عواصم/ وكالات
واصل الجيش السوري أمس قصف مواقع المسلحين في منطقة الحجر الأسود عند الأطراف الجنوبية للعاصمة دمشق بحسب ما أفادت وكالة سانا السورية.
وأوضحت الوكالة أن الجيش السوري وجه “ضربات مركزة على مقار وأوكار التنظيمات الإرهابية، وهي “داعش” و”جبهة النصرة”، ومستودعات الأسلحة وخطوط الإمداد للمسلحين في المنطقة”، مؤكدة أن العملية العسكرية “مستمرة حتى استئصال الإرهاب في غوطة دمشق الغربية”.
من جانبها، أكدت خلية الإعلام الحربي المركزي أن الجيش السوري ينفذ أيضا ضربات صاروخية ومدفعية على مواقع لتنظيم “داعش” الإرهابي في مخيم اليرموك المجاور للحجر الأسود.
هذا وأفاد نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي بأن تنظيم “داعش” تكبد خلال الأيام الأخيرة خسائر ملموسة على مستوى القيادات في جنوب دمشق، حيث تمكن سلاح الجو السوري من تصفية أمير التنظيم “أبو هشام الخابوري”، والقيادي “أبو علي نفشة”، وأحد المسؤولين الماليين للتنظيم وعدد من القادة الآخرين.
وسبق أن أفادت وكالة “سانا” بالتوصل إلى اتفاق بين الجيش السوري والفصائل المسلحة في غوطة دمشق الغربية يقضي بانسحاب مسلحي تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة” الإرهابيين إلى البادية الشرقية ومحافظة إدلب على التوالي، بينما ستعرض على الفصائل المسلحة التابعة للمعارضة المسلحة في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم تسوية أوضاعهم والبقاء في المنطقة.
من جانب آخر قال المبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا، إن الوقت قد حان كي تبدي الحكومة السورية مزيدا من التعاون مع الأمم المتحدة، مضيفا إن الأولوية الآن هي لتخفيف التوتر الإقليمي.
وأضاف المبعوث الأممي، في تصريح صحفي من طهران، إن الأسبوع الماضي في سوريا كان أسبوعا خطيرا وصعبا جدا، مؤكدا أنه إذا لم نتابع الحل السياسي في سوريا وبشكل فعال يمكن للأوضاع أن تخرج عن السيطرة.
وتعقيبا على الضربة الأمريكية، الفرنسية، البريطانية، قال دي ميستورا إن ما وقع لن يؤثر على العملية السياسية في سوريا.
كما أشار إلى أن الحد من التوتر في سوريا على رأس أولويات جدول أعمال مباحثات أستانا الشهر المقبل، مضيفا: “نحن بحاجة إلى ضم المزيد من الدول إلى المباحثات وأن السوريين يمكنهم أن يحلوا أزمتهم بأنفسهم ونحن يمكننا تقديم المساعدة”.
وأفاد مصدر صحفي نقلا عن كبير مستشاري وزير الخارجية الإيرانية، جابري أنصاري، بعد لقائه بدي ميستورا، بأن الهدف المشترك من التعاون بين الدول الضامنة والأمم المتحدة والسيد دي ميستورا هو الحفاظ على وحدة الأراضي السورية والسيادة الوطنية للبلاد وعدم تقسيمها وتهيئة الظروف كي يتمكن السوريون من تقرير مستقبل بلادهم بأنفسهم.
وأضاف أنصاري إن “جهودنا في أستانا وسوتشي وجنيف يمكن أن تكون ناجحة شريطة تهيئة الظروف للشعب السوري ليتمكن من تقرير مستقبل بلاده بنفسه”، مؤكدا أن الدول الضامنة لا يمكن أن تحل محل الشعب السوري في تقرير مستقبل بلاده.
وقد أجرى المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، أمس السبت، محادثات مع المسؤولين الإيرانيين في طهران تناولت آخر المستجدات على الساحة السورية.
كما أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس السبت، أن موسكو تنتظر من خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تحقيقا نزيها في حادث الهجوم الكيميائي المفترض في بلدة دوما السورية.
وجاء في بيان صدر عن المتحدثة باسم الخارجية، ماريا زاخاروفا، أن بعثة للمنظمة معنية بالتحري عن حوادث استخدام السلاح الكيميائي في سوريا، توجهت إلى دوما بمنطقة غوطة دمشق الشرقية، صباح أمس السبت، لزيارة مكان الاستخدام المفترض للمواد السامة في 7 أبريل.
وأشار البيان إلى أن الخبراء انطلقوا إلى هذا المكان بعد 11 يوما من تلقي الأمانة الفنية لمنظمة “حظر الكيميائي” طلبا رسميا من دمشق بإرسال خبراء إلى هناك، وهو تأخر وصفته الوزارة الروسية بغير المقبول، بغض النظر عن مبرراته.
من جهة أخرى انطلق في منطقة القلمون الشرقي في ريف دمشق الشمال – شرقي تطبيق الاتفاق بشأن انسحاب المسلحين من بلدات الرحيبة وجيرود والناصرية.
وأفادت مراسلة RT بأن 27 حافلة تقل المسلحين وأفراد عوائلهم غير الراغبين في تسوية أوضاعهم خرجت من البلدات الثلاث إلى نقطة التجمع، تمهيدا لنقل المسلحين وعوائلهم إلى شمال سوريا.
وذكرت وكالة “سانا” السورية الرسمية أن المسلحين سلموا أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة ومستودعات ذخيرتهم قبل إخراجهم من المنطقة، مضيفة إن جزءاً من هؤلاء سيُنقل إلى مدينة جرابلس في ريف حلب الشمالي – شرقي، والآخرين إلى محافظة إدلب.
وأبرم اتفاق بين الجيش السوري والفصائل المسلحة على خروج عناصرها من البلدات الثلاث بعد يومين من إعلان بلدة الضمير في القلمون الشرقي خالية من الوجود المسلح، وذلك إثر خروج المسلحين منها في إطار عملية مماثلة.