السفير السعودي في اليمن يسقط هيبة الجنرال وشرعية هادي
آل جابر: هادي ورئيس حكومته استقالا ووقع فراغ دستوري وسياسي
إبراهيم الوادعي
في مقابلته على قناة mbc المملوكة للسعودية وجه السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر ضربة إلى عاصفة الحزم التي شنتها المملكة، هي ضربة مقصودة فمن أشرف على إخراج اللقاء للسفير يدرك ذلك وهو تعمد فصلها عن المقابلة، وبثها بشكل مستقل .
وهي رسالة أعظم من رقبة الجنرال العجوز علي محسن التي جرى تصغيرها كما يقول المصريون، وإسقاط هيبته.
وقال آل جابر في مقابلته في برنامج مع الصفر ولم يبث هذا المقطع على mbc بل اجتزئ وبث على الصفحات الرسمية للبرنامج في مواقع التواصل الاجتماعي بحسب ما أوضحت إدارة البرنامج وفي هذا المقطع يتحدث السفير آل حابر بوضوح وبدون مواربة بأن هادي استقال واستقالت معه حكومة بحاح وتم عمدا إيقاع فراغ دستوري في اليمن خلال الفترة التي سبقت العدوان على اليمن.
وفي المقطع يتحدث عن هادي بعد تسلمه الرئاسة بموجب المبادرة الخليجية “كان دوره هو دور انتقالي وينقل اليمن من حالة إلى حالة، وبالفعل نجح، ودعم دوليا ودعم من قبل المملكة العربية السعودية، ودعم بمليارات الدولارات من اجل الاقتصاد اليمني في محاولة للوصول إلى حل سياسي.
ويمضي آل جابر إلى توصيف الحالة لما بعد الاستقالة ” لما استقال رئيس الحكومة، واستقال الرئيس، أصبح فيه فراغ ، فراغ كامل ،فراغ سياسي وفراغ دستوري ”
في ما قاله السفير آل جابر اعتراف كامل بأن هادي لم يعد رئيسا حين شنت عاصفة الحزم لاستعادة شرعيته كما قيل ويقال، فلماذا أتى هذا الاعتراف، وخاصة أن هذا المقطع لم يبث ضمن المقالة واجتزئ لينزل على الصفحات الرسمية للبرنامج بمواقع التواصل الاجتماعي.
ثمة أمران أكثر وضوحا، ومتغيرات يتم الإعداد لها ضمن الأهداف الحقيقية للعدوان على اليمن والتي نسجها الراعي الحقيقي للعدوان أمريكا التي أعلن منها انطلاق عاصفة الحزم.
الأول: أن تحالف العدوان يمضي في طريق إعلان أهدافه الحقيقية من الحرب على اليمن، وبدون مواربة، وذلك يقتضي التخلص من عباءة الشرعية التي أصبح يرى فيها خرقة بالية مخرقة لم تعد تستر عورته، وأضحت تمثل ورقة ضده على طاولة المفاوضات ، ولاتزال تحدث بعض الصداع كما حصل في جزيرة سقطرى ، والمطوب خونة وعملاء على شاكلة طارق عفاش لا رأي لهم وجمل ، وذلك يسري الجنوبيين المطالبين بدولة مستقلة ، ويستغلون كما الإخوان وقودا للحرب.
والثاني: اظهر السفير السعودي في مقابلته مدى الانسجام الإماراتي السعودي فيما يخص أهداف العدوان على اليمن، وان المرتزقة لم يكونوا أكثر من جوقة أغبياء في حلبة للمصارعة، وحمقى ادخلوا الدب إلى كرمهم كما يقول المثل العربي.
وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار تغريدة أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي الأخير حول بقاء قوات التحالف في اليمن بعد انتهاء الحرب، فيمكن اعتبارها مؤشراً أكثر وضوحا على الأهداف الحقيقية للعدوان في احتلال اليمن وتقسيمه وإدامة الاقتتال فيه.
وفيما يتصل بالمرحلة المقبلة كان الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله والمعروف بعلاقاته الوطيدة مع حكام ابوظبي، أكثر وضوحا، في كيفية الوصول إلى المرحلة الجديدة من العدوان وقال ” تطاولت شخصيات يمنية عديدة محسوبة على الشرعية مؤخرا بالقبيح من الاتهامات على الإمارات التي قدمت لليمن تضحيات لم تقدمه أي دولة في العالم. الإمارات السخية ستستمر في أداء واجبها تجاه اليمن لكن نكران الجميل سيكون ثمنه عسيرا لشخصيات بائسة اتضح انه حتى الكلاب الضالة أكثر وفاء منهم “.
وإذا ما أخذ في الاعتبار تصنيف الإمارات والسعودية جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، فإن السفير آل جابر أراد القول بأن تحالف السعودية العدواني لن يترك اليمن لهم بعد تحقيق أهدافه في اليمن كما يرجو ويتمنى ، وهو ربما أمر باتت تدركه قيادات الإخوان بعد 3 أعوام من القتال لصالح السعودية وحلفها العدواني، ولعل صراخها في سقطرى إلا بعض الوجع، ومحاولة إثناء التحالف عن نصب المشنقة الكبرى لمن قاتلوا معه وجاء الوقت للتخلص منهم.
وفي ذلك ما يؤيد البعد الذي ذهب إليه رئيس اللجنة لثورية العليا محمد علي الحوثي بأن هدف المقابلة الاستخباري، هو الإعداد لمرحلة جديدة يجري فيها تصفية قيادات في المرتزقة على شاكلة الجنرال علي محسن بعد أن جرى تشويهه – ويعلم السفير آل جابر حساسية وخطورة ما قاله على هيبة ومستقبل محسن في الداخل اليمني القبائلي -، وليس بعيدا عن المقصلة هادي الضاجر من طول البقاء في محبسه بالرياض.