله، وعلينا التمعن في كلماته، وقواعد الاشتباك الجديدة التي يرسيها، يعبر من خلالها عن موقف محور أصدقاء فلسطين الذي أنقذ المنطقة والمشرق العربي من السقوط لعشرات السنين في الفوضى التكفيرية الخلاقة التي رسم لها الأمريكيون والصهاينة وأعوانهم من العربان قبل أن تفلت منهم الصيدة!
ومن المؤسف في مناسبة هذا العام كيف تتكشف دون مواربة مواقف أنظمة المنطقة، إزاء الصراع مع الكيان الاحتلالي. مخجل أن شقيقتَي القدس؛ مكة المكرمة، والمدينة المنورة المختطفتين من أعوان أمريكا لصالح سياسات “إسرائيل” وبث الفرقة بين المسلمين لن تكونا في هذا اليوم نصيرتين للمقدسات، ولا لشعب فلسطين المظلوم، ولن تكترثا لكل قوافل الشهداء من شبابنا الذين أزهقت الآلة الإسرائيلية أرواحهم بغطاء يندى له الجبين من أنظمة العمالة والخيانة، يلازمها صمت مريب من (شيوخ الضلالة) المسارعين بإشعال النيران في حروب الأمة الداخلية وفتنها، بينما التبرير على أشده لتسويغ الاستسلام لـ”إسرائيل” وإقامة العلاقات معها وتصوير أن العدو موجود في اليمن وايران! ولم يعد يخجل مسؤولو أنظمة خليجية من التصريح بأن لـ”إسرائيل” حق الرد، والاعتداء على الأراضي العربية، وخدمة لليهود الصهاينة يقتل الشعب اليمني بأطفاله ونسائه، مذ أطلق صرخته المقدسية التحررية (الموت لأمريكا الموت لإسرائيل) ورغم المجازر اليومية وتهديد سلاح الطيران. لكن راقبوا صنعاء كما عودتنا، وشاهدوا هذا الشعب العربي العظيم كيف يخرج فداء للقدس، وهو الذي يخوض اليوم معركة منع هيمنة “إسرائيل” على البحر الأحمر وباب المندب، وكل يمن العروبة والحكمة والإيمان.
ويترافق هذا العام مع مسيرات العودة المعمدة بالدم، وتنفذ “إسرائيل” القتل اليومي في الضفة وغزة وتقتل حتى المسعفات، آخرهن رزان النجار، وتقام الاحتفالات بما يسمى استقلال “إسرائيل” في عواصم إسلامية مهمة كأنقرة والقاهرة وعمان وغيرها, كما يحتفلون بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، في اعتداء صارخ على ما تمثله القدس بالنسبة للمسلمين كواحدة من أهم مقدساتهم فهي أولى القبلتين، ومسرى النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث صلى في مسجدها بالأنبياء (عليهم السلام)، وهي مصلى عمرته الأنبياء، وما فيه موضع شبر إلا وقد صلى فيه نبي وقام عليه ملك كما روي عن الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
من مقال/لـ:”عبد الرحمن أبوسنينة” – صحفي فلسطيني