تركيا ،السعودية، قطر … ورعاة البقر
العمري مقلاتي
إن الملاحظ والمتمعن في شكل هذا المحور الثلاثي المتمثل في محور كل من تركيا السعودية قطر يلاحظ جليا وبوضوح حجم التآمر والعمالة على عروبتنا وعلى كل ما يرمز إلى مقومات أمتنا, إن وصف “محور الشر” هذا ما يمكن أن نطلقه على التحالف التركي السعودي القطري الذي أراد أن يصبح شوكة في حلق الدول العربية مقدما بذلك خدمة للدول الاستعمارية لبسط نفوذها على شعوب امتنا واستنزاف خيراتها و ثرواتها .
إن ما حدث من عدوان ثلاثي على سوريا انما بشكله النهائي رباعيا إذ لا يجوز إغفال او إسقاط اسم دولة الاحتلال الصهيوني إسرائيل من قائمة المعتدين ومن يفعل فإنه يشارك بالاعتداء على الحقيقة, فدولة الاحتلال الاستيطاني إسرائيل هي الرابعة في العدوان وهي الرابح الأكبر منه أيضا.
وكان الفشل الذريع للعدوان إذ من مائة وثلاثة صواريخ تصدت الدفاعات الجوية العربية السورية وحدها لواحد وسبعين صاروخاً وأسقطتها بعيدا عن أهدافها فيما وصلت البقية إلى أهداف مموهة أو خالية , بحيث انتهى العدوان إلى فشل ذريع ولم يحقق أيا من أهدافه المتوقعة بدليل ردة فعل الشعب العربي في سوريا وفي كل مكان من الوطن العربي عبر مسيرات حاشدة منددة بالعدوان إضافة إلى خروج الرئيس القائد بشار الأسد إلى مكتبه كالعادة في تحد صارخ وشموخ في مواجهة العدوان .
ويأتي هذا العدوان في ذكرى الإسراء والمعراج التي يحتفل بها المسلمون بحيث يشكل التوقيت اعتداء صارخا على المسلمين وإهانتهم وإذلالا لهم وفي نفس الوقت تحديا للأمم المتحدة وقبل وصول فريق منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية للتحقيق فيما نسب لسوريا من استعمال مزعوم للأسلحة الكيمياوية بدوما في الغوطة الشرقية هي في غنى عنها أصلا بعد الانتصارات الساحقة التي حققها الجيش العربي السوري فإنه بالمنطق لا يجوز ان يستعمل منتصر مثل هذه الأسلحة ويعرف ان كل قوى الشر متربصة به .
إن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب حول أن دول الخليج هي من سيدفع الفاتورة ليس بالجديد على تاريخ العلاقات الخليجية الأميركية, إذ لطالما كانت الأنظمة البدوية هي من تدفع فاتورة مختلف الحروب الأميركية ضد العرب والمسلمين بداية من أفغانستان مرورا بالعراق وسورية وكل الصواريخ التي تم قصف الجمهورية العربية السورية بها فهي حتما قد تم اقتطاع تكاليفها من مشايخ الخليج . وهكذا دواليك لطالما كانت هذه الممالك البائسة تشكل مصدر خراب وبؤس على المجتمعات العربية والإسلامية برمتها .
بعد الانتصار الكبير الذي حققه الجيش العربي السوري و محور المقاومة فإن المرحلة القادمة ستشهد تغيرا كبيرا في التوازنات الإقليمية والدولية وظهور محاور إستراتيجية جديدة قد تؤثر بشكل أكبر على المستقبل الجيوسياسي للمنطقة العربية بأكملها.
* صحافي وكاتب جزائري