أهلا غريفت

احمد الحسني
الجنسية والشعر الأبيض والبشرة الفاتحة وندرة التصريحات الإنشائية واللقاءات التلفزيونية إضافة الى الوقار وعدم التغزل الفج بقيادة تحالف العدوان وكيل المدائح القميئة والثناء المقزز للمملكة السعودية والإمارات. . تلك هي أهم الاختلافات التي يمكن الجزم بها والفروق التي ظهرت لنا حتى الآن بين المبعوث الأممي الحالي الى اليمن وسلفه ولد الشيخ وما عدا ذلك فالخلف يجتر عناوين السلف حول ضرورة وقف الحرب ورفع الحصار والجلوس على طاولة المفاوضات واستحالة الحسم العسكري وخطورة الوضع الإنساني والتشديد على احترام القانون الدولي العام والإنساني الدولي وضرورة صرف المرتبات وفتح المنافذ والمطارات وغريفت كولد الشيخ يشعر بالقلق والأسف والألم ويتمنى ويدعو ويحض ويأمل وإن بطريقة تناسب وقار شعره الأشيب وبرود الديبلوماسية الانجليزية التى تربى عليها لعقود لكن ما ترتب على أسف غريفت لمجزرة بني قيس هو نفسه ما ترتب على أسف ولد الشيخ لمجزرة سنبان لاشيء جل ما قاله الموريتاني عقب جريمة القاعة الكبرى أنها لا تخدم عملية السلام وكل ما علق به خلفه البريطاني على جريمة اغتيال الرئيس الصماد هو كان الصماد حريصا على السلام ثم ماذا؟ لا شيء . وهكذا دواليك .
اﻷصل أنه لا يوجد ما يميز زيارة غريفت عن زيارات ولد الشيخ خصوصا وأن كل التنازلات الموضوعية التي يتطلبها الجلوس على طاولة تفاوض عادل قد قدمناها في مفاوضات الكويت ولم يبق ما نقدمه غير الاستسلام غير أن زيارة غريفيت اليوم تكتسب أهميتها من أنها تأتي في ظل احتدام المعارك في الساحل الغربي وهذا يعني أن الزيارة جاءت لواحد من سببين مهمين
الاول .. أن هدف العدوان الرئيس من معركة الساحل ليس السيطرة الفعلية على الحديدة وإنما الضغط بهذه الورقة فقط على اليمنيين لتقديم تنازلات أكثر على طاولة المفاوضات وزيارة جريفيت تأتي لمعرفة مدى الاستجابة لهذا الضغط وتقديم حزمة التنازلات وما الذي نحن مستعدون للقبول به منها ..
الثاني أن هدف العداون من معركة الساحل كان السيطرة على الحديدة وأنه من خلال الخسائر الفادحة التي تعرضت لها قواته خلال الأيام الماضية قد فشل في تحقيق ذلك الهدف وأن استمرار المعارك سيزيد من وتيرة خسائر العدوان وضياع كل ما حققته قواته من تقدم في بعض جبهات الساحل الغربي فبادرت بتحميل المبعوث الأممي عرضا بوقف المعارك والبدء بمفاوضات سلام على أساس التقدم النسبي الذي حققته فواته ..
أيا كان ما حملته زيارة المبعوث الأممي لم يعد ثمة تنازلات يمكن أن نقدمها للجلوس على طاولة المفاوضات وكل الشرائط التي يتطلبها تفاوض سلام عادل قد بذلناها ولم يبق غير الاستسلام وهو ما لا تقبله الأنوف الحميات التي تجترح المعجزات على كافة الجبهات