انكشاف زيف ما يدعون الحلقة ” 1 “

> بعد مرور ثلاث سنوات من الصمود… اليمنيون ينازلون تحالف العدوان في الرابعة

 

صلاح القرشي

أيام قليلة على مرور ثلاث سنوات من الحرب العدوانية على اليمن، الحرب التي فرضها الأمريكيون وعملاؤهم بالمنطقة وعلى رأسهم السعودية والإمارات على اليمن، هذه الحرب مستمرة وستظل مستمرة طالما بقي جندي غاز أجنبي على أي شبر من ارض اليمن هكذا هو قرار رجال الله في الميدان وقرار كل يمني حر وحدوي وغيور على وطنه وأمته ودينه.
اليمنيون يدخلون السنة الرابعة لمنازلة ومواجهة تحالف العدوان وهم أكثر قوة وإيمانا بعدالة قضيتهم ، واليمنيون سيدخلون الحرب لسنة الرابعة وهم أكثر تقاربا ووحدة في مواجهة العدوان الخارجي ، هذا العدوان الذي تكشفت نواياه الشيطانية لجميع اليمنيين والعرب والعالم خلال سنوات الحرب الثلاث السابقة. ، هذا العدوان الذي أثبتت دوله الاستكبارية بأنها دول إحتلالية انتهازية طامعة وقاتلة ومدمرة على ارض الواقع في اليمن ، وليست دولاً أتت لمساعدة اليمنيين (وإعادة الشرعية وإعادة الأمل كما يزعمون) منذ بداية عاصفتهم العدوانية على اليمن. هكذا معظم اليمنيين ينظرون إليهم الآن بعد مرور ثلاث سنوات من الحرب ، بما فيهم حلفاؤها من اليمنيين الذين أيدوا عدوانها وانضموا إليها منذ بداية الحرب،.
الذي يقرأ ما تغرد به في تويتر حاملة جائزة نوبل للسلام توكل كرمان والتي تصف السعودية والإمارات بدول العدوان على اليمن، بعد أن كانت جملة شكرا سلمان هي الطاغية في أدبياتهم السياسية منذ بداية العدوان ، وهكذا مثلها الكثير من الإعلاميين والقيادات العليا والوسطى للمكونات السياسية اليمنية في الشمال والجنوب أنهما دولتا احتلال مارستا، أصبحوا اليوم ينظرون إلى السعودية والإمارات على أنها دول التدمير والقتل والتهجير والتآمر على وحدة الدولة اليمنية .
قليل من المراجعة للأحداث التي مرت خلال ثلاث سنوات من الحرب العدوانية نستطيع القول إن اليمن تعرض ومنذ البداية لأكبر مؤامرة إقليمية ودولية في تاريخه.
فدول التحالف وبدعم أممي أعلنت منذ بداية غزو قواتها واعتدائها على اليمن وقالت إن تدخلها العسكري هو لمساعدة اليمن في (إعادة شرعية) الفار هادي إلى صنعاء والقضاء على (القوى الانقلابية ) حسب زعمها ( إجتثات التنظيم الحوثي) حسب المصطلح الذي أطلقه العميد احمد عسيري الناطق الرسمي لعاصفة الحزم السابق في أول مؤتمر إعلامي له بعد انطلاق عاصفة الحزم.
فماذا حقق التحالف العدواني في حربه لمساعدة “شرعية هادي” خلال السنوات الثلاث من الحرب السابقة ؟مدعوما بقرار أممي رقم 2216 من مجلس الأمن الدولي.؟
_ والجواب لم يحقق التحالف العدواني لهادي وحكومته سوى احتجاز هادي بفندق في الرياض ومصادرة قراراته وإرادته ومنعه من التحرك والعودة إلى عدن واستغلاله في شرعنة قراراتهم وأعمالهم الإجرامية التي ينفذوها في اليمن ، وما سمعناه من دعوة صلاح الصيادي الوزير بحكومة الفار هادي مؤخرا الشعب اليمني الخروج للشوارع للتظاهر ومطالبة السعودية برفع الحجز عن هادي والسماح له بالعودة إلى عدن والتحرك خارجيا إلا اكبر دليل على ذلك.
_ كما عمل تحالف العدوان على إبقاء وإضعاف هادي وحكومته وجيشه حتى أصبحوا الطرف الأضعف في المعادلة العسكرية على الأرض في الداخل اليمني ، وتمثل أحداث عدن الأخيرة عندما قامت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة من الإمارات الدولة الثانية الأكبر في التحالف بعد السعودية من سحق معسكرات الحماية الرئاسية لهادي ونهب أسلحتها والسيطرة الشبه كاملة على عدن ، واقتحام المقر العام لحكومة بن دغر بعدن وتمزيق صور الفار هادي وهذا يمثل المؤشر القوي على ضعف هادي وحكومته على الأرض.
وهذا يعني أن دول التحالف العدواني وعلى رأسها السعودية والإمارات ومن خلفهما أمريكا وبريطانيا كانت كل قراراتها وتحركاتها صبت لتنفيذ مصالحها وأطماعها الإجرامية في اليمن ولم تحقق لهادي وحكومته أي شيء وإنما فقط تم استغلالهم ، بل أنها حققت أطماعها وأهدافها بشكل حاقد وبشع ضد الشعب اليمني ودولته .
_فقد قامت بتدمير البنية التحتية للدولة اليمنية، وبكل تعمد قصفت الآلاف من المدارس والمستشفيات والمباني الحكومية وشبكات المياه والصرف الصحي ومحطات الكهرباء والجسور ، والميادين والصالات الرياضية والطرق والمخازن الرئيسية وغيرها.
_ ارتكبت هذه الدول مئات المجازر البشعة الجماعية ضد أبناء الشعب اليمني من المدنين الأبرياء خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى ، وهي جرائم حرب بحق الإنسانية وتخالف كل الأعراف والقوانين الدولية الإنسانية ، فقد ضربت الأسواق الشعبية ومنازل المواطنين في القرى والمدن وصالات الأفراح والعزاء وغيرها ، حتى أن الأمم المتحدة أدخلت هذا التحالف بقائمة العار مرتين لقتله الأطفال والنساء.
_كما قامت بالتدمير الشامل للاقتصاد اليمني ، فقد قصفت بطائراتها الحربية الآلاف من المصانع الحكومية والأهلية ، ومزارع الفواكة والخضروات ، ومزارع الدواجن ، ومخازن المواد الغذائية والفنادق وغيرها ، مما رفع معدل البطالة بين أفراد الشعب واضعف الاقتصاد إلى أبعد الحدود.
_ تآمرت هذه الدول على إضعاف العملة اليمنية والبنك المركزي وأوقفوا صرف المرتبات لموظفي الدولة وفرضت الحصار الجوي والبحري وغيره، مما ادخل معظم أفراد الشعب في دائرة الفقر والجوع وارتفاع الأسعار والتضخم و.. إلخ….
_ قامت دول التحالف العدواني بدعم وتكوين جيوش ومليشيات مناطقية وطائفية في كل المحافظات والمناطق تأتمر بأمرها ولا تخضع لقيادة (هادي وحكومته ) وذات توجهات انفصالية ومتناقضة ومتناحرة فيما بينها ، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى ضرب وتهديد وحدة الدولة اليمنية وتماسكها ، فقد عمدت من سابق على هيكلة وتفكيك الجيش المركزي للدولة اليمنية تمهيدا لقصفه وتدمير معسكراته ومخازنه وإجتثاته و…و…و…
_ أصبحت هذه الدول بعد مرور هذه الفترة كدول احتلال فعليا لكثير من أجزاء اليمن ، فقد عملت على إنشاء قواعد عسكرية لجيوشها في سقطرى التي مارست فيها تغيير ديموغرافيتها السكانية وتعمل على ضمها وإلحاقها بها من خلال فرض الكثير من الإستحداثات والاجراءات والقرارات على الجزيرة ، وجزيرة ميون وذباب والمخا وارخبيل زقر وحنيش وعدن والمكلا وشبوة وغيرها ، وبحيث سيطرت هذه الدول سيطرة كاملة على جميع الحقول النفطية والغازية وكل موانئ التصدير ، كما سيطرت على أهم المناطق الاستراتيجية في اليمن بما في ذلك باب المندب ، مع ممارستها سياسة استعلائية تنكيلية ضد الشعب اليمني من خلال السجون السرية سيئة الصيت.
بالمختصر المفيد، إن هذه الدول العدوانية عملت على تحقيق وتنفيذ السياسة القديمة لسعودية ودول الخليج وأمريكا وبريطانية تجاه اليمن الواقع على الحدود الجنوبية للمملكة السعودية والمطل على البحر الأحمر والبحر العربي والمحيط الهندي والذي يمتلك أهم الجزر الاستراتيجية والسياحية ويشرف ويتحكم في أهم المضايق البحرية في العالم (باب المندب) ،
وهذه السياسة تقوم على الاستمرار في إبقاء اليمن دولة ضعيفة وذات جيش ضعيف وممزق وشعباً فقيراً ضعيفاً وامياً ومريضاً، مع منع الشعب اليمني من ممارسة سيادته على أرضه وجزره وجغرافيته الهامة بما في ذلك باب المندب ، وأيضا منعه من ممارسة تنمية حقيقية والاستفادة من ثرواته الضخمة النفطية والغازية ، وضرب وحدته الوطنية وتمزيق نسيجه الاجتماعي وبحيث تسود الخلافات والحروب الأهلية بين مكونات الشعب اليمني ، وبحيث يكون تحت الوصاية الخارجية الدائمة وبدون قرار سياسي أو أي إرادة أو دور له في المنطقة.
وهذا القول يتطابق مع آخر تقرير للجنة خبراء الأمم المتحدة الخاصة باليمن الذي بينت فيه أن دول التحالف انحرفت في مهامها ، بل عملت على تنفيذ بروبجندتها السياسية هي وكان نتيجة ذلك تمزيق الدولة اليمنية الواحدة و….و…..
بصريح العبارة سقطت كل المبررات والحجج التي ساقتها دول التحالف العدواني والتي تم دعمها بقرار من مجلس الأمن الدولي رقم 2216 كمشرعن لتدخلها العسكري في اليمن.
لكن لأننا نحن اليمنيين نجابه تحالفاً عدوانياً إقليمياً ودولياً على اليمن بقيادة امريكا وبريطانيا ومن خلفهما ( إسرائيل واللوبي اليهودي) وما يعني هذا من امتلاكها من نفوذ قوي على الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، ظل قرار مجلس الأمن الدولي مرتهناً لهذه الدول رغم كل هذا الانكشاف والمخالفات والتغيرات في مسار الأزمة اليمنية خلال الفترة السابقة ، وقد عكس هذا في قرار مجلس الأمن الدولي الأخير أو بيانه الذي قضى بتمديد العقوبات المفروضة على اليمن و… و…
لكن في المقابل هل تحقق الهدف الاستراتيجي الثاني التي أعلنته دول التحالف وهو (اخرج القوى الانقلابية من صنعاء واجتثات التنظيم الحوثي حسب قولها )؟ وما هو مستقبل الحرب والعملية السياسية في اليمن ؟؟
هذا ماسنتناوله في الحلقة الثانية ……

قد يعجبك ايضا