*رئيس مكون الحراك الجنوبي في الحوار الوطني مستشار رئاسة الجمهورية اللواء خالد أبو بكر با راس لـ “الثورة”:
*صمود الشعب قلب المعادلة وكشف للعدوان خطأ تقديراته
حاوره / محمد محمد إبراهيم
قال رئيس مكون الحراك الجنوبي في الحوار الوطني مستشار رئاسة الجمهورية اللواء خالد ابو بكر باراس، إن “العدوان كشف بجرائمه التي طالت المدنيين حقده الأهوج على اليمن، وانفضح أمام العالم وأمام اليمنيين المخدوعين بأنه يخوض المعارك وينفق المليارات من الدولارات من أجل إعادة الشرعية”.. مؤكدا أن “أنظمة المعتدين والغزاة انفضحت أمام شعوبها حين أرسلت خيرة أبنائها إلى معركة لا هدف لها سوى الخسران، والتعبير عن أن السعودية والإمارات وغيرهما ليسوا سوى أدوات لقوى الاستعمار الجديد البريطاني الأمريكي”..
وأوضح با راس أن “صمود الشعب اليمني قلب المعادلة وكشف للعدوان أخطاء تقديراته وتصوراته التي استقاها من قوى الارتزاق، التي يحتجزها اليوم في الرياض”.. مشددا على “ضرورة أن يدرك الجميع أن الحديث عن ثلاث سنوات من الصمود لا يعني انتهاء الخطر والعدوان، بل انها بداية عام جديد من الصمود والثبات أمام همجية العدوان وصلف الغزاة”.. متطرقا إلى جملة من القضايا السياسية، وافق نهاية الحرب وانفراج حلقات الحصار والعدوان.. وغيرها من القضايا في هذا الحوار:
ثلاث سنوات من العدوان والحصار.. كيف ينظر اللواء خالد با راس إليها.. ماذا حقق العدوان وماذا خسر.. وماذا حقق الشعب اليمني أيضا وماذا خسر..؟
– يمكن تلخيص المشهد اليمني اليوم بأنه حصيلة المتغيرات والمستجدات التي شهدتها ثلاث سنوات من صمود الشعب اليمني ضد العدوان الظالم والغاشم الذي حقق أهداف إجرامه الخفية في استهداف اليمن أرضا وبنية وإنساناً، لكنه خسر ماء وجهه وانكشفت سيقان حقده الأهوج على اليمن، وانفضح أمام اليمنيين المخدوعين بأنه يخوض المعارك وينفق المليارات من الدولارات من أجل مصلحتهم وأمام العالم بأنه يقصف اليمن لإعادة الشرعية.
لقد انفضح المعتدون والغزاة أمام شعوبهم أيضاً حين أرسلوا خيرة أبنائهم في نزهة الحرب على اليمن ليعودوا مجندلين في صناديق الموت الزعاف، في معركة لا هدف لها سوى الخسران، والتعبير عن أن السعودية والإمارات وغيرهما ليسوا سوى أدوات لقوى الاستعمار الجديد البريطيني الأمريكي أما الشعب اليمني فقد خسر عشرات الآلاف من أبنائه نساء وأطفالا وكهولاً، وخسر بنيته التحتية وموارده، وتعطلت خططه التنموية، لكنه بعد ثلاث سنوات ظل صامداً مستمراً في مظاهر حياته اليومية التي بدت في أوجها رغم كل العناء، لم يخسر قضيته العادلة، بل انتصر انتصاراً تاريخياً، لم يأت على إيقاع الفرح، بل التضحيات وأنين الجرحى وصراخ الثكالى فثلاث سنوات بالنسبة للشعب اليمني هي سنوات عجاف، سنوات موت تحت عنف وهمجية العدوان السعودي الإماراتي ومن والاهم من والامريكان والإنجليز.. وها هي المستجدات تثبت انتصار الشعب اليمني..
ما هي أبرز هذه المستجدات التي تلمّح إليها في حديثك..؟
– المستجدات التي أتحدث عنها، واضحة وأهمها أننا صمدنا ثلاث سنوات لم تستطع أن تخضعنا قوى العدوان، بعد أن عزلتنا عن العالم، وها هم اليوم سفراء الاتحاد الأوروبي يزورون صنعاء ويعرفون صمودها واستمرار الحياة فيها، واستمرار الخدمات رغم الظروف القاسية.. ثلاث سنوات صمدنا رغم أن العدوان راهن على استسلام شعبنا في الأسبوع الأول، ولم ير من ذلك شيئاً، ليشهد اليوم الخلخلة في صفوف مواليه ممن يسميهم بالشرعية التي هي ورقتهم الوحيدة في العدوان على اليمن من أجل إعادتها.. وها هي هذه الشرعية اليوم ترزح في الرياض تحت الإقامة الجبرية، وفي حضرة الأنظمة التي تدعي أنها تحمي النظام الجمهوري في اليمن، وكما لو أنها هي الأنظمة الجمهورية والديمقراطية المنتخبة من شعوبها.. وهناك مستجدات أخرى ليست مهمة بالنسبة لنا، استقالات وزراء في حكومة هادي وبن دغر (جمهورية الفندق الملكي)، مقرين في استقالاتهم ما يؤكد أن القرار السياسي والسيادي مصادر.
لماذا ليست مهمة بالنسبة لكم..؟
– لأننا نعرف هذه القيادات فلا نعيرها أي اهتمام استقالت أم استمرت في الارتزاق في الرياض.. لا نعيرها أي اهتمام لأنها لا تمثل الشعب اليمني، قد تكون قيادات محدودة وراءها مليون بالكثير ممن يبحثون عن فتات المال الخليجي، وبالتالي فليس من العقل أن ينقلب على هذه القيادات التي خرجت من التاريخ وشرعيتها المزعومة نحو 27 مليون يمني وتريد الرياض وأبو ظبي تحرير اليمن منهم.. والمفارقة الأهم هي أنه لو استقال وزير في صنعاء لعطل إعلام العدوان والحصار والمرتزقة خرائطه البرامجية لتسليط الضوء على خبر الاستقالة واعتبروه انهياراً تاريخياً في صفوف الانقلابيين ووو.. هناك مفارقات كبيرة وكثيرة بدأ الشعب اليمني يستوعبها من خلال ما يجري على الأرض في المحافظات الجنوبية والمناطق التي سقطت في أيدي الغزاة والمعتدين، وفي صنعاء والمحافظات التي يسيطر عليها المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني.
ما هي هذه المفارقات.. ؟ وكيف تنظر لأداء المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ الوطني في صنعاء..؟
– لعل أبزر تلك المفارقات التي تستدعي مقارنة ما يجري في عدن وفي المحافظات التي تقع تحت سيطرة الغزاة والمرتزقة، من اغتيالات ومعارك وصراعات وفصائل مسلحة متعددة، بما هو قائم في صنعاء والمحافظات التي تقع تحت سلطة المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ الوطني، حيث تعيش أمناً واستقراراً وسكينة، لأن فيها جهة واحدة تبسط سلطتها وتفعل مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية والمدنية، ولا يوجد فصيل مسلح خارج عن سيطرة هذه المجلس السياسي، لا يوجد الانفلات الموجود في عدن.
والأهم في هذه المفارقات أنه لا وجه للمقارنة بينهما وبالتالي أداء المجلس السياسي متميز وعكس الجانب المؤسسي الحقيقي للدولة، وهو الآن يتخذ خطوات إيجابية باتجاه المصالحة ومعالجة المشكلات وإنهاء ملفات الخلافات على قاعدة التعايش وطي صفحات الماضي..
أما حكومة الإنقاذ فهي تبذل جهوداً طيبة ولكن وفق الإمكانات المتاحة والموارد المتوفرة لديها، وعلينا إن نسأل أنفسنا ماذا قدمنا للحكومة كي نخاطبها ماذا صنعت؟.. هناك من يزايد وينتقد ويقول أن الحكومة لم تعمل شيئاً وأنها وأنها.. الانتقاد سهل.. لكن الإنصاف لا يقدر عليه إلا العقلاء من يتحدثون بلغة الواقعية وإدراك الإمكانات.
بالعودة إلى الحديث عن العدوان خلال ثلاث سنوات.. ما اللحظة التي تستطيعون الإمساك بها كنقطة زمنية خرج العدوان فيها عن طور أهدافه المعلنة..؟!
– لا مكان لتحديد النقطة الزمنية فالعدوان يستهدف اليمن أرضا وإنسانا منذ بدايته ومنذ بيت النية وانتظر فرصة المفاجأة في ظل وضع سلطة هزيلة أدرك مسبقا بأنها سترتمي في حضنه.. لكنه غلف سواد نواياه بأهداف معلنة ظنا منه أن الحرب لن تزيد عن أسبوع.. وعندما انقلبت الصورة الذهنية التي رسمتها لهم قوى الارتزاق وأطَّرتها بأن الحسم سيكون سريعا، لا يتجاوز أياماً أو أسبوعاً،.. اكتشف جبالا من الأخطاء في الحسابات والتقديرات لقوة وعراقة الشعب اليمني والاستهتار بمكنونه الحضاري وثباته على مر التاريخ.
أي أنه كما أرى أعتقد بعد أربعة شهور أو خمسة منذ بدء العدوان، استيقظت قيادات التحالف على مستنقع حرب مفتوحة لها بداية وليس لها في الأفق نهاية، رغم مرور ثلاثة أعوام لم تشهد تهدئة على الأرض وإن غالطوا العالم بإعلان تهدئة أو وقف لإطلاق النار والقصف في أي جبهة.
ومن المهم في هذا المقام أن يدرك الجميع أنني عندما أتحدث عن ثلاث سنوات من الصمود لا أعني انتهاء الخطر والعدوان، بل إنها بداية عام جديد من الصمود والثبات أمام همجية العدوان وصلف الغزاة، فنحن الآن نتذكر بداية العدوان ومحطاته عبر هذه السنوات ولا زال مستمراً حتى الآن.. وإذا استمر العدوان ولم يأخذ الدرس والعبرة بالذات الإمارات التي يجب عليها أن تعيد النظر في أفكارها وتسأل نفسها هل هي تفكر بأن تلتهم هذا الجزء الكبير من اليمن الحضاري.. أنا شخصيا لا أفهم إلى أين يذهب بهم الغي، ويريد بهم من يقودهم إلى الهلاك والشتات بعد أن كانت هذه الدولة نموذجاً اتحادياً مستقراً ينظر له في المنطقة باحترام.
هل تقصد بمساعي الإمارات لابتلاع سقطرى وبعض المناطق الجنوبية الساحلية والغربية..؟! إلى ماذا ترمي الإمارات؟.
– محاولات الإمارات –عبثا- فرض واقع استعماري في سقطرى والمحافظات الجنوبية والساحل الغربي وغيرها.. وبلا شك هناك ممارسات تنم عن عقليات صدئة، وخاطئة في حساباتها، لكن حتى اللحظة لم يفهم الكثير من اليمنيين ماذا وراء الأكمة..؟!.. لذلك أقول للجميع.. سيتجلى وقد بدأت بوادره في أنهم يخططون لفصل الجنوب عن الشمال وبمحاولتهم السيطرة على الساحل الغربي.. هي تمهيد لتسليم هذه الأجزاء اليمنية لبريطانيا التي ستتولى حمايتهم وهم يركّبون سلطة في جنوب الوطن بمقاساتهم وحمايتهم.
ما هي دعوتكم لهم بهذا الخصوص من زاوية سياسية..؟! وهل تم بالفعل فصل سقطرى.. ؟
– عليهم أن يثقوا أن معادلة التاريخ لن تستثنيهم من كفاح اليمنيين وثباتهم على أرضهم، وعلى الإمارات أن تدرك أنها أضعف حلقات المنطقة، فما بلك بالقوى الاستعمارية الكبرى التي رحلت مرغمة من عدن كبريطانيا وقبلها البرتغال والشراكسة وغيرهم.. نحن ندرك أن الإمارات أداة بيد بريطانيا والسعودية أداة بيد الأمريكان، ولن تعمل الإمارات هذا وحدها.. من أين ستمتلك الشجاعة والبعد الاستعماري لتعمل قواعد في الصومال وفي جيبوتي وتخطط للسيطرة على الحديدة والبحر الأحمر وتعز وما إلى ذلك من هرطقات ستصطدم بالواقع اليمني.. هذا جنون وانتحار.
لا الإمارات ولا غيرها يستطيع أن تفصل أي جزء يمني عن الخارطة اليمنية، وأن خيل لهم ذلك أو بدا مؤقتاً، فإذا أرادوا أن يفصلوا سقطرى عليهم أن يفصلوا حضرموت والمهرة والجنوب ثم عليهم أن يتوغلوا في تعز ويسقطوا صنعاء ويحتلوها وينهوا كل اليمنيين ثم يبدأون التفكير في فصل سقطرى أو غيرها من اليمن، لأنهم إن أسقطوا جزءاً من اليمن أو معظم اليمن وبقي جزء فإن الجزء سيستعيد ما أسقط منه بيد الغزاة عاجلا أم آجلا ولهم أن يقرأوا التاريخ، فاليوم ثلاث سنوات ونحن نسمع إعلامهم يردد أنهم على بعد 20 كيلو متراً من صنعاء وأنهم صاروا يستخدمون الأسلحة العادية.. ثلاث سنوات وهم في طريقهم قادمون إلى صنعاء ولا نعرف بأي سرعة يمشون.. هم يعرفون أنهم لن يصلوا إلى صنعاء، ولا عندهم نية الوصول لمعرفتهم أن ليس ثمة حق لهم في أصغر جزء من خارطة اليمن.
اليوم بعد الثلاث السنوات.. ماذا يريدون.. وهل لا تزال إعادة الشرعية في ورادهم..؟
– ما أرادوه قبل العدوان يجب الحديث عنه، وهو أنهم أرادوا أن يتقاسموا الخارطة اليمنية فيما بينهم منطلقين من حسابات خاطئة قدمها لهم هادي ومحسن وبن دغر.. وتحت شعار إعادة الشرعية.. هذا ما كانوا يريدونه.. أما اليوم فكل ما يفكرون به هو النفاذ بجلودهم.. اليوم لم تعد لديهم إمكانية لأن يتقاسموا اليمن، عدن وصنعاء وحضرموت وتعز ووو، ولا يفكرون بإعادة الشرعية حتى وإن استمر عدوانهم على اليمن.. اليمن سيبقى يمناً واحداً وصنعاء ستبقى هي العاصمة وغير ذلك باطل.
ألا ترى أنهم يريدون فرض يمن مؤقلم باستمرار هذا العدوان وتغذية الحروب في تعز وفي أكثر من مكان.. وهو ما يردده إعلام العدوان خصوصا من المحللين اليمنيين الموالين للعدوان والحصار.. ؟
– أتابع ذلك، وأدقق فيما يقولونه، لكني أرى أن قراءتهم لكل المجريات، سطحية وفيها مكابرة على واقع خطأهم الكارثي.. هؤلاء المراقبون لا علاقة لهم بالواقع، ما يهمهم هو استمرار العدوان ليستمروا في الارتزاق تحت شعارات أنهم سيحررون صنعاء وهم يعرفون بأنفسهم أن ذلك محال.. ما يجري اليوم من تصفيات وصدامات في عدن وتعز بين من هم يدعون أنهم أنصار الشرعية، يعكس الخروج الكامل للتحالف حتى عن أهدافه الخفية ولم يعد بمقدوره إطفاء أي مشكلة بين أدواته وعملائه في اليمن..
بالعودة إلى المحافظات الجنوبية تنتشر الاغتيالات لرموز الدين والفكر والسياسية.. برأيك ما سبب هذه الاغتيالات ومن يقف وراءها..؟
– لا استطيع الحكم بمن يقف وراءها، لكنها قد تكون تصفية حسابات بين تيارات معينة، وقد يجوز القول إنها انعكاس لغياب الدولة والأمن.. غير أن الاحتمال الأقرب إلى الواقع في تقديري هو أن الإمارات بصفتها التي صنعت التركيبة الحالية في الساحة أو الواقع في الجنوب، تريد أن تخمد أي نوع من المقاومة الحالية والمحتملة في المستقبل القريب في حال استقرت لها الأمور كقوة محتلة، ويختارون الشخصيات المؤثرة المنتمية إلى الإصلاح، إلى السلفي، إلى مجلس انتقالي على أساس إرباك المجتمع وعدم السماح بأي حركة تلم الناس لتيار قد يمثل في هذه المنطقة أو تلك صوتاً حراً يرفض الغزاة.
وأعتقد هذه الاغتيالات تمهيد لمشروع ما، وحسب تقديرهم أن هذه الرموز التي يستهدفونها الآن قد تقاومهم، فخطيب المسجد الفلاني أو المفكر أو السياسي في عدن، في حضرموت، قد يؤثر في الناس وقد يدعو الناس للاحتجاجات وتبدأ الناس تتداعى لثورة مسلحة ضد محتل غاصب.. أو تمهيد لفتنة مناطقية تؤصل للثـأر المناطقي والسياسي والعقائدي..
الوضع في الجنوب بصفة عامة يتكون من فصائل متعددة مناطقياً وسياسياً..المجلس الانتقال في عدن، النخبة الحضرمية، والنخبة الشبوانية، وغيرها.. كيف تنظر لتعدد القيادات وعلاقتها بتحالف العدوان؟
– إذا ما تحدثنا عن خلافاتنا نحن اليمنيين في القضايا والتفاصيل الداخلية، خارج إطار من ذهبوا لأجل الارتزاق والبحث عن الأموال، فإننا ننظر لهذه القيادات بــأن جميعها تكوينات مليئة بالرموز الوطنية، المجلس الانتقالي والجمعية الوطنية والأمانة العامة والنخبة الحضرمية ونخبة شبوة.. وأنا شخصياً لا استطيع الانتقاد لأحد من هذه الرموز، بل لا يليق بنا أن نكيل الذم والقدح والتهم بحق هذه القيادات فنحن جميعنا أخطأنا، لسنا ملائكة وغيرنا شياطين، وهذه القيادات من أبناء جلدتنا ومن أبناء الوطن ولن يقبلوا في المستقبل إلا أن يكونوا أبناء اليمن وستأتي بمن خرج منهم الأحداث المستقبلية القادمة إلى هذه القناعة.. أعرف شلال وعيدروس واحمد سعيد بن بريك وغيرهم رموز وطنية.. صحيح لهم مصالح مالية يحصلون عليها من الإمارات من السعودية… لكنهم ليسوا راضين عمَّا يجري في جنوب الوطن وليسوا راضين بالعدوان والحصار.
لماذا لا يقاومون مشاريع التجزئة والاحتلال..؟
– هذا سؤال مهم، يعيد الذاكرة إلى زمن الكفاح ضد الاحتلال البريطاني.. وفي هذا المقام أقول: أنا شخصيا موجود في صنعاء منذ ما قبل الحرب، ومنذ الحوار الوطني.. ومنذ بداية العدوان وسأبقى فيها ولن أغادرها وسأستمر ضد العدوان والحصار ومشاريع التجزئة.. الموجودون هؤلاء في أي منطقة.. إلى أين يذهبون…؟ يخرجون من الجنوب..؟! في ظل هذه الظروف.. لا يوجد ظهر في الشمال يحميهم، أو صدر في الجنوب يتقبل مشاريع نضالهم.. ولو وجد لهم ذلك لقاوموا الاحتلال بكل بسالة ومشاريع التجزئة.. فقد وجدوا أنفسهم بين أكثر من جحيم، بين جحيم سلطة أمر واقع محتل يتربص بكل صوت يرتفع، وجحيم وطن تتشظى خارطته تحت ضغط القصف المباشر من قبل عدوان همجي لا يميز بين معسكر ومدرسة ومشفى.
عندما ثرنا على بريطانيا كانت تعز حاضنة لكل الناس والأسلحة والذخائر تأتينا من الشمال ومن صنعاء والناس والطلبة والمناضلون الذين صدرت ضدهم أحكام القبض القهري في عدن، أصبحوا اليوم الثاني في تعز ووجدوا الدعم والسكن والسكينة لهم وأسرهم.. حينها كان هناك جبل نستند إليه.. اليوم خارطة اليمن تتعرض للقصف اليومي والعدوان المباشر وكل شيء وحركة مكشوفة للعدوان.
وماذا على صنعاء فعله.. ؟ وما هي دعوتكم لهذه القيادات..؟
– الموجودون في صنعاء سلطة الجمهورية اليمنية ممثلة في المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني ماذا بأيدهم في ظل الحصار والعدوان، ليقولوا لإخوانهم الجنوبيين قاوموا المحتل ومن شعر بخطر ما فليأت إلينا.. وهذا الكلام لا يعني أن المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ الوطني لا يبذلان الجهود اللازمة، بل المجلس والحكومة يعملان فوق طاقتهما وإمكاناتهما.. وفي حال توقف العدوان وامتلكا الإمكانيات هما قادران على خلق واقع يجعلهما جهة مسؤولة ستؤمن للجنوبيين إمكانات مقاومة الاحتلال ويجعلهما يتحملان كافة المسؤولية كاملة لدحر المحتل وعند هذا النقطة ستختلف المسألة والمواقف تماما في عدن وحضرموت وسقطرى والمهرة وشبوة.
ودعوتي لأنفسنا قبل هذه القيادات يجب علينا أن نعرف كيف نتخاطب معهم ونتصالح.. وهم عليهم أن يفكروا أنهم يمنيون.. غيرهم صامدون في صنعاء وفي تعز وفي الحديدة في كل ربوع اليمن وعليهم أن لا يفكروا بمشاريع لوحدهم ويفتكروا “يظنون” أنهم لوحدهم قادرون أن يكونوا شيئاً.. لن يكونوا شيئاً ولن نكون شيئاً إلا إذا نحن تفاهمنا وتوحدت مواقفنا في الجنوب وفي الشمال وفي الوسط..
كيف تنظر لقرار ترحيل المغتربين اليمنيين من زاوية سياسية اقتصادية..؟
– سياسياً.. القرار إجراء ظالم ليس غريبا، فقد حصل أكثر من مرة عبر خمسين عاماً، كان آخرها في عام 1991م ابان الحرب الخليجية الأولى، وسقوط الكويت، ولم يكن الهدف هو العراق بل كان غيره من تحقيق منجز الوحدة اليمنية أكثر من كونه تعبيراً عن استياء المملكة السعودية من موقف الشارع اليمني مع الزعيم الراحل صدام.. أما اليوم فظروف القرار تختلف تماماً، فهو، خطوة تستكمل حلقات العدوان على اليمن.. استكمال حلقات الضغط الاقتصاد اليمني ومقدرات اليمن، فقد فرضوا الحصار وشجعوا على التهريب خارج الدوائر الجمركية لامتصاص سيولة الشعب وإفقار خزينة الدولة.. عمدوا إلى اصدار قرار نقل البنك إلى عدن وفي نفس الوقت لم يدعموا البنك بالشكل المطلوب.. أغلقوا مطار صنعاء وعمدوا إلى عرقلة كل ما يدخل من الحديدة من غذاء ودواء ومستوردات.. الآن دمروا الموارد.. رأوا الوقت مواتيا لترحيل المغترب لمفاقمة الأوضاع.. لا أخلاق ولا قيم تربطهم أو تضبط تعاملهم في السلم والحرب، فهذا هو النظام السعودي إذا كان المغترب له خمسين سنة فأين يرحل بإقامة.. في الدول الأخرى خمس سنوات تمنحه الجنسية.
أخيراً.. ما هي الكلمة الأخيرة التي تود قولها..؟!
– الكلمة التي يجب أن تقال في البدء وفي الختام وفي كل المقامات الحوارية إن على اليمنيين أن يدركوا أن لا مفر من التصالح وطي صفحات الماضي، لكي نصمد أمام العدوان وسننتصر لا محالة، وأن بوادر النصر قد لاحت، وما علينا إلا أن نقبل ببعضنا.. كما أدعو المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني إلى مزيدٍ من الجهود والمثابرة والشفافية مع الشعب ومع أجهزة الدولة.