أبعاد زيارات الخبراء الدوليين وسفراء اوروبيين الى صنعاء
محمد صالح حاتم
خلال هذا الأسبوع وصلت إلى صنعاء وفودٌ دولية وأوروبية حيث وصل وفد لجنه الخبراء الدوليين لتقصي الحقائق في انتهاكات حقوق الأنسان في اليمن برئاسة الخبير الدولي الجندولي ،وعقبه وصل وفدٌ أوروبي برئاسة سفيرة الاتحاد الأوربي انطونا كالفوبويرتا ،والسفير الفرنسي كرستيان تيستوت ،والسفيرة الهولندية يرما ماريا،ومبعوث خارجية السويد هانس بيتر ،ورئيس القسم السياسي في البعثة الأوروبية ريكا ردوفيلا،وتعتبر هذه الزيارة الأولى للجنة الخبراء إلى اليمن على الرغم من انه مضى أكثر من تسعه أشهر منذ تشكيلها ،ولكن الغريب أن رئيس هذه اللجنة لايعلم بإغلاق مطار صنعاء من قبل تحالف قوى العدوان.
وكذلك زيارة السفراء الأوروبيين تعتبر الأولى منذ مغادرتهم صنعاء قبل حوالي ثلاثة أعوام بان شن تحالف العدوان عاصفتهم على اليمن .
فهذا الحراك الدولي يأتي بعد ثلاثة أعوام من القتل والدمار وانتهاك حقوق الإنسان في اليمن ،من قبل تحالف القتل والشر العربي بقيادة مملكة بني سعود ودويلة عيال زايد ودعم ومشاركة أمريكا وإسرائيل وبريطانيا ،والذي قتل عشرات الآلاف من المواطنين الأبرياء ،وجرح عشرات الآلاف كذلك،ودمر البنية التحتية لليمن ،وفرض حصاراً اقتصادياً بريا وبحريا وجويا مما تسبب في حدوث أسوأ كارثة إنسانية في العالم حسب تقارير منظمات الأمم المتحدة ،كل هذا يحصل لليمن في ظل صمت وسكوت دولي وعالمي، وذلك بسبب شراء الولاءات والذمم من قبل المال السعوامارتي ،الذي اعمي بصيرة العالم وأمات الضمير الأممي.
وكل هذا يحصل لليمن بسبب حجج وذرائع كاذبة ،وهي شرعية من لا شرعية له ،ومحاربة الخطر الإيراني فماذا بعد ثلاثة أعوام من القتل والدمار والحصار وانتشار الأمراض وانتهاك الحقوق والحريات ؟
هل تعتبر هذه الزيارة بداية لصحوة الضمير العالمي ،والتمهيد لمحاكمة الجناة والقتلة؟
،فلجنة الخبراء الدوليين يفترض أن يكون جوهر عملها رصد انتهاكات تحالف قوى العدوان بحق أبناء اليمن ،وهذا ما نتمنى إن تقوم به وهو رفع تقاريرها بحيادية كاملة بعيدا عن المجاملة والمحاباة .
لكن ما سمعناه من قبل رئيس اللجنة من عدم معرفته بإغلاق مطار صنعاء لايبشر بخير ،رغم أن هنالك مطالبات عدة من قبل منظمات ومؤسسات حقوقية عالمية بضرورة فتح المطار ،وكذلك تقارير وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن بضروره فتح المطار،فهذا معناه أن هذه اللجنة رغم مرور عدة اشهر على تشكيلها،تتلقى معلوماتها من قبل تحالف قوى العدوان وخاصة السعودية والإمارات ،فلا يعقل أنها لأتعلم بأمر كهذا ،وإنما زيارتها تعتبر إسقاط واجب ،وعملية ذر للرماء على العيون،وان تقريرها لن يخرج عن القلق من تفاقم الوضع الإنساني في اليمن،وتحميل الأطراف بدون ذكر اسمها مسؤولية انتهاك حقوق الإنسان،والهدف الأكبر من زيارتها سيكون عملية ابتزاز وجني المزيد من الأموال من قبل السعودية والإمارات .
وكذلك زيارة الوفود الأوروبية فظاهرها انساني وباطنها ابتزاز للسعودية والإمارات،وكذلك عملية تخدير لشعوبها ومنظماتها الحقوقية والإنسانية المطالبة بضرورة وقف العدوان على اليمن ،ومطالبه دولهم بعدم بيع السلاح لدول تحالف العدوان وفي مقدمتها السعودية والإمارات ،وطبعا هذه الزيارات لن تأتي بخير لليمن وشعبه ،فمن سكت على العدوان منذ بدايته قبل ثلاثة أعوام بل وساهم في قتل أبناء الشعب اليمني من خلال بيع السلاح وشرعنته للعدوان والحرب ،لن يأتي منه السلام أو يهمه ما آلت اليه الأوضاع الإنسانية في اليمن جراء الحرب والحصار.
فمجمل ما ستقوم به هذه الوفود هو الشجب والإدانة والاستنكار لسوء الأوضاع الإنسانية التي وصل إليها اليمن ،والمطألبة بضرورة فتح ممرات آمنة لوصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين والنازحين ،على الرغم من أن بأيديهم وقف العدوان والحرب على اليمن ،والهدف كما قلناه سابقا ابتزاز عالمي جديد على مملكة بني سعود ودويلة عيال زايد،وهذا يعتبر متاجرة بدماء وقوت أبناء الشعب اليمني العظيم.
وعاش اليمن حرا ابيا والخزي والعار للخونة والعملاء.