الثورة/ اسكندر المريسي
عقدت بصنعاء بوم أمس الندوة الأولى لمناقشة ميثاق شرف لحفظ حقوق المرضى وأخلاقيات الترويج الدوائي، نظمتها نقابة ملاك الصيدليات بالتعاون مع الهيئة العليا للأدوية.
وفي افتتاح الندوة أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي حسين حازب، أهمية تنظيم عملية صرف الأدوية والعلاجات من الصيدليات، إلا عبر التشريعات واللوائح وميثاق شرف بين الهيئة العليا للأدوية ونقابة ملاك الصيدليات.
وقال ” الشعب اليمني يعاني من عشوائية صرف الأدوية للمرضى، وهذه العملية غير سليمة وقد تكون أحد الأسباب في القضاء على المريض، وهنا يأتي دور ملاك الصيدليات في مساعدة المرضى بعدم صرف أي أدوية لهم دون استشارة الطبيب المختص “.
وشدد الوزير حازب على ضرورة الترويج لميثاق الشرف وإدماجه ضمن المناهج الدراسية في كليات الطب والصيدلة بالجامعات .. لافتا إلى أهمية دور الهيئة العليا للأدوية ونقابة ملاك الصيدليات في تنظيم التشريعات فضلا عن منح التراخيص من قبل الجهات ذات العلاقة لفتح الصيدليات بناءً على الشهادات المؤهلة والمعترف بها .
وأضاف ” إن الصحة العامة جزء من الأمن القومي الوطني ويجب الحفاظ على صحة المواطن وأن يكون الصيدلي الذي يعتزم فتح صيدلية، خريجاً من كليات الصيدلة ولديه القدرة على التركيب ومعرفة الترتيب والمواد الداخلية في عملية صرف الأدوية، منوها بأن هناك من يريد ان يجعل اليمن مكباً للأدوية الرديئة والتي تحمل علامات تجارية وهي ليست من الأدوية الجيدة .
كما أكد استعداد وزارة التعليم العالي، التعاون مع الهيئة في الوصول إلى تشريعات منظمة لصرف الأدوية والعلاجات .. معبرا عن أمله في أن يتوصل المشاركون إلى مخرجات عملية تسهم في تطبيقها على الواقع.
من جانبه أشاد رئيس الهيئة العليا للأدوية بمثل هذه المؤتمرات والندوات المهمة لرفع الوعي، مشيرا إلى أن عدم الانضباط في عملية الترويج الدوائي وكذا عدم تحمل شركات الأدوية والعاملين في الترويج الدوائي للمسؤولية الأخلاقية، يشكل خطرا على المواطنين .
ودعا الجهات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني والعاملين في مجال الصحة إلى الحد من هذه الممارسات العشوائية وضبط الترويج الدوائي والتركيز على التثقيف الدوائي لمنتسبي القطاع الطبي والمواطنين بالاستعمال الرشيد للدواء.
وأكد أن الهيئة ستعمل على زيادة فاعلة الرقابة على الترويج الدوائي من خلال منح تراخيص المكاتب العلمية للشركات أسوة بباقي دول العالم والعمل على إصدار لوائح وتشريعات منظمة للترويج الدوائي وفقا للممارسات المهنية والأخلاقية وإخضاع وسائل مواد الترويج للترخيص المسبق من الهيئة العليا للأدوية .
ولفت الدكتور المداني إلى أن الهيئة ستعمل على ضبط الترويج الدوائي ومنع الإعلان عن أية أدوية في وسائل الإعلام المختلفة، إلا وفق ضوابط محكمة والعمل على تشجيع الإعلان في المجالات والنشرات الدولية العلمية الموجهة للعاملين في المجال الطبي والصيدلي مع التحقق من التزام المكاتب العلمية بنشر المعلومات الدوائية السليمة والمعتمدة على أدلة علمية وموثوقة المصدر وعبر صيادلة متخصصين.
وذكر أن انعقاد الندوة فرصة لإعداد ونشر ميثاق شرف وطني للالتزام بالممارسات الأخلاقية لترويج الأدوية والعمل على حماية المجتمع من الآثار الضارة للدعاية المضللة .. لافتا إلى أن وضع معايير لضبط الترويج الدوائي يرتبط بالاستخدام الرشيد للدواء.
وعبر رئيس الهيئة العليا للأدوية عن الأسف لمساهمة بعض شركات الدواء في الترويج غير الملتزم بأخلاقيات المهنة لمنتجاتها، إضافة إلى مساهمة بعض الأطباء وغيرهم في الوصف للدواء وإعطائه بطريقة غير رشيدة .
عقب ذلك بدأت الجلسة الأولى للندوة بتقديم خمس أوراق عمل، تناولت الورقة الأولى التي قدمها الدكتور عبدالماجد الفرح الجوانب الأخلاقية التي اعتمدها الإسلام لحفظ حقوق المرضى ، فيما تطرقت الورقة الثانية للدكتور أحمد السياغي التقييم الأخلاقي لممارسات الترويج الدوائي في اليمن.
وشخص الدكتور سمير السنافي في ورقة العمل الثالثة الوضع الراهن للسوق الدوائي في اليمن، فيما استعرض رئيس نقابة الصيدليات الدكتور محمد النزيلي الدكتور محمد النزيلي في الورقة الرابعة آثار غياب مواثيق لحماية المرضى وأخلاقيات بيع وترويج الأدوية .
وقدم الدكتور صلاح الشوكي ورقة العمل الخامسة حول حقوق المرضى أثناء المعالجة والتداوي وأهمية تدريس الأخلاقيات الطبية في المعاهد والجامعات الطبية.
وفي الجلسة الثانية للندوة قدمت أربع أوراق عمل، تناولت الأولى المقدمة من الدكتور علي الكاف، أخلاقيات البحث العلمي وأهمية الالتزام بحقوق المرضى والمتطوعين في عملية البحث العلمي، فيما استعرض الدكتور فايز سكران البرتوكولات العلاجية وأهميتها في الحد من عشوائية صرف الأدوية تحت تأثير الترويج غير الأخلاقي.
وتطرقت الورقة الثالثة المقدمة من الدكتور عبدالله العقاب إلى مواثيق الترويج الدوائي على المجتمعات وأهميتها، فيما قدم الدكتور نبيل عاطف ورقة العمل الرابعة عن الأخلاقيات والمواثيق في نقل التكنولوجيا الدوائية لليمن.
وقدم الدكتور محمد الهناهني ورقة العمل الرابعة والأخيرة حول الصحة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان والواجبات المناطة بالدول والمؤسسات للنهوض الإنساني بحقوق المرضى.
حضر الندوة عضو الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد نور باعباد وعميد كلية الصيدلية وعدد من عمداء الكليات وممثلو جمعية مرضى الأورام ورؤساء الشركات والعاملون في الصيدليات.