لندن/ وكالات
كشفت صحيفة الاندبندنت البريطانية أمس عن قيام أمريكا بالتدخل في شؤون دول المنطقة بغية إلحاق أضرار جسيمة بالشرق الأوسط.
حيث قالت هذه الصحيفة البريطانية على لسان الكاتب البارز “باتريك كوكبرون” إن ترامب قام بشكل منهجي بتفكيك النقاط الثابتة في السياسة الخارجية الأمريكية، وبالتالي فإن درجة التأزم السياسي في الشرق الأوسط ترتفع باستمرار، وكما يقول أحد المعلّقين، فإن هناك “أجزاءً متحركةً” لا يمكن التنبؤ بها أكثر من أي وقت مضى في الأزمات المختلفة، وهي أجزاء قد تنفجر في أي لحظة.
وتابعت الصحيفة البريطانية بالقول: شهد هذا الأسبوع انسحاب أمريكا من الاتفاقية النووية الإيرانية، وإطلاق “إسرائيل” غارات جوية مكثّفة على أهداف في سوريا، وقد يحدث الأسبوع المقبل تطورات خطيرة بنفس القدر: في 12 مايو فهناك الانتخابات البرلمانية العراقية التي من المرجح ألّا يفوز فيها أي حزب بأغلبية، ويخشى العراقيون أن تكون بلادهم الساحة التي تكافح فيها أمريكا من أجل التفوق.
وهذا سيساعد على ظهور الأسئلة العملية بعد الانتخابات: على سبيل المثال، كيف سيكون مستقبل 10 آلاف جندي ومقاول عسكري أمريكي في العراق؟، وجودهم ليس ضرورياً كما كان قبل هزيمة تنظيم “داعش” الإرهابي، بينما تفرض أمريكا عقوبات اقتصادية صارمة على إيران، هل ستعاقب الأفراد والبنوك والشركات في العراق بسبب التعامل مع إيران؟ لدى إيران كل الحوافز لتوجيه جزء من أعمالها عبر بغداد، حيث سيتعيّن على أمريكا أن تسير بخطا خفيفة لتفادي استعداء الحلفاء المحليين.
وقال الكاتب: وفي غضون يومين من بداية الانتخابات العراقية، سوف تنتقل السفارة الأمريكية في “إسرائيل” من تل أبيب إلى القدس، حيث سترفرف الأعلام “الإسرائيلية” والأمريكية في كل شارع وستكون هناك 150 لوحة إعلانية ضخمة يوجد عليها صورة دونالد ترامب، سيحدث هذا في 14 مايو، وهو نفس اليوم الذي سيسير فيه عشرات الآلاف من الفلسطينيين في غزة لمحاولة اختراق السياج المحيط بهم.
وتأتي المظاهرة في نهاية سبعة أسابيع من الاحتجاجات المسماة “مسيرة العودة الكبرى” التي سعى الفلسطينيون فيها إلى إعادة تأكيد حقهم في العودة إلى الأرض التي طردوا منها في عام 1947، حيث سقط 1700 جريح في الاحتجاجات حتى الآن، كانت عملية السلام بين “إسرائيل” والفلسطينيين تحتضر طويلاً، لكن ترامب يقول بصراحة للفلسطينيين إنهم لا يعتمدون على شيء ولا يمكنهم توقّع أي شيء من الدبلوماسية.
هذا وتابعت الصحيفة البريطانية بالقول: يكمن الخطر في أن ترامب، مثل الكثير من الشخصيات القومية القوية الأخرى، سيبالغ في تضخيم نفوذه من الحدود الشرقية لأفغانستان إلى البحر الأبيض المتوسط، وإن موقف أمريكا ليس قوياً، إنه ينظر إلى القوى المحلية مثل “إسرائيل” والسعودية، لكنهم يستطيعون أن يفعلوا أقل مما يتصوره، فهناك ثمن دبلوماسي يجب دفعه لتجاهل الحلفاء الأوروبيين والحلفاء الآخرين الذين ملّوا من استرضاء ترامب.
تكمن المشكلة في أن رؤية ترامب للشرق الأوسط تتكون من دعامات من الدعاية المحافظة الجديدة التي تكملها وجهات نظر الزعماء “الإسرائيليين” والسعوديين، قد يتخيل أن القضية الفلسطينية ستختفي، رغم رفضها العنيد لفعل ذلك خلال القرن الماضي، وقد يعتقد أنه يمكن فصل العراق سياسياً، لكن هذا لن يحدث، يبدو أنه يتوقع أن تؤدي العقوبات الاقتصادية إلى تغيير النظام أو الاستسلام من قبل إيران، لكن لا يوجد سبب للاعتقاد بأن ذلك سيحدث.