*العدوان والحصار فاقم معاناة الأطفال وقضى على حياة الكثيرين
*مواطنون: دول العدوان تجردت من كل القيم الإنسانية بمنع الدواء والسفر للعلاج
*مختصون: مرضى سرطان الدم يواجهون الموت والعدوان منع السفر والدواء
*مركز لوكيميا الأطفال بمستشفى الكويت: نحو 900 طفل مصاب بالسرطان لا يوجد لدينا دعم
*مبادرة حياة طفل: الدعم النفسي لأطفال اليمن ضرورة والعدوان فاقم المعاناة
الثورة / رجاء عاطف
دخلنا العام الرابع من العدوان والحصار ولا يزال يحمل معه البؤس والألم المضاعف للمرضى فكانت أصعب السنوات التي مرت على بلادنا عامة وهي الأسوأ في حياة المرضى الذين اجتمع عليهم ثلاثي الموت عدوان وحصار وافتقار العلاج ليجدوا أنفسهم في أصعب الظروف وليس أمامهم أي مخرج آخر أو طوق للنجاة, ومن هؤلاء مرضى السرطان الذين تسببت صعوبة التنقل جراء العدوان السعودي والحصار الجائر ومنع دخول الدواء والغذاء في حدوث الكثير من الوفيات منهم, ولا تزال كثير من الحالات المسجلة في مركز علاج السرطان منها (500 طفل) مريض بمرض اللوكيميا و(300 حالة) من الأطفال المصابين بسرطان الدم والمترددين شهرياً على المركز ، لازالت تصارع أوجاع المرضى ومعاناة انعدام الدواء كما يتبين فيما يلي:
السرطان هو مرض يصيب الجسم ويقوم بغزو الخلايا المجاورة له والأنسجة وتشكيل الورم الخبيث، وينتشر هذا الورم بشكل لا يمكن التحكّم به، ويمكن أن يصيب هذا الورم أي عضو من أعضاء الجسم. يصيب السرطان أي مرحلة عمرية عند الإنسان ويزيد خطر الإصابة عند التقدم في العمر، ويمكن أن يكون الورم السرطاني حميداً فيستأصل ولا يعود للظهور مرة ثانية، وإذا لم يتم استئصاله يتحول إلى ورم خبيث، والأورام الخبيثة تتكاثر في الأنسجة، عافانا الله وإياكم.
معاناة المرضى
فيصل الوصابي جاء من وصاب هو وأسرته متحملاً مشقة السفر وصعوبة المواصلات لعلاج طفله نزار الذي يبلغ من العمر عشر سنوات وهو مصاب بمرض لوكيميا في الدم بدأ عنده منذ أربعة أشهر حيث أكد أنه عانى من صعوبة تشخيص المرض لمدة ثلاثة أشهر وكان يتنقل من مستشفى إلى آخر حتى تم معرفة ما لديه.
يقول فيصل : نعاني أيضاً من نقص في الأدوية وكثيراً لا نجدها بسبب انعدامها، إلى جانب الأزمة ومعاناة السفر, قمنا باستئجار منزل في صنعاء وسنتحمل مهما كان أطفالنا يعانون من المرض والألم وسنبقى صامدين كبقية المواطنين.
منع السفر والدواء
كذلك أم رهف التي جاءت من محافظة حجة قبل شهرين حتى تعالج ابنتها ذات الأربع سنوات المريضة بلوكيميا الدم.. تحكي معاناتها ومشقة السفر إلى جانب معاناة الوطن والحصول على القوت اليومي، حيث قالت: العدوان جعل كل شيء في الحياة صعباً حتى حاصروا المرضى لم نستطع السفر بهم لخارج الوطن من أجل العلاج ولم يسمحوا للأدوية بالدخول، فانعدمت الأدوية الخاصة بمرضى السرطان والتي نجد صعوبة في الحصول عليها وسنعاني من ذلك ربما أكثر من ثلاث سنوات وهي فترة العلاج وسنضطر للبحث عن سكن وأدوية حتى تستعيد طفلتي عافيتها.
وتتساءل أم رهف : إلى متى سيستمر العدوان والحصار وما الذي سيتم عمله للأطفال المصابين بالمرض في ظل انعدام الدواء وعدم توفره.. سائلة الله أن يشفي جميع الأطفال وان تنجلي الغمة عن بلادنا.
500 حالة
لم يكن نزار ورهف هما فقط من يعانيان المرض بل هناك الكثير من الأطفال الذي يعانون منه وما هم إلا عينة من بين 500 طفل مصابين، هذا ما أكده الدكتور حمدي الحداد – يعمل في مركز لوكيميا الأطفال بمستشفى الكويت، وقال: إن عدد الحالات المسجلة في المركز(500 طفل) مريض وعدد الحالات (300 حالة) من الأطفال المصابين بسرطان الدم والمترددين شهرياً على المركز والذي يتم دعمهم وتوفير الأدوية لهم حيث وهناك معظم الحالات قابلة للشفاء التام بإذن الله، إضافة إلى وجود (25) في قسم الرقود و30 حالة عيادة خارجية وحالات جديدة حيث نستقبل حوالي 50-70 حالة يومياً.
وأشار الحداد إلى أن المرضى يعانون معاناة شديدة بسبب نقص العلاجات وعدم توفر الأدوية كما يعاني المركز من نقص في الصفائح والدم، مؤكداً على أن مركز لوكيميا الأطفال بحاجة ماسة للدعم سواء بالأدوية أو الصفائح والدم وغيره.
الدكتور الحداد , تحدث عن إشكاليات أخرى , قائلاً : هناك عوائق تواجه المركز لتقديم الخدمة الكاملة للأطفال المرضى حيث وهو المركز الوحيد في الجمهورية اليمنية الذي يستقبل المصابين بسرطان الدم وتقديم العلاج لهم مجاناً، ومن هذه العوائق عدم توفر الأدوية بشكل دائم إلا من بعض فاعلي الخير وبنسبة بسيطة جداً، وكذلك عدم وجود أي دعم حكومي للمركز أو ميزانية تشغيلية، إلى جانب انعدام الدعم من المنظمات والجمعيات والمؤسسات الخيرية إلا بنسبة 20% فقط، وعدم اعتماد أي مبالغ مالية كحوافز للكادر الطبي والتمريض للمركز لا سيما في هذه الفترة والظروف التي تمر بها بلادنا حالياً، كما أن المركز يفتقر للعديد من التجهيزات وعدم وجود غرفة متكاملة ومجهزة لتحضير الأدوية الكيماوية للأطفال المرضى، ويحتاج لتأثيث المركز من جديد نظرا لقدم الأثاث الموجود حالياً.
العدوان قتل ابتسامة الأطفال
يقول حمدي الحداد : كانت هناك خطة بعمل فروع للمركز بالمحافظات تم تأسيسه في العام 2012م وبدأ الإعداد وتجهيز الموازنة إلا أن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن, حيث بدأ العدوان على بلادنا ومحاصرتها وتدميرها وقتل أحلام وأمل الأطفال في الشفاء والعودة لممارسة حياة طبيعية خالية من الألم.
مؤكدا أن برامج الدعم النفسي التي قامت بها مبادرة حياة طفل للتنمية لها ردود فعل جيدة لدى الأطفال المرضى حيث تناسوا هم المرض وتعتبر برامج هذا الدعم مساعدة وتبعث الفرحة والأمل بالحياة والذي نتمنى من الجميع بأن يمدوا يد العون لمرضى سرطان الدم فهم يحتاجون إلى العناية والدعم في كل شيء.
قتل الطفولة
هناك إصرار لدى العدو على قتل الطفولة بكل معانيها, فمن لا يُقتل بالقصف والقنابل والصواريخ تقتل فيه الطفولة وتموت شخصيته وإبداعه وحيويته ويصبح شبح طفل عاطل عن كل شيء، نتيجة الآثار السلبية التي انتجها العدوان والحصار، هذا بشأن الأطفال الذين لا يشتكون من أي مرض فكيف لو كانوا أطفالاً اجتمع عليهم ثلاثي المرض والفقر ومشقة الطريق إلى جانب عدم توفر أبسط الحقوق في علاجهم وأدويتهم، الذي ربما سيؤثر بشكل كبير على نمط تفكيرهم ومشاعرهم وسلوكهم وعلاقتهم بمن حولهم.
دعم نفسي
وفي هذا الجانب مبادرة حياة طفل للتنمية قدمت الدعم النفسي لـ 38 من الأطفال المرضى من سن الخامسة إلى السابعة ومن السابعة إلى الرابعة عشر، خاصة القادمين من محافظات بعيدة ,حيث تحدث الدكتور ماجد الهاملي – رئيس مبادرة حياة طفل للتنمية بالقول: إنه بسبب العدوان على اليمن افتقدنا ابتسامة أطفالنا ونريد بهذه المبادرة إيصال الإحساس للأطفال بأن الأمل موجود في شفائهم، وكما نريد أن تتحسن حالتهم إلى الأفضل، إلى جانب رؤية ابتسامتهم التي افتقدناها رغم الألم ، وكذلك لإنشاء علاقة بينهم والمجتمع وسيتم ذلك عبر مهرجانات لدعم مرضى السرطان، وإقامة دورات في مجال الدعم النفسي للمرضى وكذا رحلات ترفيهية.
وختم الدكتور الهاملى حديثه قائلاً : نتمنى أن يكون هناك تعاون من المنظمات الاجتماعية وغيرها من اجل الطفل لأننا كمبادرة وجدنا السعادة ولابد أن يتعاون الجميع وان يرعوا الطفل فهو بذرة هذا المجتمع، ومعاناة الأطفال المرضى شديدة وقوية ونريد أن نرجع لهم الأمل بالشفاء والعلاج.