يظل الفن هو مرآة صادقة تسجل تطلعات وهموم وحياة المجتمعات البشرية، ويبرز جميع مجالاتها بصورة تحمل رؤى الفنان ونظرته تجاه محيطه والفن التشكيلي هو المعبر عن الشعوب وآمالها وتطلعاتها.
وفي بلادنا حقق الفن التشكيلي حضوره القوي والفاعل وكان له دوره الهام في تسجيل وإبراز ما يعيشه الوطن من تحولات وما يواجهه من عدوان غاشم منذ ثلاثة أعوام.
ومع يتابع الحركة التشكيلية في بلادنا يجد أنها حافلة بالإنجاز والحضور والتفاعل مع أحداث وهموم وقضايا الوطن وعكس ذلك من خلال الأعمال الفنية المبهرة التي ستظل وثيقة فنية خالدة في ذاكرة الوطن.
إن العدوان السعودي الأمريكي الغاشم على بلادنا وشعبنا رغم حقده وشراسته لم يستطع أن ينال من عزيمة أبناء شعبنا وإنما زاد الجميع قوة وعزيمة وإصرارا وصلابة وتحديا وجعلهم يتصدون من مواقعهم المختلفة لذلك العدوان الغاشم.
ولذلك نجد أن الساحة الثقافية والفنية كان لها حضورها القوي والبارز في مواجهة العدوان وذلك من خلال انتاجاتها الفنية المعبرة التي عكست اللوحة الحقيقية لصمود وبطولة شعبنا اليمني وما يسجله من ملاحم أمجاد وبطولة وكذلك توثيق ذلك الخراب والدمار الذي سببه العدوان الغاشم لبلادنا.
إنها لوحة صادقة.. ملونة بألوان الحياة والصمود والبطولة والألم والإصرار، رغم لون السواد والخراب والدمار الذي يحاول العدوان أن يجعله هو اللون الوحيد في مشاهد الحياة العصية على أوهام ذلك العدد الحاقد.. ولكن لون الحياة والمجد والنصر والإصرار كان وسيظل هو اللون المشرق والطاغي على كل ألوان الموت والألم والأسى والدمار.
ومن يتابع الأعمال التشكيلية الفنية التي ينجزها الكثير من الفنانين التشكيليين اليمنيين بين فترة وأخرى سيرى أنهم يرسمون وينجزون العديد من الأعمال الفنية المعبرة والمميزة التي تعكس صمود هذا الشعب العظيم ,كما تبرز ما يتعرض له من عدوان همجي وقصف وحشي طال الكثير من البنى التحتية المرتبطة بحياة الناس.
إنها لوحات ناطقة بالألم والأسى والوجع تعكس حجم الدمار والخراب والعدوان الهمجي الذي لحق بالإنسان والأرض جراء العدوان الهمجي السعودي الأمريكي وبمختلف الأسلحة القذرة التي استعملها وألقاها من خلال قصفه البربري بالصواريخ وقنابل طائراته الفاشلة .
كما أن تلك الأعمال الفنية لوحات ناطقة وبليغة في التعبير عن روعة صمود وبطولة الشعب اليمني ومواجهته لقوى العدوان والتصدي البطولي لكل جحافله ومرتزقته وتحطيمه وكسره والانتصار عليه وسحقه.
انها لوحات فنية معبرة أشد التعبير وهناك منها ما يدمي القلب ويشعل الألم في وجدان كل إنسان وخاصة تلك اللوحات التي وثقت بصدق وعمق للكثير من القصف الوحشي على المدارس والأسواق والمستشفيات والتجمعات السكنية وذهب ضحيتها الكثير من المواطنين وخاصة الأطفال وطلاب المدارس.
انك تشاهد لوحة فيها الأم تحمل طفلها القتيل وهي تنظر نحو السماء متحدية طائرات العدوان التي قامت بقصف المدن والقرى والمدارس وأطفال .. انه التحدي والصمود رغم المواجع والتضحيات الجسيمة .
Prev Post