بالمختصر المفيد.. الدنبوع وتكريس سياسة الفوضى
عبدالفتاح علي البنوس
لم يكتف الدنبوع هادي بما أوصل إليه البلاد والعباد جراء الغباء والتبلد الذهني والعبط الذي يعاني منه والذي قاده إلى تدمير الوطن وقتل الشعب والقضاء على كل ما هو جميل فيه ، فالعدوان بكل تداعياته الكارثية والمأساوية في نظر هذا الأخرق ليس بكاف لإشباع رغبة أسياده وولاة نعمته وإنفاذ مخططاتهم وتمرير أهدافهم ومشاريعهم التوسعية و الاستعمارية ، فذهب كالأبله ينفذ ما يطلب منه وما يملي عليه سيده محمد بن سلمان وقيادات الخيانة والعمالة والارتزاق المحيطة به وفي مقدمتها الخائن السفاح علي محسن الأحمر ، والعميل بن دغر والمرتزق المخلافي وبقية أفراد العصابة الفندقية .
البداية كانت بقرار نقل البنك المركزي اليمني من صنعاء إلى عدن ، هذا القرار الأرعن والذي يمثل عدوانا في حد ذاته ، نظرا لما يترتب عليه من تبعات وآثار كارثية ، كونه سيعمل على قطع مرتبات أكثر من مليوني موظف في مختلف قطاعات ووحدات الدولة في السلكين المدني والعسكري ، وسيتسبب في تفاقم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للسواد الأعظم من اليمنيين كونهم يعتمدون على المرتبات في تدبير شؤون حياتهم ومعيشتهم ، علاوة على ما خلفه هذا القرار من أزمة سيولة نقدية وتدن في قيمة العملة المحلية وخصوصا بعد ذهاب الدنبوع لطباعة أوراق نقدية جديدة دون أي غطاء نقدي خارجي أو ما يغطي ذلك من الذهب والمعادن وهو ما أدى إلى انهيار العملة المحلية وتراجع قيمتها أمام الدولار وبقية العملات ، كل ذلك بعد أن سلم الدنبوع البنوك والمصارف في عدن وحضرموت لعناصر ما يسمى القاعدة وداعش الممولة والمسنودة من السعودية والإمارات والشيطان الأكبر أمريكا ونهب عائدات المنافذ الحدودية وعائدات بيع النفط اليمني وجعلها أشبه بالفيد لقوى العمالة والارتزاق والخيانة .
أعقب ذلك كارثة إغلاق مطار صنعاء الدولي وتضييق الخناق على ميناء الحديدة قبل أن يتم قصفه وفرض الحصار عليه ومنع تدفق المواد الغذائية والمشتقات النفطية والمساعدات الإنسانية عبره وهو ما زاد من حجم المعاناة ووصف على أنه يندرج في سياق الفوضى التي يسعى الدنبوع لتكريسها في البلاد ، بعد ذلك ذهب الأخرق هادي للعزف على وتر شق الصف الوطني وقدم مع أسياده من بعران السعودية والإمارات الكثير من الإغراءات للوصول إلى ما حصل في 2ديسمبر من العام الماضي ولكن الله سلم وتم وأد الفتنة في مهدها وإسقاط أكبر مشروع للفوضى والذي كان يراد لليمن السقوط فيه .
واليوم يسعى هادي لتكريس سياسة الفوضى نزولا عند رغبة أسياده بقرار استحداث بوابة جديدة للاتصالات اليمنية في عدن في محاولة منه لفرض العزلة التامة على الشعب اليمني وتضييق الخناق عليهم لإجبارهم على الخنوع والخضوع والاستسلام وهي خطوة لا تخلو من التعسف والحرب على المواطنين والرغبة في إذلالهم ومضايقتهم رغم كل ما هم فيها من أوضاع يندى لها جبين الإنسانية .
بالمختصر المفيد، لعب الدنبوع على سياسة تكريس الفوضى في البلاد هو بمثابة انتحار ، فلن يسلم من تبعات مثل هذه القرارات والممارسات الفوضوية الحقيرة ولن يفلت من العقاب جراء ذلك طال الزمن أو قصر ، فهو يتلاعب بحياة وأرواح الملايين والمسألة ليست لعب عيال ، وتصفية حسابات و(مقاضاة أغراض) فهو يلعب بالنار وسيكون أول من يحرقه لهبها ، وأول من سيدفع ثمنها غاليا، وإذا كان يحسب نفسه بأنه بمنأى عن المحاسبة والمعاقبة جراء ذلك كما يصور له أسياده فهو واهم كل الوهم ، غبي كل الغباء ، فهو المسؤول الأول عن كل ما حصل وما يحصل وما سيحصل في حق شعبنا ووطننا وهو(الغريم ) رقم واحد في قائمة ( الغرماء ) لنا كيمنيين ولن يفلتوا جميعا من العدالة مهما حصل وستكون النهاية وخيمة جدا بإذن الله ومشيئته والأيام بيننا ، وسنفشل بتأييد الله وعونه كافة مشاريع ومخططات الفوضى بوعينا وإدراكنا وبصمودنا وثباتنا وانتصارنا لأنفسنا ووطننا وسيادتنا وعزتنا وكرامتنا وتضحيات شهدائنا العظماء الخالدين الأبرار .