فلسطين تستدعي سفراءها في أربع دول أوروبية

فيما التظاهرات التضامنية مع غزة تعم العالم:

 

استدعت فلسطين سفراءها في 4 دول أوروبية للتشاور، ردا على مواقف تلك الدول من قرار نقل واشنطن لسفاراتها إلى القدس وحضور سفرائها لحفل التدشين.
وقالت مصادر في وزارة الخارجية الفلسطينية أمس، إن الخارجية قررت استدعاء سفرائها العاملين في التشيك ورومانيا والنمسا وهنغاريا، للتشاور معهم في سبل الرد على مواقف هذه الدول من الحقوق الفلسطينية.
وشددت المصادر على أن “الخارجية لن تقبل أن تكون الحقوق الفلسطينية، نقطة مساومة لمصالح هذه الدول سواء مع الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أو من حيث مصالحها وحساباتها الداخلية”.
وافتتحت الولايات المتحدة الاثنين الماضي سفارتها بالقدس. وتزامن افتتاحها مع مظاهرات فلسطينية خرجت على حدود غزة ومناطق فلسطينية أخرى، قتل فيها نحو 60 فلسطينيا وأصيب زهاء ثلاثة آلاف آخرين برصاص الجيش الإسرائيلي.
واحتلت إسرائيل القدس الشرقية عام 1967م، وأعلنتها عاصمتها الأبدية والموحدة في 1980م في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي، فيما يطالب الفلسطينيون بجعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.
من جانب آخر صرح نائب رئيس الوزراء التركي رجب أقداغ، بأن إسرائيل ومصر ترفضان هبوط الطائرات التركية في مطاراتهما، لنقل المصابين الفلسطينيين إلى تركيا وعلاجهم.
وقال أقداغ: “الوقوف إلى جانب أشقائنا المظلومين والضحايا في غزة، دين في أعناقنا. الطائرات التركية مضطرة للهبوط في مطارات إسرائيل أو مصر لنقل المصابين الفلسطينيين إلى تركيا، إلا أن الدولتين لم تسمحا بذلك حتى الوقت الراهن”، مشيرا إلى أن تركيا ستتابع التطورات عن كثب في هذا الشأن حتى الإمساك في أول أيام رمضان.
ولفت المسؤول التركي إلى أن بلاده هي أكثر دولة رفعت صوتها في العالم ضد “مجرزة” القوات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في غزة، مشددا على أنها “ستبقى على موقفها هذا في المرحلة القادمة”.
وقتل نحو 60 فلسطينيا وأصيب زهاء ثلاثة آلاف آخرين الاثنين الماضي، خلال قمع الجيش الإسرائيلي المظاهرات التي خرجت في غزة ومناطق فلسطينية أخرى، بمناسبة ذكرى النكبة واحتجاجا على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
على صعيد متصل وتضامنًا مع مسيرات العودة على حدود قطاع غزة، وتنديدًا بالمجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني بحق المتظاهرين الفلسطينيين العزل، شهدت دول عربية وعواصم عالمية، تظاهرات تندد بجرائم المحتل، وتستنكر نقل السفارة الأمريكية من “تل أبيب” إلى القدس المحتلة.
تونس
تونس عاشت على وقع المسيرات والوقفات المساندة للشعب الفلسطيني، ففي الوقت الذي انتظمت فيه مسيرة بالقرب من السفارة الأمريكية بتونس التي تكثّفت التعزيزات الأمنية حولها بشكل غير مسبوق، شهد شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة مسيرة تضامنية مع الفلسطينيين، رفضاً للاعتداءات الصهيونية.
وشهدت المسيرة التي خرجت بالقرب من السفارة الأمريكية، حرق العلم الأمريكي ورفعت شعارات كـ”فلسطين عربية لا حلول استسلامية” و”الإمبريالية والصهيونية وجهان لنفس المنظومة”، و”يا نظام يا جبان… يا عميل الأمريكان” و”الحرية لعهد”.
وقالت النائبة عن “الجبهة الشعبية” مباركة عواينية إنّ “الشعب الفلسطيني يستحق هذه التضحيات ونأسف لأنّ الشعوب لم تتمكن من تغيير موقف النظام الرسمي العربي”، مبينة أنّ “أبسط حركة يقدمها النواب مساندة الفلسطينيين وتقديم قانون يجرم التطبيع رغم التعطيلات التي يعرفها هذا القانون”.
من جهته، قال صلاح داود عضو ائتلاف “توانسة من أجل فلسطين”، إنّ “هذه الوقفة التي تتم بالقرب من السفارة الأمريكية تحمل أكثر من رسالة، ولا بد من فك الارتباط الجذري مع السياسات الأمريكية العدوانية ونشاطها وسن قانون يجرم التطبيع”.
المغرب
كما شهدت عدة مدن في المغرب وقفات احتجاجية مثل العاصمة الرباط والدار البيضاء والقنيطرة ووجدة، ورفع المحتجون أمام مقر البرلمان بالعاصمة الرباط، لافتات تندد بجرائم الاحتلال بحق المتظاهرين العزل بغزة، فضلًا عن رفع أعلام فلسطين.
وردد المحتجون، خلال الوقفة التي دعا إليها “الائتلاف المغربي من أجل فلسطين” (غير حكومي)، هتافات منها “لا لا ثم لا للتطبيع والهرولة”، و”القدس أمانة والتطبيع خيانة”، و”إدانة شعبية للأنظمة العربية”.
وبمدينة القنيطرة شمالي المغرب، خرجت وقفة دعا إليها “حزب العدالة والتنمية” (قائد الائتلاف الحكومي)، رفضاً لأعمال العنف ضد الفلسطينيين.
لبنان
وفي لبنان، احتشد فلسطينيون ولبنانيون بقلعة الشقيف الجنوبية بدعوة من الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية.
وتخلل التجمّع إلقاء كلمات نددت بالقرار الأمريكي بنقل السفارة إلى القدس، والمجازر الصهيونية التي تستهدف المدنيين في قطاع غزة.
وتعتبر قلعة الشقيف التاريخية رمزاً للمقاومة الفلسطينية واللبنانية، حيث واجه المقاومون الاحتلال الصهيوني عدة مرات، وأحبطوا تقدمه باتجاه الجنوب، أثناء الاجتياح للبنان العام 1982م.
تركيا
كذلك شهدت عدة مدن تركية مظاهرات حاشدة في مدينة إسطنبول، حيث تجمعت مجموعة من المواطنين أمام القنصلية الصهيونية في منطقة لفنت، وردد المتظاهرون شعارات تؤكد أنّ القدس ستبقى للفلسطينيين.
وفي ولايات إزمير وآيدن ومانيسا، تجمع المئات في الساحات الرئيسية، ونددوا بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة.
بريطانيا
بالموازاة، احتشد أمام مقر الحكومة البريطانية وسط العاصمة لندن، الآلاف؛ منهم ناشطون ونواب وأكاديميون، وطالبوا الحكومة البريطانية بوقف بيع السلاح للاحتلال الصهيوني والتعامل معه على أساس أنه “كيان إجرامي لا يتقن إلا القتل والفتك بالأبرياء”.

قد يعجبك ايضا