*من واقع الحياة
عادل بشر
قضية أخرى نستعرضها في هذا العدد من “الأسرة ” ,لا تقل بشاعة عن تلك التي استعرضناها العدد الماضي, حيث تعرض احد الأطفال للاعتداء بالضرب من قبل والده حتى فارق الحياة, بسبب عدم ذهاب الابن لمساعدة والده في بيع “السنبوسة” نهار رمضان.. وفي جريمة هذا العدد قام احد المتسولين بإحراق طفلهِ وتشويهه لاستغلاله في التسول ..!!
وتشير التفاصيل إلى أن الطفل عصام “9سنوات” الذي ينتمي إلى محافظة ذمار قد جاء إلى العاصمة صنعاء برفقة والده وذلك بعد طلاق والدته وقام والده بإجباره على ممارسة نفس العمل الذي يقوم به الأب, وهو التسول , مستغلا ضعف جسمه وصغر سنه ,فكان الطفل يخرج إلى الشارع صباحا ويقضي معظم يومه في الجولات وعند إشارات المرور, وحين يحل الليل يعود إلى والده ,حيث يقيمان في دكان صغير ويسلمه محصول اليوم كاملا ويا ويله إذا كان المبلغ قليلا ولا يلبي جشع الأب, فالجزاء هو النوم على رصيف الشارع خارج الدكان حتى الصباح.
مع مرور الأيام حَوّل الطمع الأب إلى وحش كاسر ورغب في الكسب أكثر من وراء ابنه الذي يستغله في التسول وفكر في طريقة تجعل الطفل ينفذ مباشرة إلى قلوب الناس ويكسب عطفهم ويجعلهم يعطونه اكبر قدر من الأموال , وفي إحدى الليالي وبينما كان الطفل نائما اخذ الأب إبريقا مليئا بالشاي الساخن وقام بسكبه على سيقان الطفل النحيلتين وأحرقهما دون رحمة منه أو شفقة بغرض تشويه الطفل ليكسب بذلك عطف الناس.
فكان الطفل حين يمارس التسول يقوم بالكشف عن ساقه المحروقتين ويدعي أن منزلهم تعرض للحريق وان والدته وإخوانه أصيبوا بجراح بليغة وليس لديهم قيمة العلاج أو مكان يسكنون فيه غير الشارع.
استمر الوضع على هذه الحال حتى جاء اليوم الذي تعرض فيه الطفل لحادث مروري بينما كان يحاول قطع الشارع فقام سائق السيارة بإسعافه إلى المستشفى للعلاج.. وحاول الأب استغلال هذه الحادثة والادعاء أن الحروق والتشوهات التي في سيقان ابنه سببهما الحادث المروري مطالبا السائق بدفع مبلغ كبير من المال مقابل التنازل عن أي مسئولية قانونية.. غير أن الأطباء فاجأوه بتأكيدهم أن الحروق قديمة ولا دخل للحادث المروري بها وانتابتهم الشكوك حول سلوك الأب فأبلغوا مندوب البحث الجنائي ,لتتضح الحقيقة بعد ذلك باعتراف الطفل أن والده هو من قام بإحراقه بغرض استغلاله في التسول .
تم القبض على الأب وإحالته للإجراءات القانونية فيما تم تسليم الطفل إلى دار الرعاية لإعادة تأهيله نفسيا وصحيا.