العام الرابع من الحرب والسعودية تحصد الهزائم
زين العابدين عثمان*
مع اقتراب دخول الحرب الذي اشعلها التحالف السعودي الأمريكي عامها الرابع بدأت تجليات الهزيمة المتوقعة لهذا التحالف تتباين وتظهر على السطح بشكل دراماتيكي، في الاحداث الأخيرة التي جرت خلال العام 2017 المنصرم وبداية عام 2018م كانت مفصلية للغاية سطرتها قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية ، استطاع الأخير من خلالها ان يثب وثبات سريعة ليخطف الأضواء والمبادرة من السعودية وحلفائها سواء على مستوى الجبهات الخارجية (بالحدود مع المملكة ) أو الجبهات الداخلية باليمن.وما عزز من هذا الصعيد هو القوة الصاروخية اليمنية التي اكتسحت الساحة الجيوسياسية لتقطع آخر أوردة آمال الرياض في تحقيق أهدافها المنشودة في وقت تضع معادلة من العيار الثقيل امام النظام السعودي مفادها ان لم توقفوا عدوانكم على اليمن فنحن بدورنا سننقل جحيم الصراع باليمن الى الرياض وكل منطقة بالمملكة.
ومن هذا المنطلق أصبحت القوة الصاروخية اليمنية بعد عملياتها الاستراتيجية في قصف اهم المناطق الحيوية بالرياض تشكل كابوسا يؤرق النظام السعودي الذي توقع انه دمرها بنسبة 90% في بداية حربه على اليمن ولم يكن يحسب أي حساب ان الصواريخ الباليستية اليمنية يمكن لها ان تصل الى أراضي المملكة الحدودية فضلا عن العاصمة نفسها.
المتحدث الرسمي باسم التحالف العربي السعودي (تركي بن صالح) أدلى بتصريح هو الاول من نوعه الذي يعبر عن جحم التداعيات والرعب الذي باتت تشكله الصواريخ اليمنية سياسيا وعسكريا وأمنيا وقد وصفها بأنها ” بدأت تمثل تهديدا ماحقا وخطرا على الامن القومي السعودي خصوصا والأمن الاقليمي بشكل عام” مستطردا إن اعداد الصواريخ التي قصفت بها أراضي بالمملكة وصلت الى 95 صاروخا باليستيا مابين متوسط الى بعيد المدى، مدعيا بأن هذا العدد أصبح من الحماقة السكوت عليه.
وبالتالي هذا الأمر هو الذي دفع النظام السعودي لينطلق من فكرة خطورة الصواريخ اليمنية على الأمن القومي الاقليمي الى استنفار المجتمع الدولي للاجتماع واستصدار مواقف دولية ووضع إجراءات للحد من هذا الخطر المتفاقم ، وكي يحصل هذا الأمر دون ان يسفك النظام السعودي ماء وجهه امام العالم ادعى الأخير بأن إيران هي السبب وهي من تقوم بتهريب الصواريخ الباليستية الى (الحوثيين) باليمن ومن هذا المنطلق استطاع النظام السعودي ان يخلق له غطاء دوليا داعما له ابتداء بالمواقف الأممية الى عقد جلسات بمجلس الأمن وصولا الى وضع مسرحية عرض بقايا الصواريخ اليمنية في واشنطن التي لازالت تنشط في جميع المحافل الأممية وفي كل اجتماعات مجلس الأمن.
القوات اليمنية التي بدأت ترسم الخطوط العريضة لخارطة الانتصار على السعودية وحلفائها بدأت تشكل استراتيجية عسكرية تصعيدية وضع حجر أساسها الرئيس صالح الصماد في اجتماعه الأخير مع قيادات وضباط المؤسسات والمناطق العسكرية حيث أوضح أن ما يقوم به النظام السعودي وحليفه الإماراتي من تصعيد بالداخل سيقابل بتصعيد مماثل ولكن بطريقة اشد وانكى من أي فترة سابقة وقد وعد بمفاجآت.
فلم تمض سوى 24 ساعة من بعد خطابه حتى تصادقه عمليات استراتيجية سابقة من نوعها نفذتها وحدات مشتركة بين القوات الجوفضائية ووحدة الاسناد الصاروخي بقصف وتدمير مرابض انظمة الدفاع الجوي PAC3 التابعة للقوات الإماراتية بمبنى القيادة بمحافظة مارب وهذه العملية اتت بعد عملية سابقة مماثلة في المخا.اما من جانب آخر من أوجه التصعيد فقد كان على محاور القتال حيث ان وحدات متخصصة من الجيش واللجان بإجراء عمليات اجتياح وسيطرة على أكثر من 10 مواقع استراتيجية في جبهة نهم بعد قتل العشرات واسر ما يقارب 100 اسير خلال تسع ساعات فقط وبالتالي فجبهة نهم التي طالما كان الإعلام السعودي يعزف عليها لدخول صنعاء أصبحت اليوم شبه ساقطة كليا في قبضة الجيش واللجان الشعبية وهذا انجاز يسجل ضمن انجازات أخرى خصوصا على جبهات الحدود وتحديدا بمنطقة نجران التي يشن فيها الجيش واللجان عمليات على المواقع والتباب التي تطل على مدينة نجران التي أصبح الإعلام الحربي يوثق شوارعها وأسواقها وبالتالي فهي “أي مدينة نجران” لاينقصها سوى ايعاز من القيادة العليا لوحدات الجيش واللجان لإسقاطها كليا تحت السيطرة في أي وقت.
السعودية وحلفاؤها باتت هزيمتهم واضحة باليمن وهناك من الدلالات السمع -بصرية ما تثبت بأن النظام السعودي بدأ يترجل المشهد العسكري نظرا لاستحالته ويحاول ان يحقق أهدافه بأساليب المراوغة والمناورة السياسية كمسار الحملة الإنسانية التي دشنها لإنقاذ الشعب اليمني والتي في حقيقتها ما هي إلا وسيلة يتخذها للسيطرة على ميناء الحديدة الذي انقطعت به السبل للسيطرة عليه عسكريا طيلة الـ1000 يوم الماضية وبالتالي فالحديث عن هذه الحملة التي تسوقها مكائن الإعلام السعودي ما هي إلا مجرد أكاذيب ودغدغدة لعواطف الشعب اليمني والعالم.