*ثلاث سنوات من الصمود ومواجهة ترسانة الزيف والتضليل
استطلاع / أسماء البزاز
يتفق مراقبون في أن الإعلام الوطني المناهض والمقاوم للعدوان خلال الثلاث السنوات الماضية شكل جبهة رئيسية لتعزيز الصمود الشعبي وتوحيد وتماسك الجبهة الداخلية وفضح جرائم العدوان وانتهاكاته بحق المدنيين ويرون انه كان ولايزال رديفاً للجيش واللجان الشعبية في التصدي للعدوان وترسانة زيفه وكشف جرائمه وتضليله الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي. وبمقارنة بآلة العدو الإعلامية الضخمة إلا أنه استطاع أن يتصدى لها بعزم وإيمان بالحق وأمانة الكلمة وأن ينقل بمختلف وسائل الإعلام ووسائطه معاناة الشعب اليمني وحقيقة ما يحدث في اليمن إلى العالم، مقدماً تضحيات جسيمة ..في ما يلي تسليط الضوء على جانب منها ودور الإعلام الوطني.
يواجه اليمن عاصفة زيف وحيف قبل أن تكون عاصفة هدم وجرم ويشكل الإعلام نصف العدوان وأسلحته التي راهن ويراهن عليها.
فشل ذريع
وهذا ما يؤكده محمد أحمد الوريث ـ مدير الدائرة الإعلامية بمكتب رئاسة الجمهورية الذي استهل حديثه باستعراض محاولات العدو بوسائل متعددة إسكات الإعلام الوطني ابتداء بتهديد وسائله علنا واستنساخ وسائل إعلامية موازية، وتزوير وانتحال صفة وسائل أخرى، مروراً بحجب القنوات الوطنية المعدودة في أقمار نايل سات والعرب سات ومحركات يوتيوب ووسائط التواصل، قصف مقرات القنوات والمنشآت الإعلامية الوطنية، إضافة إلى شراء ذمم شهود الزور من الوسط الإعلامي.
بطولات وتضحيات
وأضاف الوريث أن العدو عمل بشكل دؤوب على استهداف رجال الإعلام وفرسانها في كل مكان لترويعهم وإسكات أصواتهم لإفراغ الساحة من أي صوت مناهض للعدوان والحصار المستمرين ضد اليمن أرضاً وإنساناً منذ ثلاث سنوات..مشيراً إلى فشل كل وسائل العدو في ترويع الإعلام الوطني وإسكاته ، في وقت قدم العاملون في الوسط الإعلامي من كل الجهات جهوداً بطولية مذهلة ، وتضحيات خارقة للعادة ابتداء من تقديم النفس في سبيل الله والوطن وصولاً إلى العمل من دون أي أجور وفي إمكانات وظروف صعبة وصعب الإنتاج فيها ، وفوق هذا فقد قدمت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة والإلكترونية منها رسالة مميزة وذات جودة عالية ومبهرة وتحمل كل سمات الإعلام الحديث حتى أنها حضرت وبقوة على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك والتويتر واليوتيوب وغيرها وبلغات متعددة وواجهت ترسانة العدو التضليلية والكاذبة.
وعن دور الإعلام الحكومي مع الخاص أوضح الوريث أنه شكل إضافة إلى الإعلام الحربي ومزيجا وطنياً من وسائل الإعلام الحرة والوطنية جبهة أصلب من الصخر تكسرت عليها كل مساعي العدو في إبقاء عدوانه وجرائمه في الظلام وكان دورها رائداً ومشرفاً في مواجهة الآلة الإعلامية الهائلة التي يمتلكها العدو.
جبهة رئيسية
من جانبه اعتبر عبدالله صبري رئيس اتحاد الإعلاميين اليمنيين الإعلام الوطني المناهض والمقاوم للعدوان خلال الثلاث السنوات الماضية جبهة رئيسية لتعزيز الصمود الشعبي وتوحيد وتماسك الجبهة الداخلية وفضح جرائم العدوان وانتهاكاته بحق المدنيين إضافة إلى كونه رديفاً أساسياً للجيش واللجان الشعبية في مواجهة العدوان وكشف جرائمه وتضليله الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي بتزييف الحقائق.
وأضاف صبري : رغم شحة إمكانيات الإعلام الوطني مقارنة بآلة العدو الإعلامية الضخمة إلا أنه استطاع أن ينقل معاناة الشعب للعالم بمختلف المجالات والصور المؤثرة لما يحدث في اليمن خاصة في الجانب الإنساني.
غرفة عمليات
بدوره قال الأستاذ خالد حسين قيرمان – مدير عام الدراسات والبحوث في وزارة الإعلام: إن وزارة الإعلام والقائمين عليها تداركوا الأمر، وضاعفوا الجهود باتجاه الحفاظ على الإعلام العام وتعزيز دوره في مواجهة الحرب والحصار وتداعياتهما الكارثية، فمع بداية العدوان تم تشكيل غرفة عمليات من مدراء عموم وصحفيين وخبراء ومستشارين ومترجمين تحت إشراف قيادة الوزارة، تم خلالها رصد ومتابعة التناولات الصحفية والإعلامية العربية والعالمية للأوضاع اليمنية عبر الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي ومد جهات الاختصاص وقنواتنا المحلية الإذاعية والتلفزيونية والمؤسسات الصحفية بتقارير يومية عنها، إضافة إلى تسهيل مهمة الفرق الإعلامية العربية والعالمية التي تود زيارة بلادنا لنقل جرائم العدوان من موقع الحدث وتزويدها بالتصاريح اللازمة من الجهات المختصة لتسهيل مهامها أثناء التنقل في المحافظات، وإن كان العدوان قد نجح في تقليص عدد الوفود التي أبدت رغبتها في زيارة اليمن إلى أبعد حد عن طريق تحذيرها وعرقلتها وإغلاق الحدود في وجهها.
تشغيل وتطوير
ومضى قيرمان قائلاً: كما واجهت وزارة الإعلام تحدياً كبيراً، وهي تعمل على مواجهة العدوان والحرب المفاجئة والتي كانت المؤسسة الإعلامية هدفاً مباشراً لها إما عبر القصف الجوي أو عبر الحظر والاستنساخ وكان على الوزارة أن تبحث عن أماكن بديلة وآمنة لكي يستمر عمل القنوات والإذاعات العامة، وبما يحول دون احتكار العدوان ومرتزقته للفضاء الإعلامي وأنه وبعد أن تجاوزت معظم الصعوبات، بما في ذلك الصعوبات المالية المتعلقة بالتشغيل يمكن القول أن وزارة الإعلام قد تمكنت بعون الله من تشغيل وتطوير غالبية وسائل الإعلام المملوكة للدولة، ووضعت لها سياسة إعلامية موحدة لمواجهة العدوان وهنا يجب الاعتراف بتعاون الشرفاء المنتمين لحقل الإعلام بمختلف تخصصاتهم الذين اخلصوا وتفانوا في أداء مهامهم الوطنية تحت وطأة القصف الجوي يومياً وعلى مدار الأربع وعشرين ساعة وفي ظل توقف صرف مرتباتهم وصعوبة المواصلات وانعدام المشتقات النفطية التي كانت تهدد بتوقف عمل وبث وسائل الإعلام وتعيق الفرق الهندسية وأطقم التغطية الخبرية الإذاعية والتلفزيونية من الوصول إلى مكان الحدث في أوقات كثيرة.
قهر التحديات
من جهته يقول أبو بكر عبدالله – عضو الهيئة الإدارية لاتحاد الإعلاميين وفي ثلاث سنوات من العدوان الهمجي كان تدمير المؤسسات وتغييب الصوت الإعلامي الوطني المناهض للعدوان والمعبر عن إرادة اليمنيين في الحرية والسيادة والتخلص من قوى الوصاية هدفاً رئيسياً لتحالف الشر وقواه العميلة في الداخل والخارج وأنه ومنذ اليوم الأول شرع تحالف العدوان بتحركات واسعة لاستنساخ مؤسسات إعلامية موازية بثت برامجها على مدار الأربع وعشرين ساعة من عواصم العدو وعواصم أخرى، بالتزامن مع تحركات استطاعت وقف بث القنوات الفضائية اليمنية عبر الأقمار الاصطناعية ووقف عمل أكثر المؤسسات الإعلامية عبر أكبر عملية تخريب واستقطاب طاولت مئات الصحفيين والفنيين الذين نقلهم العدوان من اليمن إلى عواصمه للعمل هناك في منابر دعائية مستنسخة.
وتابع : لم يكن ذلك هو كل ما لدى دول العدوان في مساعيه وأهدافه لتدمير الإعلام اليمني وتغييبه بل تعداه إلى الاستهداف المباشر للإعلام الوطني بكوادره ومنابره في مخطط ممنهج بدا واضحا في استخدام دول العدوان القوة الغاشمة لتدمير مؤسسات الإعلام الوطني المناهضة للعدوان، واستهداف مرافقها ومنشآتها وبنيتها التحتية بالغارات العشوائية التي دمرت جزءاً كبيراً من منشآت البنية التحتية للإعلام الوطني وطاولت شبكات الهاتف والانترنت وأبراج الاتصالات ونقل البث التلفزيوني والإذاعي في مساع محمومة استمرت بوتيرة عالية لإسكات الصوت الإعلامي الوطني المقاوم أملاً في إخفاء ما يرتكبه من جرائم حرب يومية بحق المدنيين وتدمير شامل لمرافق البنية التحتية في البلاد.
توثيق وصمود
محمد الحاضري ـ موقع المسيرة نت قال: على مدى سنوات العدوان الثلاث كان الإعلام الوطني اليمني شوكة في حلق العدوان ودحض أكاذيبه برغم الآلة الإعلامية الهائلة التي يمتلكها العدوان إلا أنه وقف مذهولا عاجزا لم يستطع الرد على المشاهد الحقيقية للإعلام الوطني التي وثقت هزائمه وخسائره وجنوده الصرعى في مختلف الجبهات.. مؤكداً أن الإعلام عامل مهم من عوامل الصمود اليمني ورفع معنويات المقاتلين والشعب اليمني بأسره فلا نبالغ إذا قلنا إن ما وثقه الإعلام الوطني من بطولات وتضحيات للمقاتل اليمني كانت دروسا مهمة لليمنيين ستتجاوز هذا الجيل إلى الأجيال القادمة.
وفي ما يخص الانتشار الواسع للإعلام الوطني على المستوى الداخلي وميلاد عشرات الإذاعات والمواقع الالكترونية والصحف والمنشورات الورقية في سنوات العدوان، تحدث الحاضري عن صدى ذلك على المستوى العربي والإقليمي والدولي معتبرا بأن صداه لا يزال ضعيفا ولم يستطع إيصال مظلومية الشعب اليمني للعالم بصورة توضح كما ينبغي حجم الإجرام الذي يتعرض له اليمن من قبل العدوان وأدواته.
معركة الحقيقة
الكاتب والإعلامي حميد القطواني ذهب بحديثه عن دور الإعلام الوطني في إدارة المعركة الحقيقية وتعزيز انتصار الجبهات في ميادين القتال قائلا : الإعلام الوطني الحكومي والإعلام الثوري والمستقل المنحاز لقضايا وهموم الشعب وبجهود المخلصين فيه قيادات وكوادر ورغم الاستهداف المعادي وشحة الإمكانات , تمكن بجدارة من الانتصار في معركة الحقيقة والمعركة الأخلاقية , وسجل حضوره القوي في وعي ووجدان ومعنويات المجتمع خاصة في المحافظات الحرة.
واستطرد بحديثه قائلا : كما أن للإعلام الوطني وسائل إعلام ونخباً إعلامية. لعبت دورا كبيرا في مواجهة حملات الزيف والتضليل المعادي وإسقاط المؤامرات الفتنوية والخيانية, والفضل الكبير بعد الله يعود إلى جهود المخلصين من ناشطين وناشطات بادروا لتحمل المسؤولية في إيصال مظلومية الشعب إلى الداخل والخارج وكشف جرائم العدوان وخلال هذه السنوات تشكلت أركان الجبهة الإعلامية مؤسسات وناشطين ونخباً فكرية فكانت صدى انتصار البندقية ونبض الصمود الشعبي ولسان المظلومية وهموم وقضايا الشعب, ومنبراً للمشروع الثوري التحرري ومساحة حرة لذوي الرؤى الناقدة والمواقف المعارضة للسياسات الحكومية من مختلف المشارب وسلطة رابعة تحقق وتحاكم الفساد والأدوار المشبوهة ويجب أن يكون الإعلام الحكومي بالذات كذلك.
متطلبات ملحة
لكن القطواني لفت إلى حاجة العمل الإعلامي كجبهة رئيسية مستمرة لا يجب أن تتوقف إلى الاهتمام بمعالجة المشاكل التقنية والفنية وخاصة الوسائل الإذاعية كوسائط فعالة يرتكز عليها العمل الإعلامي وبذل الجهود اللازمة لتوسيع نطاقها إلى المحافظات المحتلة.
واقترح تبني استراتيجية من شقين تقيم وتطور العمل الإعلامي كمتطلب رئيسي للجبهة الإعلامية على المدى القريب والبعيد:
الأول: العقول والعلاقات والجهود برؤية تستوعب الكوادر والمتطوعين وتوسيع دائرة التأهيل والكودرة , وخلق بيئة من القيادة الرسمية تكون وعاء يحتوي النخب الفكرية والإعلامية.
الثاني: القيادة الفنية عبر مركز دراسات يقيم الوضع العام ويشخص المشاكل والقضايا المحلية والإقليمية ذات الارتباط ويحدد مستوى فاعلية الأداء وآليات العمل الإعلامي وسبل التطوير وتجاوز التحديات , ويعرف في وعي النخب والكوادر والمجتمع توجهات القيادات ويقود برامج الوعي السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والفكري وفق الثوابت الوطنية والدينية ومحددات الرؤية الثورية والمشروع التحرري والنهضوي.