جاء ذلك لدى مشاركة رئيس الوزراء في حفل تكريم جرحى أبناء المحافظات الجنوبية ” دفعة الشهيد الرئيس صالح علي الصماد ” الذي أقامته اليوم بصنعاء المؤسسة الصحية للرعاية والتنمية ومؤسسة يمن ثبات تحت شعار “سيزهر الجرح انتصاراً “، بحضور نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات محمود الجنيد ووزيري حقوق الإنسان عليا فيصل عبداللطيف والدولة لشؤون مخرجات الحوار والمصالحة الوطنية أحمد القُنع.
وأعرب رئيس الوزراء، عن الشكر للمؤسستين وكافة المسئولين الذين شاركوا في الإعداد والتحضير لهذه الفعالية الاستثنائية في حياة الشعب اليمني التي تكرم أبطالا قاتلوا بشراسة ورجولة ضد العدوان الوحشي المستمر ليلا ونهارا لكسر إرادة اليمنيين وفي ظل الانتصارات الكبيرة التي تتحقق في الميدان.
وقال ” أنتم أيها الأبطال الواقفين أمامي الآن أوسمة على صدر هذا الوطن الكبير الذي يعتز كثيرا بالتضحيات التي قدمتموها ويعتز كثيرا بأن جزء من أبنائه قاموا بهذا الدور المشرف الكبير من أنحائه “.
وأضاف ” مهما قلنا من كلمات في حقكم لا تكفي أنتم ضحيتم بالعرق والجهد والدماء وأجزاء من أجسادكم دفاعا عن هذا الوطن وأنتم فوق الكلمات والعبارات ومهما احتفينا بكم، لن نصل إلى قطرة دم سالت في جبهة من جبهات القتال “.
وأردف ” أنتم لكم العزة والشرف والكرامة لأنكم كُنتُم في الطليعة ودافعتم عن حياض الوطن وهذا الشعب الذي يستحق منا كل التضحيات، وقد ساهمتم مساهمة كبيرة في رفع علم اليمن في أجزاء مهمة من دولة العدوان وفي اليمن كلها وفي هذه الأجزاء التي تم تحريرها من سلطات المملكة السعودية التي شنت هذا العدوان دون وجه حق ضد شعبنا “.
وأشار إلى الخطوات التي تقوم بها الحكومة لضمان حقوق المدافعين عن الوطن في جبهات الصمود .. موضحا المناقشات التي جرت بشأن إضافة هذه الأعداد إلى وزارتي الخدمة المدنية والمالية حتى يشعر هذا المناضل والجندي أو المتطوع بأن جهده لم يذهب هدرا.
كما أكد أن إنجازات الأبطال في الجبهات كان لها دورها في المعنويات العالية للشعب اليمني علاوة على رفع سمعة اليمن عالياً .
وتطرق رئيس الوزراء إلى يوم النكبة التي تستعد الشعوب العربية الحية لإحياء ذكراها يوم غد وذلك لتجديد احتجاجهم ورفضهم فكرة الاستيطان الصهيوني، وكذا القرار التعسفي الذي أصدرته هيئة الأمم المتحدة عام ١٩٤٨ م، هو قرار التقسيم الذي تم بموجبه اقتطاع جزء من الوطن العزيز فلسطين وإعطاءه لليهود الصهاينة الذين جاؤوا من أقطار العالم .
وقال ” على الجميع أن يستوعب أن هذا الجزء هو يوم مناسب جدا لرفع راية المقاومة من المحيط إلى الخليج، المقاومة التي لم تستسلم على الإطلاق لموضوع التوطين الذي حصل لليهود واستبعاد أهلنا وشعبنا الفلسطيني “.
وذكر أن الشعب الفلسطيني منذ سبعين سنة يعاني الأمرين من جهة التهجير والتشريد ومن جهة القتل اليومي بسبب هذا القرار المجحف، علاوة على قيام الصهاينة منذ ذلك الحين باقتطاع أجزاء من الأراضي الفلسطينية بشكل مستمر مع مواصلة التهجير بالآلاف لأصحاب الأرض.
ولفت إلى أن عدد المهجرين الفلسطينيين في داخل فلسطين والوطن العربي وفي الشتات على مستوى العالم وصل عددهم إلى الملايين .. مشددا على أهمية تذكير بَعضُنَا البعض بذكرى النكبة التي نكب بها الشعب العربي والعمل على أحيائها وأهمية التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي قاوم ويقاوم هذا الاحتلال .
وجدد الدكتور بن حبتور التأكيد على أن فكرة الصمود والمقاومة هي فكرة جوهرية لأخذ واسترداد الحق وأنه بدون ذلك لا يمكن بالحوارات والجلوس على الطاولات ولا في الغرف المغلقة أن يتم استرداد لا فلسطين ولا أي مكان مغتصب في العالم.
وقال ” أنتم شكلتم في لحظة تاريخية معينة جزء من هذه المقاومة على مستوى الوطن العربي، فكل الاحترام والتقدير والشكر لهذه الكوكبة الكبيرة التي رفضت فكرة الاستكانة والاستسلام وفضلت المقاومة على هذا الانهزام الذي حدث في كثير من الأقطار العربية “.. معربا في ختام كلمته عن تقدير واحترام حكومة الإنقاذ لكل التضحيات التي اجترحها أبطال اليمن الميامين والتزامها قي القيام بواجباتها تجاههم.
من جانبه أشار مدير دائرة الخدمات الطبية العسكرية بوزارة الدفاع العميد ناشر علي القعود إلى الدور الكبير للجرحى في الدفاع عن الوطن .. وقال ” إن الجرحى يحتلون المرتبة الثانية عند الله تعالى وعند الناس بعد الشهداء، بل هم من قدموا أغلى ما يملكون وجعلوا صدورهم حصنا منيعا من أجل الوطن وفي سبيل الدفاع عنه “.
وأضاف ” هناك مسؤوليات وواجبات كثيرة على عاتق المجتمع تجاه الجرحى، واجبات فرضها الشرع الإسلامي وتحتمها المسؤولية الإنسانية ومن أهمها الدعم المعنوي الذي له الأثر البالغ في دعم الجرحى .
ولفت إلى أن تحالف العدوان لم يراع لهذا الشعب الصامد والصابر أي حرمة، بفرضه حصار خانق في الغذاء والدواء في تصعيد عدواني سافر، مخالف للأعراف والمواثيق والقوانين الدولية والإنسانية .
ودعا العميد القعود الحكومة وكافة مؤسسات الدولة والشعب اليمني إلى القيام بالواجب تجاه الجرحى من خلال التكاتف والتكافل والتعاون .. مؤكدا أن دائرة الخدمات الطبية العسكرية بوزارة الدفاع وضعت على عاتقها خدمة الجرحى وتقديم مستوى الرعاية لهم.
وأشار إلى ما تضمنه قرار رئيس المجلس السياسي الأعلى رقم ” 52 ” لسنة 2018م، بشأن منح وسام جرحى الحرب من أبناء المحافظات الجنوبية وعددهم ” 400 ” .
تخلل الحفل الذي حضره المدير التنفيذي لصندوق تنمية المهارات عبدالعزيز الحاج والمدير التنفيذي لمؤسسة يمن ثبات حسان أبو غانم ورئيس المؤسسة الصحية للرعاية والتنمية عبدالوهاب الحوثي، فقرات فنية وإنشادية واسكتش مسرحي.
وفي ختام الحفل، تم تكريم وتسليم عدد من الجرحى من أبناء المحافظات الجنوبية، وسام جرحى الحرب وذلك عملا بقرار رئيس المجلس السياسي الأعلى.
سبأ