الثورة نت |
لايزال العدوان يراهن على تفكيك كل مقومات الحياة في اليمن من اقتصاد وتعليم بعد خسرانه المواجهة العسكرية وما استمراره لاستهداف المدارس لواحدة من التحديات التي يواجهها أبناء الشعب اليمني وآخرها ترويع طالبات مدرسة التوحيد للبنات يوم أمس الاثنين 9 ابريل بمدينة صعدة جراء غارات شنها على الشارع المجاور للمدرسة ارعب الطالبات الصغار وأحدث فيهن حالات اغماء ونقل الكثير منهن الى المستشفيات بالضافة الى عمليات ارهابية لعدد من المدارس في المحافظات الجنوبية من قبل عناصر مسلحة ممولة من دول الاحتلال .
في تحقيق لصحيفة ” الثورة ” في عددها اليوم اكد نخبة من الأكاديميين والتربويين إدراك دول العدوان لأهمية التعليم في اليمن فمنذ 50 عاما قطع الوطن اليمني مرحلة بنيوية كبيرة في تكوين مقوماته وبنيته التحتية والبشرية كون التعليم أساس النهضة ومستقبل الوطن ..
وعن مايجري في الجنوب اكاديميون أفادوا ان ماتعرضت له مدرسة الشوكاني للبنات، ومدرسة أبو حربة في عدن من هجومين إرهابيين خلفا جرحى في صفوف الطالبات وذعراً يقرع أجراس الخطر في نفوس الأسر اليمنية .
فماجري من هجوم بربري على مدرسة الشوكاني للبنات بمديرية دار سعد –عدن، ومدرسة أبو حربة في عدن أيضاً هجومان ارهابيان قد يعكسان الفوضى العارمة وزمن الجماعات المسلحة المرتزقة التابعة للعدوان والغزاة، لكنها تعني الكثير لقضية محورية هي الهدف المباشر لطائرات العدوان ..
مدير عام الخارطة المدرسية بوزارة التربية والتعليم رضوان العزي أكد أن خارطة الجمهورية اليمنية المدرسية تعرضت للقصف المباشر أو التحييد التام بفرض وضع إنساني كارثي جعل المدرسة مبنى للنازحين كضرورة لايد منها تقدّم فيها حق الأسر وأطفالها في الإيواء بعد دمار منازلها تحت طائرات المعتدين، على حق الأطفال في التعليم- موضحاً أن إجمالي المدارس المدمرة كليا وجزئيا والمستخدمة لإيواء النازحين 2559 مدرسة في 22 محافظة يمنية.
واشار العزي إلى جانب المدارس نحو 82 معهدا و مكتبا للتربية والتعليم في المحافظات والمديريات، ليصل إجمالي ،استهدافه 2700 منشاة تربوية وتعليمية بين مدرسة ومكتب ومعهد تعليمي تابعة لوزارة التربية والتعليم..
مفيدا أن عدد المدارس المدمرة كليا تجاوز300 مدرسة وتضم 5000 غرفة دراسية وخدمية منها 3656 دراسية فيما بلغ عدد المدارس المتضررة جزئيا 2283 مدرسة تضم 41816 غرفة دراسية وخدمية منها 29144 غرفة دراسية.
معتبرا ان استهداف المدارس اليمنية سواء بالقصف المباشر المدمر أو بالهجوم الإرهابي كما حصل في مدرسة الشوكاني للبنات في عدن وغيرها أو غير عدن هو استهداف للعملية التعليمية التي تعد رهان المستقبل في تكوين الأجيال معرفيا وعلمياً.
من جهته بين التربوي خالد مسعود عميد المعهد العالي للمعلمين في محافظة عمران أن العدوان قتل نحو 42 تربويا وجرح العشرات من التربويين والإداريين، في محافظة عمران كمثال لما جرى ويجري للتربويين في كل محافظات الجمهورية، جراء استهداف طيران العدوان للمنازل والمدارس والمكاتب الإدارية التابعة لوزارة التربية والتعليم في المحافظة، فقد استهدف العدوان في محافظة عمران وحدها نحو 80 مدرسة منها تسع مدارس دمرت دمارا كليا كان يدرس فيها نحو 20 ألف طالب وطالبة، معظمهم لم يستطيعوا مواصلة التعليم في مدارس أخرى وهناك 71مدرسة تضررت، يدرس فيها ما يقرب من 40 ألف طالب وطالبة.
ويرى التربوي محمد الغويدي- مدير مكتب التربية بمديرية الوحدة بأمانة العاصمة أن ادرات المدارس الحكومية تعاملت مع ظروف العدوان بمسئولية واستوعبت المدارس الحكومية اكبر عدد ممكن من الطلاب النازحين الى العاصمة حيث استقبلت مدارس العاصمة ما يزيد عن سبعين ألف طالب وطالبه من الطلبة النازحين العام الماضي (٢٠١٦/٢٠١٧م) رغم تسرب عدد كبير من الطلبة جراء استهداف المدارس بالقصف أو تضررها غير المباشر ،وترك بعض المعلمين لها جراء انقطاع الراتب منذ سنتين وهو أحد نواتج العدوان.
ويعلق مستشار رئاسة الجمهورية ومدير مكتب حقوق الإنسان في تعز الأخ/ عبد الحميد سلطان.. في تعليق -على حادثة الهجوم الإرهابي على مدرسة الشوكاني للبنات في دار سعد بعدن، إن استهداف المدارس سواء بالقصف المباشر أو بالهجوم الإرهابي أو بالتطرف وبالحصار ومصادرة ثروات اليمن هو استهداف للمستقبل، وما حصل في عدن هو في ذات السياق.. مؤكدا أن الإرهاب والعدوان وجهان لعملة وسلوك واحد.
ويرى الدكتور احمد العرامي أستاذ التاريخ في جامعة عمران، ف أن العدوان يسعى إلى تدمير كل مظاهر الحياة ولم يترك أي مكان يتواجد فيه المدنيون إلا واستهدفه ضاربا عرض الحائط بكل المواثيق والقيم الإنسانية ومرتكبا جرائم غير مسبوقة في التاريخ.
وختم الحديث ماقاله البرفسور الترب: إن الإحصائيين قد يصلون إلى تقديرات كلفة المباني كمنشآت أنفقت اليمن على تشييدها مليارات الدولارات، لكن سيصعب عليهم قياس كلفة الزمن عبر خمسة عقود في بناء هذا الكم من المدارس.
مضيفا إن دول تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي يؤكدون باستهدافهم المدارس أنهم لا يملكون حضارة ولا تاريخا حتى يعول عليهم أن يحاربوا بقيم ويحترموا مقام ومعاقل العلم ومراكز الإشعاع المعرفي، وأنهم يكشفون بما لا يدع مجالا للشك سوأة الإرادة الخسيسة لديهم وأنهم يريدون ومع سبق الإصرار والترصد إعادة اليمن إلى العصور المظلمة بالجهل والعوز والضعف والتبعية الدائمة.
واضاف ان ما يغيظ العدوان هو أن المدرسة تعني للشعب اليمني التعليم والتعلُّم والتنمية والازدهار للبلد، وهي بوابة الطريق السالك إلى المستقبل المنشود.. و أن مع كل هذا العدوان والحصار سننتصر حتماً بعون الله وبفضل صمود الشعب وبسالة أبطال الجيش واللجان الشعبية الذين لقنوا ويلقنون حتى اللحظة دول العدوان دروساً في الرجولة والبطولة، وما لم يتحرك العالم لوقف العدوان الغاشم والحصار الظالم ،لا استقرار في المنطقة ولن يخسر اليمن أكثر مما خسر.