الصفي محبوب قارئ اليمن وعالمها

 

عبدالصمد الخولاني
يعتبر الصفي محبوب، من رجال العلم في اليمن، ومن أشهر القراء في البلاد، كان صوته يتصدر تلاوة القرآن في كل رمضان، وفي مناسبات مختلفة بالسنة، على شاشة تلفزيون اليمن الفضائية والإذاعات الحكومية.
ويعتبر محبوب، من رجال العلم المشهورين، له حكايات عاشها تملأ كتبا لتفيض منها الدرر، سجن في حجة بعد فشل الثورة الدستورية في العام 1948 م ليبدأ نور نضاله.
من مواليد مدينة صنعاء عام 1327هـ الموافق 1909 م حفظ القرآن غيباً وهو ابن ثلاث عشرة سنة.
حصل على شهادات عليا في القراءات السبع وعلوم القرآن وإجازة كبار علماء عصره في مختلف علوم اللغة العربية والفقه والتفسير والحديث والخطابة والإرشاد ومن ابرز مشائخه وأساتذته العلامة الكبير / محمد حسن دلال وسيف الاسلام / أحمد بن قاسم والسيد العلامة يحيى الكبسي.
كان أول من سجل القرآن الكريم لإذاعة صنعاء عام 1947 م بعد افتتاحها مباشرة هو والشيخ المقرئ محمد حسين القريطي.
عمل بالتدريس والتوجيه والإرشاد حتى ثورة 1948 م التي شارك فيها وسجن في حجة لدوره الوطني ونضاله النشط قبل الثورة وخلالها وتم خراب بيته بأمر من الإمام احمد وهو في سجن حجة وتم الإفراج عنه في عام 1955 م.
واصل التدريس والإرشاد حتى قيام ثورة 26 سبتمبر.
كان في بداية الثورة السبتمبرية خطيبا للجمعة في الجامع الكبير بصنعاء.
عين في عام 1965 م مستشارا لرئيس الجمهورية ثم عضوا لمجلس الشورى ثم عضوا بالمجلس الوطني ثم رئيسا للهيئة العامة للمعاهد العلمية وعضوا لمجلس الشعب ثم رئيسا لمكتب التوجيه والإرشاد العام.
كان له نشاط اجتماعي مميز يتمثل في حبه للخير والسعي في مصالح الناس وإصلاح ذات البين .
أخبر عنه الدكتور عبد العزيز المقالح في برنامج إذاعي: “العلامة الجليل أحمد عبد الرحمن محبوب عرفته في طفولتي، كان معلمًا من أعلام اليمن ومن أعلام المقرئين وهو القارئ الأول في بلادنا في ذلك الزمن وكنت مع زملائي نتعمّد أن نسير إلى أي مسجد نعلم أنّه سيقرأ فيه القرآن لنستمتع بسماع صوته الجميل، قبل ان يسجن ويؤخذ مغلغلًا إلى سجن نافع بحجة بعد فشل الثورة الدستورية عام 1948م ، كما كانت له أنشطة اجتماعية لم يتحدّث عنها الكثير”، وكان من العلماء الأفاضل الذين تَرَكُوا في حياة اليمنيين بصمة لا تُمحى وصوته الجهوري الذهبي الجميل لا يزال يطل علينا مع عدد من القراء الذّين نفخر بهم ومنهم الشيخ محمد القريطي رحمه الله الذي كان قد تتلمذ على صاحب الترجمة ثم انتهج له أسلوبًا آخر في التلاوة كما للمرحوم محمد حسين عامر أسلوب آخر كذلك”.
وانتقل إلى رحمة الله تعالى يوم 6 شوال 1415 الموافق 3 مارس 1995م وتمّ تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير في مقبرة خزيمة في موكب جنائزي كبير تقدّمه كبار مسؤولي الدولة وأركانها ولفيف من أهله ومحبّيه.

قد يعجبك ايضا