القبيلة اليمنية ودورها في إفشال المخططات التي تستهدف اليمن
محمد صالح حاتم
بعيداً عن السياسية والخلافات السياسية بين الأحزاب والتنظيمات السياسية ،بعيدا عن الطائفية والمذهبية والخلافات الدينية،بعيدا عن الصراعات والمشاريع والمخططات الخارجية، ،تبقى القبيلة بأعرافها وقوانينها وأسلافها،هي من تجمع كل اليمنيين وتوحدهم ،بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية ، أو خلافاتهم السياسية، فالقبيلة اليمنية كانت ومازالت وستظل هي الصخرة الصماء التي تتحطم أمامها كل مخططات الأعداء للنيل من اليمن وسيادته ووحدته ،رغم ما تعرضت له القبيلة اليمنية سابقا من محاولات لطمس أعراف وأسلاف القبيلة وتشويهها واتهامها بالتخلف والجهل وكذلك مخالفتها للشريعة الإسلامية ،وأنها سبب من أسباب الصراعات والحروب الداخلية وانتشار ظاهرة الثأر بين القبائل اليمنية،وكل هذا كان الهدف منه النيل من القبيلة.
واليوم في ظل ما يتعرض اليمن من عدوان غاشم وظالم من قبل تحالف القتل والإرهاب بقيادة مملكة بني سعود وأمريكا وإسرائيل وبريطانيا وأذنابهم،والذي ودعنا عامه الثالث قبل أيام،ودشنا عامه الرابع ،رغم القتل والدمار والجوع والمرض ،والذي لحق بأبناء الشعب اليمني وبنيته التحتية جراء هذا العدوان والحصار،إلا أن تحالف قوى العدوان لم يحقق شيئاً من أهدافه بفضل الله سبحانه وتعالى وصمود أبطال الجيش واللجان الشعبية ومن ورائهم كافة أبناء الشعب اليمني حيث تعتبر القبيلة هي الحاضنة وهي الأم لأبطال الجيش ولجانه الشعبية وهي الداعم الرئيسي لهم بالرجال والمال والسلاح،ومنذ بداية العدوان كان العدو يراهن على القبيلة اليمنية من خلال شراء الولاءات والذمم لبعض العملاء والخونة ممن يسمون أنفسهم بمشائخ القبائل ،والذين كانوا يستلمون مرتبات من اللجنة الخاصة السعودية والتي ظلت تدفع لهم لعدة عقود،بهدف النيل من القبيلة وأعرافها وأسلافها والعمل على طمسها ومحوها نهائيا،وكذلك النيل من القيم والأخلاق من النخوة والغيرة ونجدة المظلوم،والدفاع عن العرض والشرف والشهامة والكرم والعزة التي يتحلى بها أبناء القبائل اليمنية ،والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل الصمود والتحدي.
العدو عندما عجز عن تنفيذ مخططاته عبر عملائه، قام بشن عدوانه علينا بهدف إخضاع واستسلام أبناء الشعب اليمني ،حتى يتسنى له تحقيق أهدافه وهي تقسيم اليمن والسيطرة على سواحلها وجزرها ونهب ثرواتها والتحكم بقراراتها السياسية ،وانتهاك سيادتها،ولكن تظل القبيلة اليمنية هي الأمل بعد الله سبحانه وتعالى في إفشال مخططات الأعداء،بعيدا عن السياسة ورجالها،فالقبيلة اليمنية ومجلس تلاحمها هي عنوان للوحدة اليمنية وتلاحم أبناء الشعب اليمني ،فلا يوجد مجلس تلاحم قبلي شمالي وآخر جنوبي،أو مجلس قبلي حراكي وهذا مؤتمري أو إصلاحي وثاني من أنصار الله ،كما نسمعه في السياسة ،بل يوجد مجلس تلاحم قبلي يضم كل قبائل اليمن من شماله الى جنوبه ومن غربه الى شرقه،وكلها تحمل هوية يمنية واحدة وعرفها واحد وقيمها واحدة وأسلافها واحدة ،فلا توجد طائفية أو مذهبية أو حزبية في القبيلة اليمنية .
وهذا هو أمل كل يمني حر وشريف وغيور على دينه ووطنه وشرفه وعرضه، حيث يعول على القبيلة اليمنية في إفشال مخططات العدو وتوحيد الجبهة الداخلية ورص الصف ،ورفد الجبهات بالرجال والمال والسلاح وتحرير كل شبر من ارض اليمن تحت احتلال بني سعود ودويلة عيال زايد،والدفاع عن العرض والشرف اليمني ،وكذلك الحفاظ على وحدة اليمن أرضا وإنسانا،والحفاظ على القيم والأخلاق ،والهوية والتراث اليمني الأصيل والذي سيفشل العدو ومخططاته .